إنه انتصار للعالم العربي علت الابتسامة محيا زين الدين زيدان، سفير ملف ترشيح قطر لاحتضان كأس العالم 2022، يوم الخميس. فبينما اعتاد الناس على رؤية ملامحه الجادة وشخصيته المتحفظة، لم يتمالك حامل القميص رقم 10 السابق وصانع ألعاب المنتخب الفرنسي الأسطوري نفسه ولم يستطع مقاومة مشاعر الفرحة الغامرة التي انتابته بعد أن وقع الاختيار على دولة قطر. وقد رحب نجم ريال مدريد السابق بالحديث إلى موقع "الفيفا" للتعبير عما يعنيه هذا النجاح بالنسبة له، وما يمثله ذلك للعالم العربي، موضحاً الأسباب التي أدت إلى هذا النجاح. زين الدين، ما إحساسك بعد إعلان هذا القرار؟ أول ما أحسست به هو الراحة. ذلك أن مساندة ملف ترشيح ليست مهمة سهلة، إنها منافسة حقيقية. ما يدخل السعادة على نفسي هو أن الرسالة التي أرسلتها خلال حملة الترشح يبدو أنها مرت ولقيت الصدى اللائق: فقد كنت أقول: "إن كرة القدم ملك للجميع." لكن روسيا وقطر، اللذين لم ينظما كأس العالم من قبل، حظيا بشرف استضافة هذا الحدث الاستثنائي. لا شك أن هذا القرار قائم على منطق لا اختلال فيه، وسيكون الأمر غاية في الروعة بالنسبة لكلا البلدين. تبدو سعيداً جداً، لماذا؟ أنا فخور بمشاركتي في ملف الترشيح هذا وبمساندتي له. أنا فخور بمساهمتي في احتضان هذا البلد الجديد لكأس العالم. إن دولة قطر، وعبرها كل منطقة الشرق الأوسط، تستحق هذا التحدي؛ وذلك ما يجعلني سعيداً. تتحدث عن الشرق الأوسط، هل تظن أن معنى هذا الحدث يتخطى حدود دولة قطر؟ نعم، فهذا نصر بالنسبة للعالم العربي ككل. فقطر حظيت بمساندة العالم العربي كله. وفي اعتقادي، كان لتلك المساندة دور كبير في هذا القرار. إن لدى هذا البلد بعض الوقت الآن كي يبدأ في الاستعداد وإنجاز ما يعرف إنجازه، أي تحقيق أهداف جيدة عبر الرياضة وكرة القدم. إن لديهم عشر سنوات ليعدوا منتخبا جيدا وكأس عالم استثنائيةً. ما الذي أحدث الفارق حسب رأيك؟ أظن أن ما أحدث الفارق هو الجِدة. فعند سماع الرئيس بلاتير وهو يلقي كلمته، بدا لي أنه وأعضاء اللجنة التنفيذية كلهم كانوا سعداء بإسناد التنظيم لأرضٍ جديدة. هذا ما أذكره. وفي كل الأحوال، أظن أن ذلك القرار كان منطقياً. أما ما يحدث الفارق على مستوى التصويت فهي التفاصيل الدقيقة. لقد عشت نفس هذه الأحاسيس عندما أُسند لفرنسا تنظيم كأس العالم 1998. هل تذكر ما شعرت به آنذاك؟ لقد كان ذلك بمثابة المفاجأة الكبيرة بالنسبة لي. لا بد أن ذلك كان قبل 1994، وكنت حينها لاعبا في المنتخب الفرنسي أو على وشك أن أنضم إليه. وأذكر أني كنت أقول لنفسي لو حظيت فرنسا بتنظيم كأس العالم، فسيمكنني أن أشارك فيه، وأن أكون جزءا منه. لقد كان شيئا جميلا بالنسبة لفرنسا. لكن بالنسبة لي، ما كان استثنائيا هو أن أقول لنفسي أنني قد أشارك في كأس العالم لمجرد أني لاعب فرنسي. وبعد ذلك، كيف كان إحساسك خلال أطوار المنافسات؟ لا شك أنه من الصعب تخيل سيناريو أفضل من خوض غمار نهائيات كأس العالم داخل القواعد، والفوز بها بعد التغلب على المنتخب البرازيلي بثلاثة أهداف دون رد! (يضحك) إنها البداية فقط بالنسبة لقطر؛ هل ستلعب دورا خلال ما يلي من القصة؟ لا أملك دورا محددا ألعبه في الوقت الراهن. فدوري كان يتجلى في مساندة ملف الترشيح، وقد أديته وأستطيع القول أني سعيد لذلك. وسأرى ما الذي تخبئه لي الأيام المقبلة. ما يهمني الآن هو الاستمتاع بهذه اللحظات الفريدة. إني سعيد لانتمائي لهذا الفريق الفائز.