"الخاطفون قالوا لي أنهم اختطفوني لاعتقادهم بأني مصري" وزارة الخارجية: الجزائر لم تدفع أي فدية نظير الإفراج عن أرزقي جنان وصل أمس المواطن الجزائري أرزقي جنان ( 56 سنة )، الذي اختطف خلال الاعتداء المسلح الذي استهدف يوم 18 أفريل الماضي حقلا نفطيا بمحافظة كردوفان -غرب (السودان)، إلى أرض الوطن ثلاثة أيام بعد تحريره من خاطفيه. وقد وجد السيد جنان في انتظاره على أرضية مطار هواري بومدين مسؤولون من وزارة الشؤون الخارجية يتقدمهم مدير حماية الجالية الجزائرية بالخارج عبد الكريم طهراوي إلى جانب أفراد من عائلته. الرعية الجزائري الذي كان قد تم تسليمه ظهر الجمعة لسفارة الجزائربالخرطوم بعد أن قامت قوات الأمن السودانية بتحريره يوم الخميس الفارط، بدا شديد التعب جراء الرحلة الطويلة التي انتقل خلالها بين مكان اختطافه والعاصمة السودانية الخرطوم على مسافة حوالي 1500 كلم قبل أن ينتقل إلى العاصمة القطرية الدوحة التي قدم منها على متن رحلة لشركة الطيران " القطرية ". وقد روى السيد جنان المعاناة الشديدة التي واجهها خلال فترة الاختطاف التي دامت كما قال 15 يوما. وبحسب ما روى المعني للصحافة بالقاعة الشرفية لمطار هواري بومدين ساعة وصوله حوالي الساعة الواحدة بعد منتصف النهار، فقد تعرض للاختطاف عن طريق الخطأ من طرف مجموعة سودانية مسلحة تتكون من حوالي 48 عنصرا، حيث قال أن الخاطفين الذين كانوا يرتدون الزي العسكري اعترفوا له بعد اختطافه من الحقل البترولي " حراز 1 " بولاية بليلة ( 1200 كلم جنوب غرب الخرطوم ) أين كان يعمل لمدة 3 سنوات كمسؤول صيانة التجهيزات الخاصة بالتنقيب لحساب الشركة الوطنية السودانية " ناشيونال ابستريم سرفيس "، أنه تم اختطافه عن طريق الخطأ وأن المستهدف هو رعية مصري يسمى " حامد" دون أن يعلم سبب استهداف اختطاف هذا الأخير. وقال المتحدث " لقد كانت الساعة الثامنة و 10 دقائق بالتوقيت المحلي السوداني عندما هاجمت العصابة المسلحة موقع الحقل النفطي، وقال أنها تبادلت إطلاق النيران مع حراس الحقل البالغ عددهم 16 شخصا وهي المواجهة التي اسفر عنها سقوط ثلاثة قتلى وإصابة مواطن جزائري آخر يعمل بذات الحقل بعيار ناري، وهو نصر الدين العمراوي المنحدر من ولاية بومرداس ( عاد يوم الخميس الماضي إلى الجزائر ). كما أسفرت العملية – يضيف أرزقي جنان – عن اختطافه إلى جانب رعيتين صينيتين وسائق سوداني إلى جانب أربعة من عناصر حراسة الموقع التابعة للجيش السوداني. وحول ظروف الاعتقال من طرف تلك المجموعة التي نقلتهم إلى ولاية كردوفان –غرب ( حوالي 300 كلم عن موقع العمل – 1500 كلم جنوب العاصمة الخرطوم ) قال أنها كانت ظروفا سيئة وقاسية للغاية سيما وأن الخاطفين كانوا يفتقدون للمؤونة ولم يكن همهم سوى الحصول على الفدية مقابل إطلاق سراح المختطفين الثمانية، مضيفا " لقد كنا نقتات مما جادت به الطبيعة علينا وحتى من الحشائش الصالحة للأكل" لكنه نفى أن يكون قد تعرض ومن معه للأذى. وبحسب هذا الرعية الجزائري المنحدر من ولاية تيزي وزو فإن الخاطفين المنحدرين من تلك " المنطقة الفقيرة التي تنعدم بها شروط الحياة نظرا للغياب التام للبنية التحتية المناسبة كالطرقات إلى جانب انعدام المدارس والمؤسسات الصحية وغيرها، لم تكن لديهم مطالب واضحة وهم مجرد ناهبين كانوا يريدون المال " مشيرا إلى أن السلطات السودانية قد دفعت فدية ب 2 مليار بالعملة السودانية نظير إطلاق سراحه وسراح الرعيتين الصينيتين فقط،عن طريق لجنة مكونة من أربعة أشخاص أعيان تلك المنطقة الذين قال انهم تكفلوا بمهمة الوساطة بين السلطات السودانية والخاطفين. وقال أن الوسطاء هم الذين تكفلوا بنقله إلى جانب الصينيين بواسطة دراجات نارية بعد الإفراج عنهما إلى موقع معسكر قديم أين تسلمتهم السلطات الامنية السودانية. وفي سياق متصل أكد مدير حماية الجالية الوطنية بالخارج بأن وزير الخارجية رمطان لعمامرة أن سفارة الجزائر بالسودان التي تجندت لمساعدة و دعم المواطن الجزائري المصاب بجروح وإجلائه إلى أرض الوطن، ظلت على اتصال مستمر مع السلطات السودانية، مشيرا إلى أن الوزير رمطان لعمامرة كان يحاط من طرف نظيره السوداني، عالما بكل كبيرة وصغيرة عن المواطن الجزائري المختطف وكيف كانت تتم معاملته مضيفا " لقد كان همنا الوحيد سواء على مستوى الوزارة او على مستوى سفارة الجزائر بالسودان هو كيفية تحرير الرعية الجزائري. ونفى ذات المسؤول أن تكون الجزائر قد دفعت مليما واحدا كفدية نظير إطلاق أرزقي جنان وقال " إن مبدأ السياسة الخارجية الجزائرية معروف في مثل هذا الشأن وهي ترفض تقديم الفدية للجماعات المسلحة وتعمل على إقناع البلدان الأخرى بصحة موقفها من أجل تجفيف مصادر تمويل العصابات والجماعات المسلحة ".