100 ألف طفل مصاب بداء التوحد «أوتيزمّ» بحاجة إلى مراكز متخصصة تجاوز عدد المصابين بالتوحد بالجزائر 100 ألف طفل يفتقد الكثير منهم إلى الرعاية الطبية والتربوية خصوصا بالولايات الداخلية، مما يتطلب استحداث مراكز متخصصة لهذه الفئة . وكشف اليوم التحسيسي الثاني حول داء التوحد «اوتيزم» الذي أشرفت على تنظيمه جمعية "الشروق" بالمركز الثقافي الإسلامي بعاصمة ولاية عين الدفلى أمس عن اتساع دائرة المصابين به حيث تجاوز العدد عتبة 100 ألف حالة على المستوى الوطني وفق ما أكده رئيس الجمعية عبد الرحمن شوشان للنصر ، مشيرا إلى أن عدد الحالات أكثر مما هو مدون لاعتبارات تتعلق بذهنية بعض العائلات التي تتحفظ كما قال عن التصريح بأبنائها المرضى أو حتى الحديث عنهم لأقرب المقربين منها. وعليه جاء استحداث الجمعية للتكفل بانشغالات هذه الفئة التي يجهل طبيعة مرضها حتى بالنسبة للكثير من الأطباء و النفسانيين مثلما وقفنا عنده حيث أشار الدكتور مداني و الأخصائية نفسانية السيدة طمون من العيادة المتعددة الخدمات بالعامرة، أنهما يجهلان هذا المرض تماما و كذا كيفية التعامل مع الحالات رغم أنهما استقبلا بذات العيادة بعض الحالات التي تم توجيهها إلى المستشفيات الكبرى بالعاصمة. التوحد كما أوضح رئيس الجمعية، هو اضطراب نمائي ناتج عن خلل عصبي (وظيفي) في الدماغ ، يظهر في السنوات الثلاث الأولى من العمر، ويظهر فيه الأطفال صعوبات في التواصل مع الآخرين واستخدام اللغة بشكل مناسب، والتفاعل الاجتماعي، واللعب التخيلي إضافة إلى ظهور أنماط من السلوكات الشاذة. تقول «أم انس» أن ابنها البالغ من العمر4 سنوات، يعاني من مشكلات في المهارات الاجتماعية تتمثل في عدم القدرة على الارتباط وخلق علاقات مع الأفراد المحيطين به فهو شخص بعيد عما يحيط ويجري من حوله تماما، مضيفة «نظرا لعدم وجود مختصين ومراكز متخصصة بالولاية والولايات المجاورة لعلاج ابني ومتابعته أنقله إلى مستشفى دريد حسين بالعاصمة». وهو نفس مسار والدي منير 7 سنوات، من نفس الولاية، حيث تقول والدته التي تحترق ألما من أجل ابنها بأنه مهدد بالطرد من المدرسة الابتدائية لضعف نتائجه رغم جهود العائلة في تعليمه وتكوينه و الإشراف عليه بالمنزل. مؤكدة بأنه بمجرد التخلي عن متابعته لفترة زمنية محدودة، يعود ذهنه وتفكيره إلى نقطة الصفر، مما يتطلب من مديرية التربية تخصيص أقسام خاصة لهذه الفئة من أجل المتابعة و التعليم. وتضيف سيدة أخرى أن ابنتها منال 3 سنوات، مصابة بالداء من صنف «ا و بالتالي كما قالت : " لها فرصة كبيرة للعلاج و التأقلم مقارنة مع ما لاحظته في القاعة التي تضم حالات أخرى، فالمصاب بالتوحد هو طفل تصعب إدارته بسبب سلوكياته حيث تجده قلقا، غاضبا ، محبطا مرتبكا، خائفا ومفرط الحساسية ليضيف احد أعضاء جمعية الشروق: "التوحّد من الأمراض المنسية بالجزائر، و يطرح عديد المشاكل لدى العائلات ولا يمكن تجاهله بالنسيان، لأنه يشكل أمام تزايد المصابين به بالجزائر معضلة حقيقية داخل المجتمع لابد من مواجهتها منذ البداية" .