الخضر بوجهين مختلفين وإبراهيمي و محرز يقدمان أوراق اعتمادهما وفق أمس المنتخب الوطني في أول خرجة له على بعد أقل من أسبوعين عن انطلاق المونديال، من خلال سحقه المنتخب الأرميني بثلاثية تداول على تسجيلها بلكلام وغيلاس وسليماني في الشوط الأول، من مباراة شهدت ظهور كتيبة حليلوزيتش بوجهين مختلفين أول واعد ومطمئن، وثان مبهم ومخيف على أكثر من صعيد، في الوقت الذي خطف الثنائي إبراهيمي ومحرز الأضواء من الجميع، بفضل مستواهما الراقي وتقديمهما أوراق اعتمادهما بملعب سيون، أمام قرابة عشرة آلاف مناصر جزائري. ورغم أن الناخب الوطني وحيد حليلوزيتش قد فاجأ الجمهور والمتتبعين بإقحامه تشكيلة غير مسبوقة، يقودها زماموش في حراسة المرمى وإبراهيمي في صناعة اللعب، إلا أن التشكيلة الوطنية نجحت في اجتياز الاختبار بنجاح، من خلال تقديمها ( خلال المرحلة الأولى) عرضا مقنعا، وبعثها برسائل مطمئنة للعشاق والمحبين عشية انطلاق المنافسة العالمية، فكل من تابع المباراة من على المدرجات أو أمام شاشة التلفزيون يكون قد اقتنع بالمردود المقدم على مدار الخمسة وأربعين دقيقة الأولى، وكذا بالغلة التي كانت وفيرة أمام منافس لا يملك إمكانات وقدرات الشياطين الحمر وروسيا، ولكنه ذهب ضحية تفوق الخضر واستحواذهم على الكرة في جل أطوار الشوط الأول، فرغم أن التشكيلة التي راهن عليها حليلوزيتش لعبت لأول مرة إلا أن الجوانب الإيجابية طغت على حساب السلبيات، حيث أرغم إبراهيمي ورفاقه المنافس على التراجع إلى الخلف وارتكاب عديد الهفوات، بفضل فعالية وسرعة وبراعة الجناحين غيلاس ومحرز الذي بصم على دخول قوي ومقنع في أول مباراة له بالقميص الوطني، من خلال تنشيطه الرواق الأيسر وتوغلاته الناجحة، ما خول له منح عديد الكرات والحلول للزملاء، ويكفيه في أول ظهور له أنه صنع هدف غيلاس (د22) بطريقة فنية رائعة، حيث توغل في المحور وقام بتثبيت أربعة مدافعين، قبل أن يمنح غيلاس كرة على طبق لم يتوان في تحويلها إلى هدف من الروعة بمكان، كما حرمته العارضة (د41) من توقيع أول هدف له رفقة المنتخب، حيث صدت رأسيته التي حولها سليماني إلى هدف ثالث، ومن جهته تألق ياسين إبراهيمي في دور صانع اللعب، حيث كانت بصمته واضحة على أسلوب لعب المنتخب، من خلال صناعته وتوجيهه اللعب ، وكذا رفعه الريتم في الوقت المناسب بانطلاقاته القوية ومراوغاته القاتلة، ومن إيجابيات المرحلة أيضا تسجيل بلكلام الهدف الأول من كرة ثابتة (ركنية) نفذها إبراهيمي ووجدت مدافع الخضر في المكان المناسب لمنح فريقه التقدم (د10)، وفيما بعث غيلاس برسائل مطمئنة، بتبديده المخاوف بعد معاناته من إصابة، حيث أكد تعافيه وفعاليته وأحقيته في التواجد ضمن القائمة المتجهة إلى المونديال، تماما كما هو حال القائد مهدي لحسن الذي أعطى التوازن المطلوب لخط الوسط، على النقيض من الخط الخلفي وتحديدا محور الدفاع أين ترك الثنائي بلكلام و حليش علامات استفهام كبيرة، بخصوص لياقتهما البدنية وانسجامهما وقدرتهما على تأمين المناطق الخلفية، وهي السلبيات التي طغت على السطح مباشرة عقب الاستراحة، حيث فشل بلكلام في التصدي لهجوم خاطف من المهاجم الأرميني سركيسوف الذي استغل تمريرة خاطئة من ماندي وبطء بلكلام لتقليص النتيجة.