بلجيكا = روسيا "الشياطين الحمر " يريدون الخروج من معركتهم مع "الدب" بتأشيرة التأهل تكتسي المباراة التي ستجمع عشية اليوم بملعب ماراكانا الشهير بمدينة ريو دي جانيرو بين منتخبي بلجيكا و روسيا أهمية بالغة في حسابات المجموعة الثامنة، لأن هذا "الكلاسيكو " الأوروبي قد يكشف عن هوية أول المتأهلين إلى الدور الثاني، خاصة في حال نجاح "الشياطين الحمر " في الظفر بالنقاط الثلاث، لأن المنتخب البلجيكي هو الوحيد في هذا الفوج الذي نجح في تحقيق الإنتصار في جولة الإفتتاح، و الفوز الثاني على التوالي سيجعله يطمئن على تأهله، في الوقت الذي يبحث فيه "الروس " على نتيجة تضعهم على عتبة الدور الثاني. و لعل القاسم المشترك في معطيات هذه المواجهة أن طرفيها عائد على المونديال بعد غياب دام 12 سنة، لكن المعركة بين "الدب " و "الشياطين الحمر" ستكون تكتيكية، في ظل نجاح مارك ويلموتس في ترك بصمته بصورة جلية على آداء المنتخب البلجيكي، بتشكيلة تضم جيلا أصبحت الآمال معلقة عليه لتكرار الملحمة التي صنعتها الكرة البلجيكية بفضل جيلها الذهبي في مكسيكو 1986 بقيادة الحارس بفاف و شيفو و المدرب الحالي ويلموتس، حيث بلغت نصف النهائي، رغم أن المأمورية لن تكون سهلة أمام منتخب روسيا الذي يقوده المخضرم الإيطالي فابيو كابيلو الباحث عن منتخب مستقبلي بإمكانه صنع مجد الكرة الروسية في المونديال القادم التي ستنظمه على أراضيها، و لو أن لكل مدرب فلسفته، لأن ويلموتس يراهن على ترسانة من النجوم، خاصة في وسط الميدان و الهجوم، بينما عمد كابيلو إلى وضع ثقته في عناصر شابة كلها من الدوري المحلي، سلاحها الأبرز لياقتها البدنية العالية، الأمر الذي يوحي بأن الصراع سيكون على اشده في هذا اللقاء، في ظل الإستعداد البدني الكبير الذي أظهره كل منتخب، لكن الفرديات البلجيكية قد تكون كافية لصنع الفارق، مادام ويلموتس يتوفر على "دكة بدلاء " ثرية بالنجوم، و قادرة على قلب الموازين في أية لحظة، كما كان عليه الحال في المباراة الأولى ضد الجزائر. و ما يزيد من قيمة الرهان في هذه المواجهة أن منتخب بلجيكا سيتأهل رسميا في حال فوزه، و هو ما يجعل هازارد و رفاقه يبحثون عن الإنتصار الثاني على التوالي في هذه الدورة، و بالتالي مواصلة مسيرتهم بنفس "الديناميكية"، كون مؤشرات تألق "الشياطين الحمر" كانت قد لاحت في الأفق خلال التصفيات، رغم أن المردود المقدم في اللقاء الأول لم يكن يتماشى و "النجومية " التي سبقت هذا المنتخب، بينما سيعمل المنتخب الروسي على تفادي الهزيمة للإبقاء على مصيره بأرجل لاعبيه في المباراة الثالثة، و لو أن كابيلو إعترف بإفتقار لاعبيه إلى الخبرة في هذه المنافسة، لأن منتخب روسيا بحلته الجديدة يسجل تواجده للمرة الثالثة في المونديال، من دون نجاحه في تخطي عقبة الدور الأول، و مسعاه في رحلته إلى البرازيل البحث عن تأهل تاريخي إلى ثمن النهائي، سيما و أن الغلبة في المواجهات بين المنتخبين تعود لمنتخب روسيا.