حنون: نرفض التعامل مع السعودية و قطر لأنهما يهددان اللحمة العربية طلبت لويزة حنون مساء أمس من مناضليها ترك عدد من الشبان حاولوا التشويش على التجمع الذي نظمه حزبها بباتنة في إطار الحملة الانتخابية و طلبت من مؤيديها تركهم و شأنهم و ألقت باللوم على من حرضهم. و كانت مجموعة من الشبان قد حاولت التشويش على تجمع مرشحة حزب العمال فور دخولها قاعة دار الثقافة و سط باتنة بترديد هتافات للمرشح علي بن فليس وكادت تحدث اشتباكات بين أنصار المترشحين قبل أن تطلب حنون تركهم و ألقت اللوم على من حرضهم. و من سطيف أبدت مرشحة حزب العمال لوزيرة حنون للانتخابات الرئاسية قبل ذلك انزعاجها من سعي الدولة لتقديم تنازلات للتخلي عن القاعدة الاقتصادية 49/51 بالموازاة مع عدم الإشارة إليها ضمن البرامج الانتخابية للمرشحين الآخرين للرئاسيات و طالبت «بالحفاظ على هذا المكسب»، معربة عن أسفها من استمرار المفاوضات مع منظمة التجارة العالمية والإتحاد الأوروبي بخصوص الانضمام لمنطقة التبادل التجاري الحر التي وصفتها بأنها نقمة على الجزائر، مطالبة بإلغاء اتفاقية التبادل العربي الحر، متسائلة في سياق آخر عن سبب برمجة زيارة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري وأمير قطر في عز الحملة الانتخابية، واصفة إياها بزيارة لتقديم التنازلات ورهن خيرات البلاد، محذرة من مغبة الوقوع في فخ الربيع العربي والمؤامرات التي تحاك ضد الجزائر من قبل أطراف أجنبية. و في تجمعها بباتنة مساء أمس اعتبرت حنون بأن الانتخابات الرئاسية فرصة مواتية لوقف استمرار الوضع القائم، واعتبرت أن الشعب الجزائري أمام ثلاثة طرق للتغيير أنسبها عن طريق الانتخابات أو بإحداث القطيعة مع النظام محذرة من الطريقة التي يمكن أن تؤدي بالبلاد إلى ما آلت إليه دول من دمار على غرار سوريا وليبيا. وأكدت الأمينة العامة لحزب العمال بأنها مستعدة للمناظرة مع باقي المرشحين للرئاسيات حيث وصفت بعضهم بالمغامرين بعد أن قدموا ضمانات للخارج للاستثمار الذي يرهن السيادة الوطنية، وقالت حنون بأن حزبها لا يسود الصورة الراهنة ولا يبيضها في نفس الوقت، موضحة بأنها لا تنكر الإنجازات غير أنها تنتقد طبيعة النظام الذي لم يأت بنتائج منها فشل المسار الانتخابي في التشريعيات والمحليات الأخيرة. مرشحة حزب العمال في تجمع شعبي جمعها بمناضلي حزبها احتضنته قاعة متعددة الرياضات بمركب الثامن ماي 45 بسطيف، ذكرت مقتطفات من أهم ما حمله برنامجها الانتخابي، حيث وعدت بمواصلة دعم المسائل التي ناضل بخصوصها حزبها، المتعلقة أساسا بالشأن الاقتصادي وضرورة استمرار تطبيق القاعدة الاقتصادية 51/ 49 التي ترى بأنها ضمان لثروة الأجيال المقبلة، مؤكدة بأن هذا المكسب تحقق سنة 2009 بفضل تضحيات كبيرة، في ظل التهديد الأجنبي الذي يسعى لتدمير ثورات البلاد وتهريب مواردها، منتقدة إصرار السلطات العمومية الانضمام إلى منظمة التجارة العالمية التي وصفتها بالمنظمة التصحيرية التي تسعى لامتصاص خيرات الجزائريين بعد أن دمرت العديد من اقتصاديات البلدان مثل اليونان. حنون أسهبت في الحديث عن الزيارة المرتقبة لوزير الخارجية الأمريكي جون كيري و أمير قطر للجزائر، حيث ذكرت بأنها جاءت بغرض مبيّت، رغم أنها ظاهريا و رسميا ستتم من أجل تقريب وجهات النظر بين السعوديين والقطريين، محذرة من مغبة التعامل مع السعوديين والقطريين الذين يسعون لتهديم اللحمة العربية وتكرار سيناريوهات حدثت في العديد من البلدان العربية وبلدان الساحل على غرار مالي وليبيا وسوريا والعراق. وقد انتقدت حنون السياسات الاقتصادية والاجتماعية المتبعة في الجزائر أو تلك التي يراهن على تطبيقها بقية المرشحين ضمن برامجهم الانتخابية، حيث وصفتها بالوعود الباهتة و انتقدت سياسة التشغيل بالعقود المؤقتة وطالبت بعقود طويلة المدة تضمن الاستقرار والمستقبل للشباب، بعيدا عن أي شكل من أشكال استغلال اليد العاملة، ووعدت أيضا بترسيم قاعدة 51/ 49 وجعلها مادة دستورية مع ترسيم اللغة الأمازيغية كلغة وطنية رسمية ثانية وإجبارية تعليمها في 48 ولاية، كما وعدت أيضا بالقضاء على الفساد السياسي والاقتصادي وإعادة الاعتبار للمجالس المنتخبة وإدخال إصلاحات دستورية في الشكل والمضمون بجرأة كبيرة. حنون في ختام كلمتها دعت سكان سطيف مساندتها بقوة في الانتخابات الرئاسية المقبلة، التي ستكون مفصلية ومسؤولية تاريخية على كاهل الشعب الجزائري من أجل التعبير الحر عن كلمته ومنع الأيادي الأجنبية من التدخل في الشأن الداخلي للجزائر.