لا يزال تمسك إسرائيل بمخططاتها الاستيطانية في القدس وباقي الاراضي الفلسطينية المحتلة يثير "قلق" المجتمع الدولي الذي دعا الى وقف الاستيطان ودفع عملية السلام بين الفلسطينيين و الإسرائيليين من أجل التوصل الى اتفاق حول العديد من القضايا الجوهرية سيما مستقبل القدس. فقد استاءت وزارة الخارجية الامريكية اليوم من قرار اسرائيل بناء وحدات سكنية جديدة لمستوطنين يهود فى القدسالشرقية مبينة ان هذا القرار يقوض المساعى التى تهدف لاستئناف المفاوضات المباشرة بين الاسرائيليين والفلسطينيين وتناقض الجهود التى تبذلها واشنطن من أجل التوصل الى اتفاق بين الطرفين حول مستقبل القدس. وقال المتحدث باسم الوزارة فيليب كراولى أن الحكومة الامريكية تعتقد أنه من خلال مفاوضات مباشرة وحسنة النية "يمكن للطرفين التوصل الى اتفاق مشترك على نتيجة تحقق تطلعات كل من منهما حيال القدس". من جهته حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ من أن جهود تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين قد تتعثر. مطالبا الولاياتالمتحدة بوضع جدول زمني واضح للمفاوضات . وأعلن السفير الروسي لدى الأممالمتحدة فيتالي تشوركين أن بلاده تقترح على مجلس الأمن الدولي إرسال بعثة إلى الشرق الأوسط لأول مرة منذ عام 1979 مضيفا أن موسكو تقدم هذا الاقتراح الآن نظرا لقلقها إزاء الأوضاع في الشرق الأوسط لأنها تعلم أن الجهود المبذولة لاستئناف المحادثات الاسرائيلية-الفلسطينية تواجه مأزقا والأوضاع في المنطقة "هشة للغاية وتحمل في طياتها مزيدا من التعقيدات". وكانت اللجنة الرباعية الدولية للشرق الاوسط في ختام اجتماعها الاخير في ميونيخ بالمانيا قد قررت تعزيز الجهود للتوصل الى اتفاق سلام شامل بالشرق الاوسط من خلال الحوار مع الفلسطينيين والإسرائيليين. وعلى الصعيد الامني لاتزال قوات الاحتلال الاسرائيلية تمارس العنف وتشن حملات دهم واعتقالات بصورة شبه يومية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية بحجج وذرائع وهمية. فقد أصيب 11 فلسطينيا بجروح في سلسلة غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية ليلة امس على عدة مناطق في قطاع غزة كما تعرضت مدينة غزة ومحيطها إلى سلسلة من القذائف المدفعية وتحديدا منطقة مكب النفايات وكذا منطقة الصيادين غرب غزة. من جهة أخرى، أسرت قوات الاحتلال فجر اليوم سبعة فلسطينيين من مناطق مختلفة في الضفة الغربية. ولاتزال معاناة الشعب الفلسطيني تتفاقم يوميا نتيجة تعنت الاحتلال الإسرائيلي وتعمده إغلاق المعابر والمنافذ منذ أكثر من أربع سنوات من الحصار وحرمان الفلسطينيين من حقهم في الحياة والعلاج وتعريض حياتهم للموت الأمر الذي يتنافى وكافة القوانين والمواثيق الدولية. ولهذا الغرض استنكر مركز "سواسية" لحقوق الإنسان قصف الطائرات الحربية الإسرائيلية فجر اليوم مستودع أدوية شمال قطاع غزة وتدميره بالكامل في ظل أوضاع إنسانية وصحية صعبة يمر بها القطاع الصحي في غزة لاسيما النقص الحاد في الأدوية الضرورية واللازمة لمرضى السرطان والدم والثلاسيميا بالإضافة إلى نفاد المستهلكات والمحاليل الطبية الأمر الذي يعرض حياة مئات المرضى للخطر. وأضاف أن قطاع غزة ما زال يشهد سقوط شهداء الحصار الاسرائيلي نتيجة عدم السماح للمرضى بالعلاج خارج غزة وتعمد قتلهم بحجج أمنية . وطالب المركز المجتمع الدولي والأممالمتحدة ومنظمة الصحة العالمية ومؤسسات حقوق الإنسان بضرورة التدخل الفوري والعاجل والضغط على إسرائيل لتنفيذ التزاماتها الدولية بصفتها دولة محتلة وإدخال كافة الاحتياجات الإنسانية والصحية لغزة دون تأخير أو إعاقة.