عقوبات الرابطة مقترنة بقرارات مجلس وزاري و المكتب الفيدرالي هذا الأسبوع أكد رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم محفوظ قرباج على أن إستئناف المنافسة الكروية على الصعيد الوطني سيكون إما يوم 13 أو 16 سبتمبر القادم، موضحا في هذا السياق بأن تعليق البطولة كان إجراء حتميا، على خلفية الحادثة المأساوية التي راح ضحيتها المهاجم الكاميروني ألبيرت إيبوسي، من دون أن يكون تفكير من الفاف أو الرابطة المحترفة في توقيف المنافسة على مدار موسم كامل، لأن الجزائر منخرطة في هيئات كروية قارية و عالمية، و لا يمكن إتخاذ قرار «داخلي» يقضي بتجميد المنافسات الكروية. قرباج أشار عند نزوله صبيحة أمس ضيفا على حصة «فوتبول ماغازين» للقناة الثالثة للإذاعة الوطنية إلى أن القرار النهائي بخصوص موعد إستئناف البطولة سيتخذ على هامش إجتماع مجلس وزاري مصغر سيعقد يوم غد الأحد، لأن هذا الإجتماع الذي سيخصص بالأساس لمناقشة الوضع الذي آلت إليه الأوضاع بعد حادثة ملعب تيزي وزو، كما أن هذا الإجتماع سيعقب بجلسة عمل سيعقدها المكتب الفيدرالي في غضون الأسبوع القادم، و لو أنه إعترف بأن الرابطة تعتزم إستئناف البطولة إما يوم 13 أو 16 سبتمبر المقبل، و ذلك بإجراء مباريات الجولة الثالثة من بطولة الرابطة المحترفة بقسميها الأول و الثاني، ليخلص إلى القول في هذا الشان بأن هذا التعليق الظرفي لن يكون له إنعكاس كبير على الرزنامة المضبوطة مسبقا، على إعتبار أن فترة راحة كانت مبرمجة تزامنا مع إنشغال المنتخب الوطني بمقابلتي إثيوبيا و مالي مطلع شهر سبتمبر، و الجولة الرابعة كانت مقررة في 16 من نفس الشهر، فضلا عن كون الرابطة بإمكانها تدارك أي تأخر، بعد حصولها على ترخيص يقضي بإمكانية برمجة 3 مباريات في ظرف أسبوع، كما أكد بأن البرمجة التي ستضبط ستراعي إرتباطات النوادي الجزائرية على الصعيد القاري، إنطلاقا من وفاق سطيف المعني بخوض الدور نصف نهائي من دوري أبطال إفريقيا بعد 3 أسابيع. إلى ذلك أوضح قرباج بان الرابطة المحترفة ستنتظر نتائج التقرير الذي ستعده لجنة التحقيق التي شكلها وزير الداخلية مباشرة بعد الحادثة لإصدار عقوباتها المتعلقة بهذه المأساة، مشيرا إلى أن النتائج الأولية للتحقيق الأمني و القضائي بدأت تظهر، بعد إعلان وكيل الجمهورية لدى مجلس قضاء تيزي وزو منتصف الأسبوع عن الأسباب الحقيقية لوفاة اللاعب إيبوسي، كما أن لجنة الإنضباط و الطاعة قررت غلق ملعب تيزي وزو بصفة تحفظية إلى غاية إستكمال التحقيق، مع إجبار الشبيبة على الإستقبال خارج الولاية و لعب مقابلاتها دون جمهور. مشروع عقوبات يصل إلى الإقصاء مدى الحياة و سقوط الفرق بسبب أحداث العنف قرباج كشف في سياق متصل عن إنتظار قرارات المجلس الوزاري و كذا إجتماع المكتب الفيدرالي لفتح الملف و وضعه على طاولة الدراسة من جديد، لكنه أكد بأن هناك جملة من التعديلات ستدخل على قانون العقوبات ستدخل حيز التطبيق مع إستئناف المنافسة، من