يجب على وسائل الإعلام ان تلعب "دور حاسما" من أجل المساعدة على تفهم أفضل لمشاكل التنمية في منطقة المتوسط و بالخصوص في الضفة الجنوبية حسبما أكده يوم الخميس بروما مهنيو الإعلام في فضاء المتوسط. و خلال لقاء نظمته وكالة الأنباء الإيطالية تحت شعار "الشبكة المتوسطية لوسائل الإعلام تحديات مستقبلية" إعتبر المتدخلون القادمون من الضفة الجنوبية لحوض المتوسط أن على دول الضفة الشمالية أن تغير رؤيتها ازاء الواقع الذي يمتاز به جنوب المتوسط. من جانبه صرح رئيس وكالة الأنباء الإيطالية غوليو أنسيلمي أن "عمل الوكالة يتمثل في توفير معلومات من أجل تفهم أفضل للعالم ليس فقط من الجانب السياسي بل أيضا الإقتصادي" مضيفا بخصوص الأحداث التي شهدتها تونس و مصر أن دور وسائل الإعلام يكمن في تفسير "بمصداقية" هذه الأحداث لأن "إستقرار المنطقة يعد إنشغالا مشتركا". من جانبه أكد الناطق الرسمي لوزارة الشؤون الخارجية الإيطالية موريزيو مساري لدى تطرقه إلى التعاون بين ضفتي المتوسط أن "الوقت قد حان للإنتقال لمشاريع فعالة من خلال تجنيد الموارد و كذا مشاركة الفاعلين المحليين و إستغلال الطاقة البشرية في المنطقة من أجل تنمية مشتركة". كما إعترف مساري أن الدول الأوروبية "قد إستغنت عن شركائها من الجنوب للتوجه نحو شرق أوروبا" مرافعا من أجل "إعادة النظر" للعلاقة بين ضفتي المتوسط في ظل إحترام سيادة الدول و كذا تصحيح الأفكار و التصورات الخاطئة الأفكار إتجاه الدول الشريكة. و بالنسبة لأغلبية المتدخلين يتعين على وسائل الإعلام و خاصة الشمالية منها المساهمة في تغيير التصورات إتجاه دول الجنوب من حيث معالجة الأحداث في هاته الدول و كذا الرؤية التي تنتهجها سياسات و مجتمعات هذه الدول. أما ممثل اليومية المصرية الأهرام أسامة سرايا فيعتبر أن أوروبا ووسائلها الإعلامية لا تتطرق إلى منطقة الضفة الجنوبية إلا في حالة تسجيل أحداث خاصة لاسيما الإحتجاجات الإجتماعية التي شهدتها مؤخرا بعض دول المنطقة". و أضاف أسامة سرايا أن "أوروبا أدارت ظهرها للضفة الجنوبية للمتوسط موجهة نظرتها نحو شرق أوروبا " مؤكدا أن القارة العجوز لا تهتم بالضفة الغربية سوى عند وقوع أحداث عنف". و أشار الممثل المصري إلى أن "الاتحاد الأوروبي قد ساند اليونان و إيرلندا وساعدها على الخروج من المأزق" مضيفا أن "بلدان الجنوب يعانون مشاكل عديدة على غرار الفقر و البطالة التي تعد أعداء الديمقراطية و نحن نعلم أنه من أجل استتباب السلم و الاستقرار ينبغي علينا تسوية المشاكل الاقتصادية". و من جهته اعتبر المسؤول عن الوكالة الأردنية بيترا رمضان راوشدا لدى تطرقه إلى النزاع الاسرائيلي الفلسطيني أنه ينبغي على وسائل الاعلام الشمالية اعطاء الأولوية في معالجتها لهذه المسألة ل"المهنية و الأخلاقيات" التي تمثل -حسب رأيه- قيما تسمح لوسائل الاعلام ب"المساهمة بشكل كبير في مسار السلم" بالمنطقة. و استطرد يقول أن "صحافة تقوم على المهنية و الأخلاقيات قد تساهم في المسار السلمي بالشرق الاوسط حتى و إن لم يكن الصحفيون الاطراف الفاعلة في المفاوضات بين إسرائيل و فلسطين". و أشار مهني اخر يعمل في الحقل الصحافي المغاربي إلى أنه ينبغي على وسائل الاعلام ايلاء اهمية إلى "البعد الانساني" في المواضيع التي يتطرقون اليها. و في هذا الإطار اعتبر أنه يتعين على وسائل الاعلام "تشجيع النقاش المثمر على مستوى الهيئات الرسمية او الاستشارية و كذا على مستوى السكان" بغية ترقية تعاون يعود بالفائدة على كلا الطرفين. و لدى تطرقه إلى الحوار بين الضفتين دعا هذا المهني وسائل الاعلام إلى "ترقية حوار حقيقي و صادق".