وعلى النقيض من الشوط الأول لم يكن الخضر مقنعين في الثاني، إذ باستثناء بعض المهارات والفرديات، غابت معالم الفريق وافتقد رفقاء زماموش لروح المبادرة وساد اللعب العشوائي، في غياب التنظيم، وأمام تحسن أداء ومردود المنتخب الأرميني الذي استحوذ على وسط الميدان والكرة فهدد مرارا مرمى زماموش ارتبكت العناصر الوطنية، وتاهت فوق المستطيل الأخضر، خاصة بعد التغييرات الستة التي أحدثها الناخب الوطني، إذ باستثناء كرة سوداني (د85) أين تلاعب بمدافع وسدد في اتجاه الحارس الأرميني، لم نسجل أية محاولة تستحق الذكر، ما جعل الشوط الثاني للنسيان، ولو أن "الكوتش وحيد" دون فيه عديد الملاحظات، وهو الذي سيكون اليوم مرغما على إبعاد لاعب من التعداد، ومن ثمة الإعلان عن قائمة 23 لاعبا التي ستمثل الجزائر في المونديال. وفي انتظار معرفة هوية اللاعب المبعد، يمكن القول أن اختبار أمس كان مفيدا، رغم تباين ظهور الخضر خلاله، فالمنتخب حافظ على ديناميكية الانتصار لثالث مرة على التوالي، وعزز الرصيد المعنوي قبيل أيام معدودات عن المونديال، على أن يكون لقاء رومانيا هذا الأربعاء المحك الحقيقي لفغولي ورفاقه. نورالدين - ت مدرب منتخب أرمينيا شالونداس الجزائر أعجبتني وقادرة على صنع المفاجأة في المونديال أبدى مدرب منتخب أرمينيا شالونداس إعجابه بمردود المنتخب الوطني، حيث قال في تصريحات صحفية أعقبت المباراة :"أهنئ المنتخب الجزائري على هذا الفوز المستحق، والذي أوضح أنه يملك تشكيلة جيدة، خاصة وأن لاعبيه كانوا في المستوى طيلة التسعين دقيقة، ولعبوا باندفاع كبير أكدوا من خلاله جاهزيتهم البدنية. أتصور أن الجزائر قادرة على أن تكون مفاجأة المونديال، نحن عانينا من بعض المشاكل الدفاعية جراء الغيابات المسجلة في التشكيلة بسبب الإصابات". السويسريون استيقظوا على وقع أهازيج أنصار الخضر استيقظت مدينة سيون السويسرية صبيحة أمس، على وقع ضجة كبيرة أحدثها أنصار المنتخب الوطني، الذين تنقلوا لمتابعة خرجة الخضر الودية أمام المنتخب الأرميني. واستقبلت مدينة سيون بداية من الصبيحة أعدادا لا بأس بها من أنصار المنتخب الوطني القادمين من مختلف المدن الأوروبية، و عبر جميع وسائل النقل المتوفرة، واللافت للانتباه هو المواكب الكبيرة للسيارات القادمة من فرنسا، حيث أن الجالية الجزائرية المقيمة بفرنسا فضلت التنقل على متن سياراتها الخاصة، و كلها ترتدي قميص الخضر وتحمل الراية الوطنية، كما أن رايات بعض الأندية الجزائرية كانت حاضرة بقوة على غرار نادي شباب قسنطينة.تجدر الإشارة إلى أن الشركة المنظمة للمباراة خصصت حوالي 18 ألف تذكرة للأنصار. بورصاص. ر الخضر تنقلوا إلى سيون على متن القطار تنقلت صبيحة أمس تشكيلة المنتخب الوطني من جنيف إلى منطقة مارتنجي المتواجدة بضواحي مدينة سيون على متن القطار السريع، أين أقام منذ الخميس الماضي، وهي الرحلة التي لم تستغرق وقتا طويلا، حيث كان وصول رفقاء بوقرة في حدود الساعة الواحدة زوالا، استعدادا لمباراة أرمينيا