أكد رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على "أهمية الموارد والوسائل التي تم تسخيرها حتى تسترجع الثقافة والفنون مكانتها الحقيقة في مسار التنمية الاقتصادية والاجتماعية". وأكد رئيس الجمهورية أن " الجهود التي بذلت خلال السنوات الأخيرة من أجل دعم النشاطات الثقافية والفنية وترقيتها وإحيائها وحماية التراث الثقافي وتثمينه يجب أن تستمر لفائدة الترقية المتجددة باستمرار للتراث الوطني بثرائه وتنوعه". وخلص رئيس الدولة إلى أن "التجديد الثقافي تم بفضل الموارد المادية التي تم حشدها، وكذلك بفضل جهود كل اللائى والذين استمروا في خدمة الثقافة والفنون في بلدنا مع أن المهمة لم تكن بالهينة في بعض الأحيان واغتنم هذه السانحة للإشادة بهم وإنهم لجديرون بذلك". وخلال جلسة الاستماع السنوية التي يعقدها رئيس الجمهورية للإطلاع على مختلف النشاطات الوزارية قدمت وزيرة الثقافة تقريرا حول التحول الذي يعرفه القطاع على ضوء الأعمال التي تم القيام بها، وتلك التي تمت مباشرتها خلال الفترة 20092010، وكذا حول توقعات التنمية بالنسبة لسنة 20102011 في إطار البرنامج الخماسي 20102014. خليدة تعترف: الوسائل المسخّرة خلقت ديناميكية وأبرزت الوزيرة حليدة تومي عناصر التقييم التي تمخضت عن الجلسة التقييمية أن الوسائل المسخرة سمحت بالإبقاء على الديناميكية التي عرفها القطاع في السنوات الأخيرة في مجال تدعيم الوطن بالمرافق و فضاءات الممارسة الثقافية والإبداع الفني والثقافي وتعزيز عمليات الحماية والحفاظ على التراث الثقافي المادي وغير المادي. وفيما يتعلق بالتراث الثقافي تم التركيز على مواصلة عملية الجرد العام للممتلكات الثقافية وقاعدة معطيات التراث الثقافي غير المادي، وكذا تصنيف ما يزيد عن 90 ملكا ثقافيا منقول وعقاري وانجاز برنامج هام في مجال الحفريات الأثرية، بالإضافة إلى مواصلة عمليات ترميم و تهيئة المواقع و المعالم التاريخية المصنفة وتثمينها. كما عرفت سنة 2009 مواصلة مسار إعداد المخططات الدائمة للحفاظ على القطاعات المحمية وتثمينها ومخططات حماية المواقع الأثرية. اهتمام خاص بالمواقع والمعالم الأثرية أما بخصوص تأمين المواقع والمعالم الأثرية والمتاحف، فقد تجسد في تطبيق العديد من العمليات في مجال مكافحة تهريب الممتلكات الثقافية والتي توجت باسترجاع أكثر من 2000 قطعة سنة 2009 و حوالي 4400 قطعة أخرى سنة 2010. وبالنسبة للفترة 20102011، فتهدف الأعمال التي تمت مباشرتها إلى تصنيف 55 موقعا ومعلما تاريخيا وإعداد جرد للتراث الثقافي وأرضية للمحتويات المتعلقة بالتراث الثقافي لإدراجها ضمن برامج تعليم التاريخ والتربية المدنية. وترمي هذه الأعمال إلى إنشاء ستة متاحف، كما أنها تخص إثراء المجموعات الوطنية وانشاء ووضع مركز وطني لفهرسة الأملاك الثقافية ووكالة وطنية لعلم الآثار الوقائي وإعداد خريطة الأخطار المتعلقة بالأملاك الثقافية العقارية، وكذا مخطط تأمين الأملاك الثقافية ووضع إجراءات قانونية خاصة بعلم الآثار الوقائي. كما أنها تهدف إلى استكمال المخططات الدائمة لحماية وتثمين القطاعات المحمية وإطلاق أو استكمال مخططات حماية وتثمين العديد من المواقع الأثرية، وسيخص ترميم الأملاك الثقافية 65 عملية جديدة. وفي مجال دعم الإبداع الثقافي والفني خصت العمليات الأكثر موائمة تطوير الكتاب والمطالعة العمومية من خلال إنشاء إلى يومنا هذا حوالي 120 مكتبة، وكذا اقتناء 22 مكتبة متنقلة، كما تم الشروع في برنامج واسع يخص رقمنة الرصيد الوثائقي للمكتبة الوطنية. 140 ناشر استفادوا من 180000 مليون دج وبخصوص المساعدات التي تم منحها للناشرين في إطار برنامج النشر، فقد تم منح 180000 مليون دج في 20082009 لفائدة 140 ناشر وطني لنشر 1045 عنوان، أي مجمل أزيد من 2 مليون نسخة يضاف إليها 265 عنوان تم إصداره بمناسبة المهرجان الثقافي الإفريقي و100 عنوان بمناسبة تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية، وسيتم تجديد هذه المساعدة في 20102011. وستترجم مواصلة الجهود الخاصة بترقية الكتاب و المطالعة العمومية للفترة 20102011، لا سيما بوضع مركز وطني للكتاب وإصدار قانون حول الكتاب والمطالعة العمومية واستلام 137 مكتبة وإنجاز 54 أخرى، وكذا اقتناء 12 مكتبة متنقلة جديدة. قانون خاص لتطوير السينما وفيما يخص الإنتاج السينمائي، فتعلق الأمر بتوسيع مجال الاستفادة من القانون حول الإستثمار لفائدة النشاطات السينمائية وإصلاح الإطار التشريعي والتنظيمي المنظم للسينما الجزائرية من خلال المصادقة على مشروع قانون حول الإنتاج السينمائي وإنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري مكلفة بتسيير الحقوق ذات الصلة باستغلال الأعمال الممولة كليا من قبل الدولة. ومن جهة أخرى، تخص مشاريع أخرى هي قيد الإطلاق إعداد دراسة لإنجاز مركز حفظ أرشيف السينما، وحماية النسخ السلبية للأفلام ومواصلة برنامج ترميم قاعات السينما ورقمنة الأرشيف السينمائي الجارية حاليا. أما فيما يخص المسرح الذي تعززت شبكة قاعاته، لاسيما من خلال العملية الجارية لترميم وتجهيز 10 مسارح ستخص مساعدة الدولة إنشاء 08 مسارح جهوية جديدة و إطلاق أشغال ترميم و تجهيز 16 مسرحا آخرا. في مجال ترقية الثقافة ونشرها تجدر الإشارة إلى عدد من الأعمال التي تمت مباشرتها بغرض منح المواطنين على وجه الخصوص في إطار سياسة مضطردة للثقافة الجوارية فرص الاستفادة من الثقافة عبر تنظيم منتظم لتظاهرات ثقافية على كامل التراب الوطني بمشاركة فعالة للحركة الجمعوية التي تستفيد من مساعدات هامة من الدولة.