آثار الهزيمة تلقي بظلالها على التدريبات و حليلوزيتش يسعى لتجاوز الإحباط النفسي تحضيرا لمواجهة كوريا عرفت الحصة التدريبية التي أجراها المنتخب الوطني ظهيرة أمس بمركز سوروكابا عدم مشاركة اللاعب حسان يبدة الذي تنقل مع زملائه من الفندق إلى الملعب، و دخل أرضية الميدان قبل أن يتوجه إلى قاعة تقوية العضلات برفقة طبيب المنتخب الدكتور بوغلالي، و ذلك تجسيدا لبرنامج إعادة التأهيل الذي ضبطه الطاقم الطبي إثر إحساس يبدة بآلام على مستوى الكاحل قبيل مقابلة أول أمس ضد بلجيكا، لأن لاعب نادي أودينيزي الإيطالي يبقى خارج حسابات المدرب وحيد حليلوزيتش منذ تربص سويسرا، لكن إدراجه ضمن التعداد المعني بالمشاركة في مونديال البرازيل جعله محل معاينة متواصلة من طرف طبيب الخضر بسبب الآلام التي تعاوده من حين لآخر، فضلا عن إخضاع اللاعب لبرنامج إعادة تأهيل بدني مكثف طيلة فترة التواجد بالأراضي البرازيلية. إلى ذلك فإن الهزيمة التي مني بها المنتخب الوطني أمام بلجيكا ألقت بظلالها على الأجواء السائدة داخل مسعكر "الخضر"، و قد تجلى ذلك خلال الحصة التدريبية لظهيرة أمس، حيث بدا اللاعبون متأثرون من الناحية البسيكولوجية بسبب النتيجة المسجلة في الخرجة الأولى، لأن الآمال كانت معلقة على العناصر الوطنية لتدشين مشوارها بنتيجة إيجابية تسمح بمسايرة ركب "العالمية" على أمل النجاح في تحقيق حلم الجزائريين بالمرور إلى الدور الثاني لأول مرة في التاريخ، رغم أن حنكة بعض العناصر في المنتخب دفعتها إلى محاولة تمرير الإسفنجة على مباراة بلجيكا، و التفكير بجدية في اللقائين المتبقيين من المشوار، حيث أن لحسن، بوقرة و حليش حاولوا الرفع من معنويات زملائهم، و ذلك بمداعبات أمام أعين الإعلاميين بحثا عن أجواء كفيلة بوضع خيبة الأمل جانبا، و تفادي الإحباط النفسي. حليلوزيتش إجتمع ببوقرة للوقوف على رد فعل اللاعبين بعد الهزيمة على صعيد آخر فقد شهدت الحصة في بدايتها إنفراد المدرب الوطني وحيد حليلوزيتش بالقائد مجيد بوقرة في إحدى زوايا أرضية الميدان بعيدا عن باقي التعداد، و قد تحدث معه لمدة قاربت 10 دقائق، على إعتبار أن "الماجيك " كان قد إجتمع بزملائه في غرف تغيير الملابس مباشرة بعد نهاية مباراة بلجيكا و طالبهم بالتفاؤل، حيث قرأ عليهم خطابا شديد اللهجة كشف من خلاله عن إصراره على ضرورة مواصلة اللعب بكل جدية، مادامت حظوظ الجزائر في التأهل إلى ثمن النهائي لا تزال قائمة، وقال أن الهزيمة في اللقاء الأول ليست نهاية العالم، و هو الخطاب الذي كان بوقرة قد وجهه إلى زملائه في غرف تغيير الملابس كرد فعل منه على أجواء الخيبة التي سادت وسط التشكيلة مباشرة بعد نهاية المقابلة، لأن بوقرة عمد حتى إلى التذكير بسيناريو مشاركة المنتخب الوطني في مونديال جنوب إفريقيا، و قد إعتبر التعادل مع إنجلترا بمثابة رد صريح من اللاعبين في تلك الفترة على قوته من الناحية البسيكولوجية، رغم الهزيمة في اللقاء الأول أمام سلوفينيا. و أشارت بعض المصادر إلى أن "الكوتش فاهيد " إستفسر "الماجيك " عن مدى تجاوب زملائه مع الرسالة الموجهة لهم، لأن حليلوزيتش يسعى إلى إستعادة لاعبيه روحهم المعنوية حتى يتسنى له التحضير للمقابلة القادمة ضد كوريا الجنوبية، سيما و أنه يبقى يراهن على رد فعل اللاعبين بعد الهزيمةأمام بلجيكا. تركيز على الجانب البسيكولوجي مع تفادى العمل البدني هذا و قد عرفت الحصة التدريبية تقسيم اللاعبين على مجموعتين، الأولى تشكلت من العناصر الأساسية التي شاركت في لقاء أمس الأول، و ركضت مع المدرب المساعد نورالدين قريشي، في حين ضم الفوج الثاني 9 لاعبين ممن كانوا إحتياطين أو بقوا على دكة البدلاء في نفس المباراة، و قد تكفل بقيادتهم المحضر البدني سيريل موان برفقة المدرب المساعد عبد الحفيظ تاسفاوت، بينما تدرب الحارسان زماموش و سيدريك على إنفراد تحت إشراف الطاقم المكلف بحراس المرمى، و لو أن المدرب الرئيسي وحيد حليلوزيتش ظل يتابع الأجواء السائدة وسط كل مجموعة طيلة فترة الركض، حيث تمركز في دائرة وسط الميدان و كان بمفرده، قبل أن يتم إجراء تمرينات جماعية خفيفة تبادل فيها اللاعبون الكرة. إلى ذلك فإن هذه الحصة لم تدم سوى ساعة من الزمن، لأن الناخب الوطني عمد إلى التركيز أكثر على الإسترجاع، مع محاولة الرفع من معنويات اللاعبين، لأن الإرهاق البدني و الذهني إرتسم بصورة جلية على العناصر الوطنية بعد هزيمة بلجيكا و "الكوتش فاهيد " سعى إلى توظيف خبرة ركائز المنتخب يتقدمها بوقرة لتمرير رسالة تحث اللاعبين على التحلي بالمسؤولية و كسب المزيد من الثقة في النفس و الإمكانيات تحسبا للمقابلتين المتبقيتين، بدليل أنه منح اللاعبين فترة راحة مباشرة بعد إنتهاء التدريبات، حيث بقوا داخل مركز سوروكابا. تراجع الإقبال الإعلامي على تدريبات " الخضر " يخفف من الضغط بالموازاة مع ذلك فإن الملفت للإنتباه في حصة مساء أمس تراجع الإقبال الإعلامي على تغطية تدريبات "الخضر " مقارنة بما كان عليه الأمر قبل مباراة أول أمس، خاصة الصحافة الأجنبية التي كانت قد سجلت حضورها بقوة في تدريبات المنتخب الجزائرية طيلة فترة تواجده بمركز سوروكا، لكن يبدو أن الهزيمة أمام بلجيكا أدت إلى عزوف الإعلام الأجنبي على تغطية الحصص التدريبية للمنتخب الوطني ، رغم أن المدرب حليلوزيتش كان قد منح 15 دقيقة لممثلي وسائل أعلام لمتابعة التدريبات، من دون تسجيل تغطية إعلامية كبيرة، حتى أن موفدي وسائل الإعلام الجزائرية لم يحضروا بالقوة المعتادة، مما قد يخفف من الضغط الذي فرضه الإعلام على اللاعبين منذ الشروع في التتحضير للمونديال. ص / فرطاس * تصوير : الشريف قليب