أكد أحمد بجاوي أستاذ محاضر بجامعة العلوم السياسية يوم الجمعة بتمنراست الى أن الاتصال الذي من شأنه الحفاظ على التراث الثقافي و تثمينه قد يكون له آثار سلبية على المواقع الثقافية اذا لم يستعمل أحسن استعمالا. و خلال ندوة مخصصة الى موضوع الاتصال المطبق على حماية المواقع الثقافية و الممتلكات الأثرية نظمت في اطار المهرجان الدولي لفنون الاهقار الذي تحتضنه مدينة تمنراست من 11 الى 17 يناير حذر بجاوي من أن "الاتصال سلاح ذو حدين قد يؤثر سلبيا على التراث الثقافي بدلا من الحفاظ عليه". و أوضح المحاضر أنه "ينبغي ضمان التوازن بين الاتصال و التراث لكي يكون الاتصال في خدمة التراث و لا العكس" داعيا الى ضرورة التحكم في الاتصال في مجال حماية التراث الثقافي المادي و الحفاظ عليه. و ذكر هذا المختص في السينما و الفنون و هو حاليا اطار بوزارة الثقافة على سبيل المثال الدور السلبي الذي لعبته وسائل الاعلام في تغطيتها المفرطة للموقع الاثري بيترا بالأردن الذي يشهد توافد حوالي 12 مليون زائر سنويا منذ فتحه للجمهور العريض عام 1998. و عرف هذا الموقع المشهور الذي لا يتحمل -حسب الخبراء- عددا كبيرا من الزوار "تدهورا بارزا خلال السنوات الاخيرة". و لدى تطرقه الى الوضعية بالجزائر أشار السيد بجاوي الى مشاكل متعلقة ب "غلق" مجال السمعي البصري و "نقص تكوين" الصحفيين في المجال الثقافي مبرزا الحواجز التي تعرقل تكفل وسائل الاعلام بكل المسائل المتعلقة بالتراث الثقافي المادي و حمايته بشكل فعال. و حسب المحاضر فان الفراغ الذي تشهده ساحة السمعي البصري "تعيق المجتمع و تفتح المجال الى انتشار الثقافات الأجنبية" بحيث أكد أن الاتصال و الاعلام حول الممتلكات الثقافية "تتوقف على فتح مجال السمعي البصري". و أضاف بجاوي أن نقص تكوين الصحفيين الذي يعود الى سلسلة من العوامل قد أسفر عن نقص مهنيين في مجال الاعلام يتحكمون في مختلف الملفات الثقافية و هو الأمر الذي انعكس سلبيا على التراث الثقافي بصفة عامة.