"القسنطينية" ... جمعية تتشكل من جيل جديد من الموسيقي "القسنطينية".... تغوص في كنوز تراثنا الفني المحلي وتعانق بحرارة كافة الطبوع الموسيقية المغاربية... لن تكتفي بتعليم الأجيال واثراء معارفهم وخبراتهم الفنية، بل تخلد ثمار ابداعاتهم، وتشجعهم على تجسيد برنامج للبحث والتنقيب من أجل المحافظة على التراث".. قال الفنان صالح خطاط، رئيس جمعية القسنطينية للتراث الموسيقي التي رأت النور في 4 ديسمبر الفارط، ومن المقرر أن تدشن أولى نشاطاتها هذا الأسبوع. الجمعية - كما أوضح رئيسها للنصر- يوجد مقرها بدار الشباب بحي المنصورةبقسنطينة، واختار اعضاؤها أن تستهل موسمها الأول بفتح قسم للكبار، من أجل تعلم قواعد الموسيقى وأبجدياتها وأسرارها والتعمق في الألوان التي تزخر بها قسنطينة ثم الطبوع الأندلسية المغاربية ككل.. وأشار محدثنا إلى أن الجمعية تتوفر على استوديو للتسجيل، ومن أهم مشاريعها على المدى القريب تسجيل مجموعات من الأقراص المضغوطة للتعريف بها وبنشاطاتها وأهدافها وكذا تخليد أكبر عدد ممكن من الأغاني والقصائد وأيضا المعزوفات الموسيقية الأندلسية التراثية، وتشجيع التلاميذ والأساتذة من أعضاء الجمعية والمنخرطين فيها على المزيد من الابداع والتميز.. فالجمعية مفتوحة للمواهب ومستعدة لصقلها بالدراسة والتوجيه الجيد على يد مؤطرين مختصين يحبون الموسيقى الأندلسية ويسعون للإرتقاء بها، والمحافظة عليها دون تحريف وتزييف أو تشويه.. على حد تعبير رئيس "القسنطينية" الذي شدد بأن أعضاء مكتب الجمعية ال 9 وباقي الأعضاء المؤسسين ال 20 يجمعهم التمسك بالتراث والأصالة ولا علاقة لهم بالمتاجرة بالفن أو أغاني الأعراس والربح السريع. وأضاف بأن تدوين وتسجيل التراث حتى لا يضيع هو الهدف الأساسي الذي سطرته جمعيته الوليدة. أما الهدف الثاني فهو تجسيد برنامج مكثف من الدراسات والأبحاث من أجل تسليط الضوء على الكنوز التي يزخر بها التراث الفني بالمنطقة، واضفاء لمسات ابداعية عليه لا تفقده روحه الأصيلة، والارتقاء دوما به وتطويره.. واستطرد المايسترو خطاط، الوجه الفني المعروف بقسنطينة الذي تألق كرئيس لجوق جمعية "مقام" للموسيقى الأندلسية المتوجة بالجائزة الأولى في الطبعة الرابعة للمهرجان الوطني للمالوف، قائلا: "لا توجد لدي أية مشاكل مع جمعية مقام التي كنت ضمن أعضائها المؤسسين في سنة 1995.. لقد اقتنعت بأن الجيل الذي انتمي إليه من الموسيقيين والفنانين من مؤسسي ومؤطري مقام بلغو الأمانة وأوصلوا الرسالة للأجيال القادمة من الشباب، فقررت أن أتركهم يحملون المشعل.. لقد آن الأوان حقا لذلك بعد 15 عاما من العطاء والمثابرة في صفوف هذه الجمعية". وبخصوص الدوافع التي جعلته يفكر في تأسيس "القسنطينية للتراث الموسيقي" أكد قائلا: "أؤمن بأنه آن الأوان لكي يحمل شباب مقام المشعل، وألتفت إلى فئات أخرى بالمجتمع... القسنطينية تبدأ مسارها بفتح قسم لتكوين الكبار لكنها ستفتح تدريجيا أبوابها لكافة الفئات والأعمار من 6 سنوات إلى ما فوق وتخصص قسما لكل فئة عمرية.. سنسعى لاستقطاب الأطفال والمراهقين لكي ننقذهم من وحش الشارع ونساعدهم على الاستثمار الجيد لأوقات فراغهم دون أن يتأثر مسارهم الدراسي أو التكويني.. كما سننقذ الشباب من التهميش والإحساس بالفراغ والضياع ونستخرج من أعماق الجميع المواهب الموسيقية والغنائية الكامنة ونرتقي بأذواقهم وأحاسيسهم بدل تركهم يفكرون في "الهربة" و"الحرقة" أو يسقطون في قبضة الآفات المختلفة..." أما عن امكانيات الجمعية، قال الفنان: بأنها لا بأس بها، والأهم توفيرها على "موارد بشرية" في المستوى لتأطير الشباب واستوديو مجهز لتخليد التراث واحتضان المواهب.. وهي تعتمد أساسا - كما أكد - على التمويل الذاتي والتبرعات.. في انتظار دعم السلطات.