تستكمل الوساطة الافريقية اليوم الاثنين الجولة الثانية من مشاوراتها مع الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو لحمله على مغادرة السلطة"سلميا" فيما أعلن أنصار هذا الأخير تعليق"مشروع" اقتحام المقر العام للرئيس المنتخب حسن واتارا لإعطاء"الفرصة" للمحادثات الجارية. فبعد أكثر من شهر عن إعلان النتائج الانتخابية التي أدخلت البلاد في انسداد"كامل" راح ضحيته قرابة 200 قتيل - حسب إحصائيات الأممالمتحدة- ينتظر أن يلتقي الوسطاء الأفارقة الثلاثة وهم رؤساء البنين و سيراليون والرأس الأخضر(ممثلين عن المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقية) "يكواس" رفقة وسيط الاتحاد الأفريقي رئيس الوزراء الكيني رايلا اونديغا اليوم بابيدجان مع أطراف النزاع سعيا إلى إقناع الرئيس لوران غباغبو على مغادرة السلطة "سلميا" و تجنيب البلاد مزيدا من إراقة الدماء. و بعد الفشل الذي آلت إليه جهود الوسطاء الثلاث الأسبوع الماضي الرامية إلى قبول غبابو التنحي من السلطة تفاديا للجوء إلى القوة المشروعة ضده يترقب الايفواريون ب"حذر" ما ستسفر عليه نتائج المهمة الافريقية "الصعبة" في ظل إصرار معسكر الرئيس المنتهية عهدته على البقاء في الحكم و"عدم الرضوخ للضغوطات مهما كانت اليوم" بل و مطالبته برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية المساندة لها معللا ذلك بإطلاقها النيران على المدنيين. و قد تعهد رئيس "ايكواس" رئيس نيجيريا جوناتان غودلوك بان قرارا سيصدر غدا الثلاثاء بشان الخطوات الجديدة التي ستنفذ فيما يتعلق بالوضع في كوت ديفوار و هذا بعد الاطلاع على تقارير الوسطاء الأفارقة الثلاثة". و في هذا السياق أجرى رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا الوسيط المعتمد من الاتحاد الإفريقي في الأزمة الايفوارية محادثات في ابوجا مع رئيس ايكواس جوناتان غودلوك قبيل توجهه إلى ابيدجان حيث وصف مهمته بأنها "مهمة حماية الديمقراطية وصوت الشعب في كوت ديفوار". وكان الاتحاد الأفريقي قد أكد أن"مشاركة اودينغا كممثل عن الاتحاد الافريقي تهدف إلى متابعة الموقف في كوت ديفوار وتعزيز الجهود السياسية التي تتخذ لإيجاد حل سلمي فوري للازمة الإيفوارية". و تبدو مهمة الوسطاء الأفارقة الأربعة "شبه مستحيلة" حسب بعض المراقبين نظرا لان غباغبو قد الح في العديد من المناسبات عن نيته في الاحتفاظ بمنصبه الرئاسي كان آخرها تصريحاته بمناسبة العام الجديد حيث أكد فيها عزمه عدم التخلي عن السلطة متهما المجتمع الدولي بمحاولة القيام ب"انقلاب عليه"و مناشدا واتارا الدخول في حوار معه. وطالبت منظمة العفو الدولية الوسطاء الأفارقة بوضع حماية حقوق الإنسان في كوت ديفوار في صلب الوساطة لان"الجرائم و التوقيفات ما تزال تنفذ في حق المدنيين من قبل قوات الأمن الموالية لغباغبو" على حد قولها. و تأتى هذه الأحداث فيما أعلن معسكر غباغبو عن تأجيل مشروع "تحرير" فندق"غولف"المقر العام لحسن واتارا ومعسكره والذي يخضع لحراسة القوات الأممية و الفرنسية و قوات الجديدة (المتمردون السابقون) الموالية له. وفي هذا السياق قال شارل بلى غوديه وزير الشباب في حكومة غباغبو و أحد اكبر مناصريه" قررنا منح فرصة للمفاوضات الجارية وتم تعليق اقتحام فندق الغولف بعد أن توصل عددا من الوسطاء معنا لحملنا على إرجاء تنفيذ مشروعنا". و حذر غوديه "من يحتلون فندق غولف"قائلا "أننا لم نعد مستعدين لقبول أي تصريح يهدد بمهاجمة الايفواريين وفى هذه الحالة أوضح أننا سنأتي لنبحث عنهم ونطردهم بأيدينا المجردة من هذا الفندق أيا كان الجيش الذي سيحميهم ". وأوضح انه سيعيد تعبئة أنصاره اعتبارا من الثلاثاء غداة وصول بعثة من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والاتحاد الأفريقي إلى ابيدجان. وفي هذه الأثناء جدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تأكيده لموقف المنظمة الدولية "المبدئي والثابت" إزاء نتائج الانتخابات الرئاسية الأخيرة في كوت ديفوار والتي تعكس كما قال"إرادة الشعب". واوضح بان كي مون في بيان أمس الأحد إنه أجرى محادثة هاتفية مع الرئيس المنتخب الحسن واتارا يوم أمس أكد فيه أن المجتمع الدولي مازال ملتزما على العمل معا من أجل "وضع نهاية سلمية ودائمة للمأزق السياسي" في كوت ديفوار. هذا و قد تقدم محاميان فرنسيان يتوكلان عن غباغبو باقتراح لإعادة احتساب الأصوات في الانتخابات الرئاسية في 28 نوفمبر الماضي لحسم النتيجة المتنازع عليها بينه وبين منافسه الحسن وتارا. وقال وزير خارجية فرنسا السابق الاشتراكي رولان دوما وجاك فيرجيس خلال مؤتمر صحفي "نؤيد إعادة احتساب الأصوات كافة إذا ما وافق الجميع على ذلك مع رقابة دولية". وكان غباغبو قد سبق و أن اقترح تشكيل "لجنة تقييم"دولية حول الأزمة وهو عرض لم يلق صدى حتى الساعة. و في خضم هذه التطورات أكد مسؤول أممي وجود"أدلة على وقوع عمليات قتل خارج نطاق القانون" في ظل الأزمة السياسية التي أعقبت الانتخابات الرئاسية في كوت ديفوار شهر نوفمبر الماضي. و أوضح المسؤول الأممي المكلف بالتحقيق في وقوع انتهاكات لحقوق الإنسان في كوت ديفوار سيمون مونزو إن فريق عمله"قد تأكد من وقوع عدد من هذه العمليات فيما أبلغت بعض عائلات الضحايا بنفسها عن تعرض ذويهم للقتل خارج نطاق القانون والاختفاء". ومن جانبها تتهم منظمات حقوق الإنسان أنصارغباغبو بتنفيذ عمليات اختطاف للمعارضين ذلك في الوقت الذي تقدر فيه الأممالمتحدة عدد الأشخاص الذين قتلوا أو فقدوا على مدار الشهر الماضي وحده قد بلغ 200 شخص معظمهم من مؤيدي واتارا.