يواصل وفد المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا/ايكواس/ جهود الوساطة يوم غد الاثنين في مهمة صعبة سعيا للتوصل إلى حل سلمي للازمة السياسية في كوت ديفوار فيما تسود مخاوف من حدوث انزلاقات في أعقاب تهديدات أنصار الرئيس لوران غباغبو باقتحام ا مقر العام للرئيس المنتخب حسن واتارا الخاضع لحراسة القوات الأممية و الفرنسية. فبعد فشل المساعي التي قام بها في ابيدجان الأسبوع الماضي يحاول وفد ايكواس غدا الاثنين مواصلة الجولة الثانية من المشاورات مع الرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو لاقناعه بمغادرة الحكم بالطرق الدبلوماسية في ظل إصرار الأخير على البقاء في تحدي لكل الضغوطات و القيود المتزايدة المفروضة عليه. وفي غضون ذلك أعلن الرئيس الحالي ل"ايكواس" رئيس نيجيريا جوناثان غوودلاك في بيان رسمي انه"بعد الاطلاع على تقارير الوسطاء الافارقة الثلاثة فان التجمع سيصدر من الآن إلى غاية الثلاثاء القادم كآخر تقدير قرارا بتطبيق خطوات جديدة فيما يتعلق بالوضع في كوت ديفوار". و كان الرؤساء الثلاثة الممثلين عن ايكواس و هم رئيس البنين سيراليون و الرأس الأخضر قد اجتمعوا الأسبوع الماضي في ابيدجان مع الرئيس غباغبو حيث دعوه إلى مغادرة الحكم بالطرق السلمية و إلا سيواجه تدخلا بالقوة "المشروعه" الا أن جهودهم لم تحقق الهدف المنشود. و جدد غباغبو، الذي يصر على الاحتفاظ بمنصبه الرئاسي و عدم الرضوخ للضغوطات مهما كانت ، اليوم مطالبته برحيل قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والقوات الفرنسية المساندة لها معللا ذلك بإطلاقها النيران على المدنيين. وقال باغبو في برنامج لقناة "ار تى اي" التليفزيونية الرسمية أن قوات الأممالمتحدة "أطلقت النيران على المدنيين وأصيب اثنان من المواطنين وهما في مستشفى ابيدجان العسكرى" متهما المجتمع الدولي محاولة القيام بانقلاب عليه". كما جدد غباغبو في نفس الوقت دعوته لإجراء حوار مع الرئيس المنتخب حسن واتارا الذي مايزال يقيم بفندق الغولف مع طاقمه الحكومي تحت حماية قوات حفظ السلام الأممية و الفرنسية و القوات الجديدة (المتمردون السابقون) الموالية له. ومن جهته قال غيوم سورو رئيس الوزراء الذي عينه واتارا أن "غباغبو ليس أمامه سوى أيام كي يترك السلطة سلميا"مضيفا "لم تنجح العقوبات الدولية ولا الضغط الدولي في إقناع غباغبو بترك السلطة انا أدعو إلى استخدام القوة الشرعية. لم نرى حتى الان دكتاتورا يترك السلطة بشكل سلمي". و أشار سورو إلى أن"الرسالة التي ينقلها الجيران الأفارقة تبدو واضحة هذه هي الفرصة الأخيرة لغباغبو ليحصل على رحيل سلمي عن السلطة وضمانات لحصانة". وكان متحدث باسم واتارا قد قال في وقت سابق انه "يتعين على ايكواس استخدام القوة بسرعة والا فان غباغبو سيثبت أقدامه في السلطة وسيصبح تنحيته اكثر صعوبة". وأمام هذا الانسددا في الوضع تسود مخاوف من أن ينفذ الهجوم الذي تعهد القيام به أنصار الرئيس غباغبو على المقر العام لحسن واتارا. وكان وزير الشباب في حكومة غباغبو و أحد اكبر مناصريه قد دعا الخميس الماضي إلى مهاجمة معقل الرئيس المنتخب حسن واتارا مما يهدد المساعي الإقليمية المتواصلة والرامية إلى إيجاد انفراج في الوضع المتأزم بكوت ديفوار على خلفية الانتخابات الرئاسية الأخيرة. في أعقاب هذه التطورات أعلنت الأممالمتحدة أن قوات حفظ السلام في كوت ديفوار تبذل كل ما في وسعها من اجل أن تتمكن من الوصول إلى مناطق يزعم أن انتهاكات لحقوق الإنسان وقعت فيها. وقال مارتن نيسركي المتحدث باسم الأممالمتحدة في بيان له اليوم أن"الأمين العام للأمم المتحدة قال انه صدرت تعليمات لقوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في كوت ديفوار ببذل كل ما في وسعها من اجل الوصول إلى المناطق المنكوبة من اجل منع الانتهاكات والتحقيق فيها وتسجيلها حتى يمكن محاسبة هؤلاء المسؤولين". و أعلنت قوة الأممالمتحدة في كوت ديفوار الشهر الماضي "أن القوات الموالية للرئيس المنتهية عهدته لوران غباغبو تمنع الوصول لما قد تكون مقبرة جماعية قرب ابيدجان فيما أفاد دبلوماسيون من الأممالمتحدة بان قوة الأممالمتحدة لحفظ السلام في كوت ديفوار مازالت ممنوعة من دخول هذا المكان". و من جهتها أعلنت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة عن إنشاء أول مخيم للاجئين القادمين من كوت ديفوار في ليبيريا والذين يواصلون في التدفق يوميا خشية من وقوع حرب أهلية في البلاد نتيجة الأزمة السياسية التي أعقبت الإنتخابات الرئاسية. وقال بيان للمفوضية أنه "تم تسجيل 18.091 لاجئي في ليبيريا الذين يواصلون التدفق يوميا حيث يصل من 400 إلى 500 لاجئ يوميا موضحا أن نحو 55% من اللاجئين من السيدات و62% أقل من 18 عاما". ويوجد حاليا نحو 200 لاجئ إيفواري في غينيا كما أعرب الاتحاد الدولي للصليب والهلال الأحمر عن مخاوفه من تدفق اللاجئين إلى بوركينا فاسو ومالي وغانا.