أحداث ساقية سيدي يوسف يجب أن تكون قدوة للأجيال الصاعدة و نموذجا للتعاون المشترك أكد وزير المجاهدين محمد الشريف عباس أن الذكرى ال 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف بتونس التي تم احياؤها أمس السبت بعين المكان، يجب ان تكون قدوة للأجيال الصاعدة. وفي تصريح صحفي خلال وقفة ترحم بساقية سيدي يوسف، أوضح الوزير أن هذه الوقفة التي أصبحت تقليدا سنويا "تعكس العلاقات النضالية التي ما انفكت تربط الشعبين الجزائري و التونسي مبينا أنها ستظل تشكل عبرة وقدوة للأجيال الصاعدة بل نموذجا للتعاون المشترك بين البلدين. و عاشت بلدة ساقية سيدي يوسف - وهي منطقة حدودية- منذ صبيحة أمس السبت أجواء احتفالية بمناسبة احياء الذكرى ال 56 للأحداث الأليمة التي عاشتها هذه المنطقة يوم 8 فيفري 1958 اثر القصف الجوي الهمجي لقوات الاستعمار الفرنسي ضد الجزائريين والتونسيين على حد السواء. و قام السيد عباس رفقة وزير الدفاع التونسي السيد الغازي الجريبي بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري لعشرات الشهداء الذين سقطوا جراء تلك الهجمات و قرأوا فاتحة الكتاب على أرواحهم كما استمعوا الى النشيدين الوطنيين الجزائري والتونسي. من جهته، أكد وزير الدفاع التونسي للصحافة أن تلك الأحداث الأليمة التي امتزجت فيها دماء الشعبين قد "زادت في تمتين العلاقات بين البلدين على كل الاصعدة" داعيا إلى "اتخاذها نبراسا لتجسيد المزيد من البرامج والمشاريع ذات الطابع الاقتصادي والثقافي والاجتماعي لخدمة الاجيال الصاعدة". و نظمت ببلدة ساقية سيدي يوسف أنشطة ثقافية وفنية ورياضية بمناسبة إحياء لهذه الذكرى حيث احتضنت هذه البلدية الحدودية فعاليات الدورة المغاربية ال 33 للعدو الريفي، كما نظمت بها عدة دورات أخرى في العديد من الرياضات الجماعية والفردية علاوة على عروض في الفروسية. وألقيت العديد من المحاضرات حول النضالات التي خاضتها المنطقة ضد قوى الاستعمار الفرنسي كما نظمت ندوة فكرية حول "واقع ومستقبل التنمية بساقية سيدى يوسف" مع عرض العديد من الأشرطة الوثائقية التي تصور التحرشات التي اقترفتها قوى الاستعمار الفرنسي ضد المواطنين الجزائريين والتونسيين في محاولة لإحداث شرخ في العلاقات التضامنية والنضالية بين الشعبين. وكانت ساقية سيدي يوسف تشكل آنذاك قاعدة خلفية استراتيجية لوحدات جيش التحرير الموجودة بالمنطقة الشرقية حيث استعملت لإيصال الأسلحة والمعدات و المؤونة، كما استخدمت لعلاج الجرحى واستقبال المعطوبين. وبعد مضي أربع سنوات عن اندلاع ثورة التحرير المظفرة انتهجت قوى الاستعمار الفرنسي مخططات ترمي إلى إخماد الكفاح المسلح عبر مختلف وسائل الدمار والقمع الوحشي للمدنيين الأبرياء العزل. لذا قام الطيران الحربي الفرنسي بشن سلسلة من الغارات الجوية المكثفة ضد هذه البلدة التونسية الامنة يوم 8 فيفري من عام 1958 في محاولة لإحداث شرخ في العلاقات النضالية بين أبناء الشعبين الجزائري و التونسي. وأسفرت هذه الهجمات عن مقتل عشرات المواطنين من الجزائريين والتونسيين على حد سواء علاوة على تخريب وتدمير العديد من المرافق التربوية والثقافية والبنيات التحتية.