بينها السحب النهائي لإجازة اللاعب المتسبب في العنف في الملاعب، و حرمانه من ممارسة الكرة في أي فريق جزائري مدى الحياة، إضافة إلى إعتماد السقوط الألي للفريق الذي يقوم أنصاره بأعمال شغب أثناء مقابلة، وهي العقوبة التي قد تصل الى حد الإقصاء النهائي من المنافسة في حال تكرار المخالفة الخطيرة، هذا بصرف النظر عن مضاعفة الغرامات المالية، و لو أن رئيس الرابطة المحترفة إعترف بان هذه الإجراءات لن تكون وحدها كافية لردع ظاهرة العنف، لأن المسؤولية كما قال «مشتركة بين كل الأطراف، لأنه لا يعقل أن تشهد الملاعب الجزائرية وجود أطفال لا تتجاوز أعمارهم 13 سنة في المدرجات و يستغلون للقيام بمظاهر العنف و الشغب». و في نفس الإطار أشار رئيس الرابطة المحترفة بأن مشروع نصب كاميرات المراقبة على مستوى الملاعب لا يلقي بالمسؤولية على عاتق مسيري النوادي، لأن الملاعب تبقى ملكا سواء لمديريات الشباب الرياضة أو البلديات، و الفرق تستغلها فقط لإجراء التدريبات و المقابلات، و عليه فقد رمى بالكرة في معسكر السلطات المحلية لتجسيد مشروع تنصيب الكاميرات، و هنا إستدل بملعب الشهيد حملاوي بقسنطينة، حيث تم نصب الكاميرات بعد تسجيل المشروع بقرار من الوالي نورالدين بدوي. التجربة الإنجليزية «نموذج» و الحادثة لن تؤثر على ملف الجزائر من هذا المنطلق أكد قرباج بأن التجربة الإنجليزية تبقى النموذج الذي لا بد أن يقتدى به للتخلص نهائيا من مثل هذه المظاهر، لأن «هوليغانية» المناصرين الإنجليز تم التحكم فيها وفق جملة من التدابير الميدانية الملموسة، على إعتبار أن مصالح الأمن كانت تقتاد جموع «الهوليغانز» إلى الحبس الإحتياطي خلال الأيام التي تقام فيها المباريات، و حرمانهم من متابعة لقاءات فرقهم، لتكون ثمرة هذه الإجراءات الردعية زرع ثقافة رياضية لدى أعنف الجماهير في العالم، مع نزع السياج الفاصل بين المدرجات و أرضية الميدان، دون تسجيل أي احداث عنف أو شغب في أية مقابلة مهما كانت النتيجة. بالموازاة مع ذلك إستغرب قرباج للزوبعة الكبيرة التي اثارتها بعض وسائل الإعلام الوطنية بخصوص تأثير حادثة مقتل إيبوسي على سمعة الجزائر على الصعيدين القاري و العالمي، و إنعكاسات ذلك على ملف الترشح لإحتضان نهائيات كأس أمم إفريقيا، حيث أشار في هذا الصدد إلى أن أحداثا مماثلة وقعت في تونس، و حادثة بور سعيد بمصر كان أبشع مما وقع في تيزي وزو، من دون أن يكون هناك «تهويل « و تضخيم للأحداث من الصحافة المحلية، و هنا فتح قرباج قوسا ليشير إلى أن موقف الصحافة الجزائرية كان فسح المجال أمام أطراف أجنبية كانت تترصد الجزائر لمحاولة تلطيخ صورتها على الصعيد العالمي، مفندا أن تكون هذه الحادثة قد ألقت بظلالها على نوايا السلطات العليا للبلاد في الدفاع عن ملف إستضافة دورة من «الكان « في غضون السنوات القليلة القادمة، لأن مقتل إيبوسي كان على حد قوله حادثا معزولا نتج عن تصرف طائش صدر من متفرج لا يمثل أنصار شبيبة القبائل. صالح فرطاس