أعلنت تونس يوم الأحد رفضها "البات" لأي تواجد عسكري أجنبي على أراضيها وذلك في أول رد فعل رسمي على تصريحات وزير الداخلية الإيطالي التي أعلن فيها أنه سيطالب بنشر عناصر من الشرطة الإيطالية في تونس لوقف تدفق المهاجرين السريين. وأبرز الطيب البكوش، الناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية المؤقتة في تصريحات صحفية، أن الشعب التونسي "يرفض أي حضور عسكري أجنبي على أراضيه". وأوضح السيد الطيب البكوش الذي يتولى أيضا منصب وزير التربية الوطنية أنه "بمجرد أن تتقدم ايطاليا بمثل هذا الطلب فان تونس سترد عليها رسميا بالرفض". وقد أثارت تصريحات الوزير الايطالي للداخلية رد فعل حزب "الاتحاد الديموقراطي الوحدوي" التونسي حيث وصف أمينه العام، أحمد الأينوبلي، هذا التصريح بأنه "مؤشر خطير للتدخل في تونس". ودعا زعيم الحزب المعارض الحكومة التونسية المؤقتة إلى رفض هذا الطلب في تصريحات علنية على أن تتحمل الجهات الإيطالية مسؤولياتها في حماية مياهها الإقليمية مذكرا بانه نبه في وقت سابق من مخاطر التدخل الأجنبي في الشأن التونسي "بغية حفاظ بعض القوى الأجنبية على مصالحها في تونس والمنطقة عموما"، حسب قوله. والجدير بالذكر، أن إيطاليا تواجه منذ أيام تدفق المهاجرين التونسيين غير الشرعيين بشكل متواصل حيث وصل حوالي خمسة آلاف شخص في غضون خمسة أيام إلى جزيرة "لامبيدوزا" الايطالية. وحسب مصادر تونسية متطابقة فإن السلطات الأمنية التونسية تمكنت خلال اليومين الماضين من إحباط العديد من محاولات الهجرة غير الشرعية بإتجاه جزيرة "لامبيدوزا" الإيطالية التي تبعد نحو 150 كيلومترا عن السواحل التونسية تم خلالها إعتقال أكثر من ألف شخص وذلك في موجة غير مسبوقة للهجرة غير الشرعية.