عودة الهدوء تدريجيا إلى أحياء العاصمة وطوق أمني لمواجهة أي طارئ تراجعت حدة العنف صبيحة أمس بالعاصمة والضواحي، بعد يوم جديد من الاشتباكات مع قوات الأمن، وعملت مصالح النظافة طيلة نهار أمس على إزالة مخلفات الاشتباكات والمتاريس والحجارة التي كانت تعيق حركة المرور، كما أعاد بعض التجار فتح محلاتهم لتمكين المواطنين من قضاء حاجياتهم، وسجل حضور أمني كثيف في أغلب أحياء العاصمة، بعدما عرفت بعض الإحياء ليلة الجمعة بعض الاضطرابات وأعمال النهب والتخريب التي طالت بعض المنشآت العمومية على غرار المدارس ومراكز صحية. عاد الهدوء صباح أمس إلى كافة أحياء الجزائر العاصمة بعدما تراجعت موجة العنف. وسجلت عودة تدريجية للنشاط في بعض الإحياء التي تضررت جراء الاضطرابات الأخيرة، كما فتحت معظم المحلات التجارية و الأسواق. وسجل إقبال كبير على المخابز و محلات المواد الغذائية العامة على غرار الأسواق العمومية. و اغتنم سكان الجزائر العاصمة يوم الراحة هذا لاقتناء حاجياتهم قبل بداية الأسبوع. كما انتشر أعوان النظافة في معظم الشوارع لإزالة أثار ومخلفات الحركية الاحتجاجية، كما تطوع بعض شباب الإحياء لتنظيف الشوارع التي كانت مسرحا لمواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الأمن، لإزالة بقايا العجلات المطاطية التي التهمتها النيران، والمتاريس التي أعاقت حركة التنقل داخل العاصمة والضواحي.ومع تراجع أعمال العنف والتخريب، عادت بعض المحلات إلى مزاولة نشاطها، وسجل نقص في بعض المواد الغذائية الأساسية التي نفذت بسرعة، وخاصة الحليب ومادة الخبز، وقال احد الخبازين "عملنا منذ الليل لتوفير الخبز إلا أن الطلب تضاعف ثلاث مرات ولم نقدر على مواجهة الطلب الكبير خاصة وان بعض المخابز لم تستأنف نشاطها بعد" وأضاف "اضطررنا لوضع نظام للتوزيع حتى لا نسمح للمضاربين بشراء الخبز وإعادة بيعه بأسعار مضاعفة" وقال أن احد الأشخاص عرض عليه شراء كل الكمية بسعر 12 دينار للخبزة الواحدة إلا انه رفض كونه يعرف أن خبزه سيكون محل مضاربة خارج المخبزة.وقد سجلت الندرة بشكل كبير في الأحياء التي كانت مسرحا للمواجهات بين المحتجين وقوات الأمن، كما أدى غلق بعض الطرقات إلى منع تزويد هذه المحلات بالمواد الأساسية الضرورية، وقال حميد وهو صاحب محل لبيع المواد الغذائية في باب الوادى "لم أتمكن منذ يوم الأربعاء من التزود بالمواد الضرورية بسبب الاحتجاجات وامتناع بائعي الجملة من التنقل إلى المحل الموجود في قلب المواجهات بسبب تخوفاتهم من تعرض سلعتهم للسطو من قبل المحتجين"، وقال أن أحد الموزعين تعرض لعملية سطو شرق العاصمة، أين قام المحتجون بالاستيلاء على شاحنة محملة بالمواد الغذائية كانت متوجهة لتموين بعض المحلات، وأضاف بأن عددا من الشباب استلوا على كل ما كانت تحمله من مشروبات و براميل الزيت. كما تعرض مستودع في بلدية الحميز شرق العاصمة للسطو و نهب كل ما كان فيه من مواد غذائية، وألبسة و أجهزة الالكترونية. كما سجلت ندرة في البنزين في عدد من محطات بيع الوقود بالعاصمة، بسبب عدم تموينها من قبل مصالح نفطال، وقال احد مسيري محطة لبيع الوقود انه طلب من الشركة تزويده بكمية من البنزين إلا أن مسؤولي الشركة اخبروه باستحالة تلبية طلبه في القوت الراهن لدواعي أمنية، وقال بأنه يجهل متى سيتمكن من استلام طلبيته.وقد عرفت بعض الأحياء لأول مرة محاولات لمنع بعض الشباب من العودة إلى الاحتجاج، بحيث قام مواطنون في أحياء العاصمة بالتدخل لدى بعض الشباب للحديث معهم، ومحاولة إعادته إلى جادة الصواب، وقال احد سكان حي باب الوادي، أن بعض الأشخاص المتقدمين في السن، حاوروا المحتجين الذين كانوا بصدد وضع حواجز على مستوى بعض المحاور، وقال بأن الشباب تراجعوا بعد ذلك وانصرفوا.وكانت عمليات التخريب والاحتجاجات قد استمرت ليلة الجمعة إلى السبت، في بعض الأحياء الأخرى خاصة شرق العاصمة، وتعرضت مرافق عمومية إلى التخريب و النهب من قبل شبان في العاصمة.و بحي الموز شهد ليلة البارحة تحطيم كلي للمفتشية الولائية للعمل حيث تعرض المقر إلى هجوم عنيف من قبل الشباب أين قاموا بتحطيم الزجاج و سرقة محتويات المكاتب من وثائق و أجهزة كمبيوتر و قد تمكن عناصر الأمن من تفريق المتظاهرين رفقة سكان الحي الذين تمكنوا من إلقاء القبض على أربعة شبان تمت محاصرتهم داخل المقر وهم يحاولون سرقة عتاد الإعلام الآلي.كما تعرضت ثانوية برج البحري للتخريب، بحيث قام شبان باقتحام البوابة الرئيسية للمدرسة، وحطموا كل أبواب ونوافذ إدارة الثانوية، وأضرموا النار في المبنى، وقال مسؤول في المؤسسة، أن عملية الحرق والتخريب طالت كل الوثائق التي تخص التلاميذ، وأضاف قائلا "كل الوثائق التي تخص التلاميذ وكذا السجلات والدفاتر وكتب الأساتذة وبعض الوثائق التي تهم تسيير المؤسسة التهمتها النيران". واستبعد أن تفتح المؤسسة أبوابها اليوم لاستقبال التلاميذ بسبب حجم الدمار الذي طالها، مشيرا أن التلاميذ قد يحالون على عطلة إجبارية قد تستغرق أسبوعين أو أكثر إلى حين إصلاح ما تم إحراقه.