مستعدون لتسخير التكنولوجيا اليابانية للمساهمة في تطوير البنى التحتية للاقتصاد الجزائري المؤسسات اليابانية تريد أخذ حصتها من استثمارات المخطط الخماسي أعرب أمس وزير الخارجية الياباني سيجي ميهلا عن رغبة بلاده الأكيدة للمساهمة في تطوير الاقتصاد الجزائري لا سيما خارج قطاع المحروقات، في مجال السكك الحديدية والطاقات المتجددة وتحلية مياه البحر، مؤكدا أن التكنولوجيا اليابانية بإمكانها المساهمة بشكل كبير في ازدهار التكنولوجيا الجزائرية . وأوضح رئيس الدبلوماسية اليابانية في تصريح صحفي بمناسبة زيارته للجزائر أمس، أن الكثير من المؤسسات اليابانية أبدت اهتمامها للمساهمة في تجسيد مشاريع المخطط الخماسي 2010-2014 الذي يتضمن استثمارات عمومية بقيمة 286 مليار دولار سيتم تخصيصها من أجل عصرنة وتطوير البنى التحتية للاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن اليابان يهتم بتطوير الشراكة مع الجزائر بالنظر للموارد الطاقوية الضخمة التي تتوفر عليها وأيضا لضخامة السوق الداخلية، وأكد أن ما تحتاجه الجزائر في الوقت الحاضر هو تحويل التكنولوجيا أكثر من حاجتها إلى الأموال، وذكر السيد ميهلا بأن الشركات اليابانية متواجدة حاليا في الجزائر وتنشط في مجال انجاز العديد من المشاريع الكبيرة، ومنها الجزء الشرقي من الطريق السيار شرق-غرب الذي يتكفل به المجمع الياباني "كوجال"، بالإضافة إلى وجودها في قطاع المحروقات . وقد كانت هذه الزيارة فرصة لإبرام مذكرة بين البلدين حول المشاورات السياسية، وقعها عن الجزائر وزير الخارجية مراد مدلسي ونظيره الياباني سيجي ميهلا، كما ينتظر أن تشهد السنة القادمة 2011 توقيع اتفاقين آخرين حول عدم الازدواج الضريبي والضمان والترقية المتبادلة للاستثمارات، وقد أوضح السيد مدلسي عقب التوقيع على المذكرة أنه تم الاتفاق على تحسين الإطار القانوني بشكل دائم للسماح للمتعاملين الاقتصاديين اليابانيين بالنشاط داخل الجزائر في ظروف أفضل، مشيرا إلى التزام الطرفين بتنظيم مشاورات دورية على المستوى السياسي قصد تثمين العلاقات الثنائية وتبادل وجهات النظر حول المسائل الدولية .مدلسي وصف زيارة وزير الخارجية الياباني للجزائر بالتاريخية لأنها تعد الأولى منذ الاستقلال، وأكد أن الطرفين قد تطرقا إلى نوعية العلاقات في مجالات عديدة مثل التكنولوجيا والماء والتكوين. ومن جهته أعرب وزير الخارجية الياباني عن ارتياحه للمحادثات التي أجراها مع نظيره الجزائري ووصفها بالجد مثمرة، ونوّه في ذات الوقت بالدور الرائد الذي تلعبه الجزائر في إفريقيا وأكد أنها تعرف نموا اقتصاديا ملحوظا، كما أوضح ذات المسؤول في رده على سؤال بخصوص موضوع الصحراء الغربية أن بلاده تدعم حلا سلميا وسريعا للقضية من خلال مفاوضات مباشرة بين جبهة البوليزاريو والمغرب لحل قضية المستعمرة السابقة لاسبانيا، وفيما يتعلق بمسار السلام في منطقة الشرق الأوسط، أكد ميهلا أن اليابان يساند حل دولتين مستقلتين إسرائيلية وفلسطينية، تتعايشان في سلام وأمن، وذكّر في هذا السياق بأن بلاده خصصت ما قيمته 1.1 مليار دولار من المساعدات التي تم توجيهها للفلسطينيين منذ سنة 1993 .