الودية، ومن المنتظر أن يستضيف ملعب "توربيون" الخاص بنادي "أف سي سيون" المواجهة وسط حضور جماهيري معتبر. الخضر يسجلون في كل مبارياتهم حليلوزيتش يحافظ على خياراته الهجومية في آخر محطة من التحضير للمونديال إذا كان المنتخب الوطني قد واجه أمس منتخبا متواضعا بحجم منتخب أرمينيا الذي يعد من المنتخبات المهجرية في الخارطة الكروية الأوروبية و العالمية فإن الفوز المحقق كشف عن أكثر من دلالة، يتقدمها الفرق الواضح في طريقة تحضير " الخضر " لرابع مشاركة لهم في نهائيات كأس العالم، مقارنة بتلك التي كانت قبل 4 سنوات، على إعتبار أن المدرب الحالي وحيد حليلوزيتش لم يفوت الفرصة للبحث عن الإنسجام بين العديد من العناصر، مع التلميح إلى طريقة اللعب التي قد يراهن عليها عند حلول ساعة الحسم، كما أن الإنتصار بثلاثية في الشوط الأول أكد على أن النخبة الوطنية في الطريق السليم، و أن مستواها في منحى تصاعدي منذ إعتلاء التقني الفرانكو بوسني العارضة الفنية قبل 3 سنوات، مما قد يدفع بملايين الجزائريين إلى التفاؤل بقدرة " الخضر " على صنع الحدث في بلاد "الصامبا " و المرور إلى الدور الثاني.و لعل ما يجسد هذا الطرح إحتفاظ حليلويتش بنزعته الهجومية، و هذه المقابلة تمت برمجتها من أجل تمكين الطاقم الفني للمنتخب الوطني من وضع آخر الروتوشات على برنامج تحضيراته من الجانبين التقني و التكتيكي تحسبا لأكبر حدث كروي عالمي، لكن المردود الذي قدمته التشكيلة الجزائرية يؤكد على أن "الكوتش فاهيد " متمسك بخياراته الميالة أكثر إلى اللعب الهجومي، على غرار ما كان عليه الشأن في "كان 2013 " و كذا طيلة المشوار التصفوي المؤهل إلى البرازيل، الأمر الذي يكفي للتأكيد على أن المعطيات داخل المنتخب تغيرت مقارنة بتلك التي كانت في مونديال جنوب إفريقيا، رغم أن رئيس الفاف محمد روراوة لم يغير كثيرا من السياسة الإدارية المتعلقة بالتحضيرات، و ذلك بإختيار سويسرا لإجراء مقابلتين وديتين، لكن حليلوزيتش فضل التربص بالجزائر عوض الأراضي السويسرية، في الوقت الذي تم فيه ضبط رزنامة اللقاءات الودية بنفس المعطيات، و ذلك بمواجهة منافسين ليسا معنيين بتنشيط المونديال، مما يعني بأن مثل هذه المواعيد الإعدادية تهم المنتخب الجزائري أكثر من منافسيه الذين سيدخلون في عطلة مباشرة، و يكتفون بمتابعة مباريات المونديال عبر الشاشة، كما هو الشأن بالنسبة للاعبي أرمينيا و كذا المنافس القادم منتخب رومانيا. عجلة الزمن و إن دارت و مرت عليها 4 سنوات فإن النخبة الجزائرية عادت إلى سويسرا لتحضير المونديال، بعدما كان الشيخ سعدان قد إختار منتخب إيرلنداالجنوبية كمنافس جدي في التحضير لمونديال 2010، قبل ملاقاة منتخب الإمارات العربية المتحدة، و هي مرحلة إعدادية كانت قد ظهرت خلالها مؤشرات الطريقة الدفاعية للناخب الوطني، في ظل عدم توفر الخيارات الكثيرة ، على العكس من المرحلة الراهنة حيث أن مرور "الخضر " إلى السرعة الثالثة في شوط واحد يؤكد على النجاعة الهجومية للقاطرة الأمامية الجزائرية، في إنتظار الوقوف على هذا الطرح أمام رومانيا، و لو أن ثراء التعداد و الطريقة المنتهجة