تعمد العديد من نساء منطقة القبائل مع حلول شهر رمضان المعظم إلى ممارسة تجارة تحضير بعض المأكولات التقليدية بغرض بيعها لمساعدة الزوج في مصاريف البيت نظرا للحاجيات الكثيرة التي تتطلبها مائدة رمضان. ومن بين هذه المأكولات خبز المطلوع أو ما يسمى بالقبائلية ثامثونت، اغروم اقوران، تيمسمذين وغيرها من الأشكال والأذواق التي يشتهيها المستهلك. وتبين أن هؤلاء النساء يستقبلن مع كل رمضان قائمة المأكولات التي يفضل الزبون تناولها ليقمن بإعدادها حيث يلتزمن بالطلبات، وحسب ما أكدته السيدة جميلة وهي مختصة في تحضير ''ثامثونت'' في رمضان فإنها بدأت بتحضير كمية قليلة، لكن الطلب الكبير دفعها لرفع الكمية. وتقول السيدة نورة إنها تحضر زيادة على مختلف أنواع العجائن، أطباقا مختلفة منها بركوكس، تحياست، اشباظ، وغيرها وهي مأكولات تقليدية محضة مطلوبة أكثر لدى القرويين باعتبار أنهم الأكثر تعلقا بالتقاليد والعادات مقارنة بسكان المدن الذين ادخلوا على طبخهم مأكولات عصرية داخلة على تقاليدنا، وقالت إنها تحضر هذه الأطباق نزولا عند رغبة العائلات. وتؤكد نفس المتحدثة أن فكرة تحضير مثل هذه الأطباق في رمضان بالذات لا يعني فقط كسب المال والذي يتم استغلاله لتوفير حاجيات المنزل، وإنما كذلك يهدف إلى ضمان حماية بعض الأطباق من الزوال على اعتبار أن الكتب لم تترك المجال للنساء التفكير في الأطباق التقليدية وأصبح يستهويها تحضير أطباق أجنبية. ومن جهتها تقول غنيمة إن النساء يدركن تماما لذة الاطباق التقليدية، خاصة إذا ما تم اعتماد الطرق التقليدية لتحضيرها، حيث لا تزال نساء القرى يتبعن تلك الطرق رغم توفرهن على إمكانيات حديثة، إذ يفضلن الاستغناء عنها الآن فما تزال نساء القرى يعمدن إلى الطهي باستعمال الأغصان، كما أن وضع خضر طازجة وماء تم اقتناؤه من ثالة كافي يعطي للأطباق ذوقا راسخا في الذهن إلى الأبد. فشهر رمضان كما يزيد في ربط أواصر المحبة والأخوة والتضامن، يعزز من تعلق وتشبث العائلات بعاداتها وتقاليدها، فتحضير أطباق تقليدية ليس فقط من أجل أكلها وإنما من أجل الحفاظ على إرث الأجداد.