نال كتاب جديد للناقدة والأكاديمية الدكتورة آمنة بلعلى، جائزة نادي الباحة في السعودية، الكِتاب الذي يحمل عنوان «خطاب الأنساق/ الشعر العربي في مطلع الألفية الثالثة» كرسته الباحثة والناقدة، للشعر العربي المعاصر في مطلع الألفية الثالثة، وقد جاء في مقدمته: «إن الشعوب العربية اليوم، وبفعل العولمة، تجرّ، طوعا أو كرها، إلى عالم جديد لا تكاد معالمه تدرك أو تحدّ أو تستقيم للعقل، عالم لم تصله بفعل التطور الطبيعي لتاريخ مجتمعاتها العربية، بل بفعل إكراهات خارجية حادة لا تملك لها ردا، ولا تقوى أمام سلطانها المهيب أن تتملص من تأثيراتها وهيمنة خطاباتها». الكِتاب، احتوى على عدة فصول، منها الفصل الأول المعنون ب «تلقي الشعر العربي المعاصر/ من المحايثة إلى التأويل»، وتعرضت فيه الناقدة إلى كيفية تعاطي النقد العربي مع الشعر العربي، وفيه تحدثت عن طبيعة التلقي في ظل طروحات الحداثة والنسق المغلق، لتطرح بعد ذلك البديل الذي ترتضيه وضعية الثقافة الجديدة، وأشارت فيه إلى نموذجين لتلقي الشعر. الأول في تحليل الشعر السعودي والثاني في تحليل الشعر الجزائري. أما الفصل الثاني «مسؤولية التحديث في الشعر العربي المعاصر في الألفية الثالثة بين سؤال التقنية وسؤال الهوية» فقد عاينّت فيه الباحثة، تجلي خطاب الأنساق في الشعر العربي المعاصر، من خلال نموذجين تعتقد أنهما يعبّران عن طبيعة انخراط الشاعر العربي في منظومة الإبداع الجديدة، ويتعلق الأمر، بما فرضته وسائل التكنواوجيا الجديدة، فيما يسمّى بالأدب الرقمي، الذي كان نتاج التفاعل مع هذه الوسائط الجديدة. كما حللت فيه أول قصيدة عربية رقمية للشاعر العراقي مشتاق معن. والثاني، يرتبط بما تفرضه، كذلك المعرفة المعاصرة من تفاعل بين الشعوب، وكيف تجلّى ذلك التفاعل، من خلال ما يُسمى بشعر الهايكو العربي، تفاعلا مع الثقافة الآسيوية. وحللت فيه نماذج من الشعراء الرواد في شعر الهايكو العربي، وهم: محمد الأسعد، عذاب الركابي وعاشور فني. أما الفصل الثالث «الرؤية الحداثية في الشعر العربي في الألفية الثالثة/ شعر الثورات العربية وخطاب الشاعرات»، فقد تعرضت فيه إلى إكراهات وإفرازات الواقع العربي وأثرها في الرؤية الشعرية، ومثّلت لها بنموذجين، تعتقد الدكتورة بلعلى، أنهما من أكثر الظواهر تمثيلا لتأثير التحولات العربية والعالمية في الكتابة الشعرية العربية في الوقت الراهن، وذلك من خلال حديثها عن التمثّل الشعري للثورات العربية، من خلال عدة نماذج من الشعراء العرب في تعاملهم مع تفاعلهم مع الربيع العربي، وتعرضت في سياق آخر للتمثل الشعري للواقع وتغيراته في الخطاب الشعري النسوي العربي في الجزائر. في حين، الفصل الأخير والمعنون ب «الحداثة لدى شعراء الباحة بين سؤال التشكيل وسؤال المعنى» فقامت فيه الناقدة بمعاينة الحساسية الشعرية التي تجسّد طبيعة النسق الشعري لشعراء الباحة، من خلال نموذجين، تعتقد، أنهما ممثلان لتوجّهين في الكتابة الشعرية في المملكة العربية السعودية، هما علي الدميني، وصالح الزهراني. الكِتاب، جاء ليعطي نظرة حول خطاب الأنساق في الشعر العربي المعاصر خلال الألفية الثالثة. تجدر الإشارة، إلى أن جائزة الباحة، ترعاها وزارة الثقافة السعودية، وهي تابعة لنادي الباحة الأدبي السعودي.