لحم العيد يعيد الجزائريين إلى الشواطئ عبر مشاوي و فحم لا ينطفئ ليل نهار فضلت الكثير من الأسر الجزائرية العودة إلى الشواطئ خلال هذه الأيام ،خاصة في عطلة نهاية الأسبوع التي شهدت ارتفاع في درجات الحرارة، و إن كان الهدف الأصلي ليس السباحة، فطريقة شوي اللحم على الشاطئ أسالت لعاب الكثيرين، ممن حملوا لحم العيد و مشاوي الفحم و شكلوا تجمعات لرسم لوحة مغايرة عن تلك التي عهدناها خلال موسم الاصطياف عبر وجبات باردة. لحم العيد غير ديكور الشواطئ هذه الأيام، بسبب الدخان الذي يرتفع نحو السماء ليل نهار و ينبعث من مشاوي عائلات اختارت الاستمتاع بلحم العيد على غير العادة، مفضلة نسمات البحر العليلة و الهواء الطلق، لإطلاق العنان لمشاويها التي لم تنطفئ. ظاهرة الشواء على الشواطئ التي لطالما صنعها الشباب بمفردهم، خلال ليالي الصيف عبر تجمعات يصنعونها بالاشتراك في قطع لحم يحضرونها من بيوتهم للاستمتاع بشوائها و أكلها ممزوجة برائحة مياه البحر و السهر إلى غاية ساعة متأخرة من الليل، انتقلت هذا الموسم لتطال الأسر التي تنقلت بقوة منذ اليوم الثاني من عيد الأضحى و خاصة في نهاية الأسبوع المنصرم إلى مختلف شواطئ ولاية بومرداس، فأحدثت حالة طوارئ بشواء وصلت رائحته إلى أبعد شبر بالولاية، خاصة بمقرها و ببلدية قورصو التي صنعت التميز لكثرة المقبلين فيها. و يشكل الارتفاع المحسوس في درجات الحرارة الذي عرفته مختلف الولايات الساحلية و الداخلية على حد سواء، أحد أهم العوامل التي شجعت الأسر على الخروج إلى الهواء الطلق ، حسب ما أكدته لنا خلال استفسارنا عن سر هذا الإقبال الكبير،حيث قالت لنا إحداها بأن توفر اللحم، و تصادف عطلة نهاية الأسبوع مع يوم جد ساخن، قد شجعها على ذلك و دفع بها إلى الخروج في شكل جماعي مع العائلة الكبيرة التي انتقلت جميعا في يوم واحد، أين بدا المشهد كمناسبة عائلية بسبب عدد الأفراد الذي تجاوز ال15 فردا في الكثير من الأحيان، ما ساهم في تسهيل عملية الشواء بعد تقاسم الأدوار بين تقطيع اللحم و الخضر و شيها، و كذا تحضير الطاولات و نصب الخيام. الشواء و إن كان غاية الأغلبية في هذه الأيام، فالكثيرون أقبلوا على السباحة و الاستمتاع بمياه البحر،كأن موسم الاصطياف لم ينته ، خاصة الرجال و الأطفال الذين قضوا يومهم كاملا وسط المياه. في وقت انشغلت النسوة بتحضير الشواء، عكس السيدة يسرا التي قضت هي الأخرى وقتا طويلا في السباحة ،مستغلة دفء المياه، قائلة بأنها رفضت تفويت الفرصة لتوديع السباحة و البحر إلى غاية لقاء آخر خلال الموسم المقبل. و يبقى التميز سمة مهمة بالنسبة للجزائريين الذين يسجلون في كل مناسبة خرجات جديدة ، تنعش حياتهم و تزيد من نسبة استمتاعهم بها بغض النظر عن الطرق المعتمدة في انتظار جديد آخر يصنعونه خلال العيد المقبل.