توحي بأن المعطيات تغيرت كلية، و أن "الخضر " سيراهنون على ورقة الهجوم في المونديال، مادام حليلوزيتش كشف عن أولى أوراقه في آخر محطة من التحضيرات لهذا الموعد العالمي، الأمر الذي يعني بان عقدة النخبة الوطنية مع العقم الهجومية مرشحة لأن تجد طريقها إلى الحل بعدما كانت الجزائر قد ودعت المونديال الأخير من دون الوصول إلى شباك المنافسين على مدار 270 دقيقة. ص / فرطاس المقابلة بعين تقني المدرب محمد الهادي خزار اختيار حليلوزيتش لأرمينيا اختيار استراتيجي ومباراة رومانيا هي الفيصل يرى المدرب القسنطيني المتوج بكأس الجزائر مع شبيبة بجاية الهادي خزار، بأن مباراة أمس أمام أرمينيا، هي مجرد مباراة ودية تحضيرية للخضر قبيل نهائيات المونديال، سمحت للناخب الوطني وحيد حليلوزيتش بتطبيق إستراتيجيته، وبالمرة خلط حسابات الفرق المنافسة، والتي سارعت إلى إيفاد ممثليها للتجسس على الخضر، وهذا من باب الوقوف على إمكانياتهم والتعرف على طريقة لعبهم. خزار قال بأن المقابلة وبغض النظر عن نتيجتها الفنية، فإن الناخب الوطني حدد لها أهدافا معينة، وهو ما جعله يخفي خلالها العديد من الأوراق، حتى لا يتمكن المنافسون من الوقوف على الصورة الحقيقة للمنتخب، بدليل عدم إقحامه لعديد اللاعبين الأساسيين، على غرار القائد بوقرة وفغولي. وعن سر اختيار أرمينيا كمنافس في هذه المباراة التحضيرية، قال التقني القسنطيني بأن الهدف من وراء اختيار منافس متواضع مقارنة ببقية المنتخبات الأوروبية، هو عدم الكشف عن الإمكانيات الحقيقية للمنتخب، وبالمرة منح الفرصة للاعبين الذين يعانون من نقص المنافسة، في صورة- كما قال- بلكالام وقديورة وحتى حليش، ولو أن هذه المباراة سمحت للمايسترو براهيمي من تأكيد جاهزيته للمونديال، وكذا الوافد الجديد محرز الذي كشف عن قدرات فنية عالية، تؤهله للمشاركة في مونديال البرازيل. واستطرد محدثنا مؤكدا بأن مباراة أمس والتي اعتمد خلالها الناخب الوطني خطتين مغايرتين (4/2/3/1) والخطة الكلاسيكية (4/4/2)، تبقى مجرد اختبار، وأن مباراة يوم الأربعاء المقبل أمام رومانيا ستكون هي المحك الحقيقي، والاختبار الجاد الذي سيكشف وبنسبة كبيرة عن التشكيلة الأساسية التي سيخوض بها نهائيات مونديال البرازيل. وبخصوص حراسة المرمى قال خزار بأن زماموش كان جيدا، وعلى الرغم من افتقاده الثقة بالنفس في كثير من المواقف الحرجة، إلا أنه يشكل منافسا حقيقيا لرايس مبولحي.وبخصوص مجريات المباراة، أكد محدثنا بأنها تميزت بشوطين مختلفين، حيث شاهدنا في الشوط الأول بعض النسوج الكروية الجميلة، والتي تؤكد بأنهم تدربوا عليها خلال المعسكر، والتي سمحت للخضر بتسجيل 3 أهداف، منها هدف من كرة ثابتة، فيما تراجع ريتم المباراة في شوطها الثاني، وهو الشوط الذي لم نكن ننتظر منه نحن التقنيين الشيء الكثير، أمام تراجع اللياقة البدنية، بعد موسم شاق وطويل بالنسبة لجل العناصر.وفي الأخير أبدى المدرب خزار تفاؤله بالتشكيلة الوطنية، مؤكدا بأن مباراة الأمس أظهرت الكثير من المؤشرات التي تجعلنا نتفاءل بإمكانية تحقيق حلم المرور إلى الدور الثاني في مونديال البرازيل.