لازالت الحرب الدائرة بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي وقوات المتمردين من جانب وضربات حلف شمال الاطلسى /الناتو/ الجوية التى بلغت يوم الاربعاء ذروتها من جانب آخر تحصد أرواح مزيد من المدنيين الذين يعدون الضحية رقم واحد فى هذا الاقتتال فضلا عن الترد المستمر للاوضاع الانسانية في هذا البلد. ودعت دول ومنظمات اقليمية فى العالم الى وقف فورى لاطلاق النار وايجاد حل سياسى للازمة الليبية حيث تدور مواجهات بين القوات الموالية للعقيد معمر القذافي وقوات المتمردين.وجددت فرنسا التأكيد اليوم على لسان وزيرها للخارجية الان جوبيه على أن المطلوب ايجاد حل سياسي في ليبيا في اقرار ضمني بأن العملية العسكرية الدولية "لا تكفي لارغام القذافي على مغادرة السلطة" مثلما يطالب بذلك المناهضون لنظام قائد الثورة الليبية. وبعد أن أقر بوجود "خطر الانزلاق الى مستنقع" في ليبيا قال جوبيه في مقابلة مع اذاعة /فرانس انفو/ "طلبنا رسميا الا تحصل اضرار جانبية بين المدنيين". من جانبه دعا بابا الفاتيكان بنيدكت السادس عشر اليوم الاربعاء فى نداء جديد إلى وقف حمامات الدم في ليبيا مناشدا المجتمع الدولى التدخل لحقن دماء الابرياء. وقال البابا بنيدكت ال16 " كفى اراقة الدم في ليبيا وكوت ديفوار" حاثا على "العمل فورا لبدء التهدئة" مناشدا المجتمع الدولى وجميع أصحاب المصلحة العامة "تسليم المسوؤلية والحرية للشعب". أما روسيا فقد حذرت على لسان وزيرها للخارجية سيرغي لافروف اليوم من أن لجوء حلف الناتو الى خطوات تتجاوز الأطر التي حددها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973, "سيعتبر خرقا للقرار وتدخلا مباشرا في النزاع المسلح الداخلي الدائر في ليبيا". وأعلن الناتو في بروكسل أنه قرر تنفيذ 200 طلعة جوية في ليبيا نهار اليوم وان عدد الطلعات يتجاوز بذلك ما تم تنفيذه يومي الاثنين (137 طلعة) ويوم الثلاثاء (186). وشنت مقاتلات بريطانية تعمل تحت لواء حلف الاطلسى غارات جوية على مواقع قوات تابعة للزعيم الليبى معمر القذافى قرب مدينة مصراته اسفرت عن تدمير ست دبابات وشاحنات عسكرية. وكان حلف شمال الأطلسي قد أعلن أن العمليات العسكرية التي نفذتها القوات الغربية قد دمرت 30 بالمئة من القدرات العسكرية لقوات العقيد معمر القذافي منذ بدء التدخل العسكري في ليبيا.وبدأت عمليات التحالف الدولي في ليبيا في 19 مارس الماضي, ثم تسلم حلف الأطلسي قيادتها في 31 من الشهر ذاته. من جانبه اعتبر الوزير التركي المسؤول عن الشئون الأوروبية إيجمان باجيس أن الأولوية الآن فى ليبيا للتوصل إلى وقف إطلاق النار والاتفاق على ممرات إنسانية لإيصال المساعدات للسكان المدنيين قبل الحديث عن التغييرات السياسية هناك. وقال الوزير التركي في تصريحات اليوم الأربعاء بباريس أن تركيا تقوم فى المرحلة الحالية بجهود تهدف إلى التوصل لوقف إطلاق النار من أجل وقف إراقة الدماء, وبعدها تتم مناقشة عملية التغيير السياسى معربا عن أمله فى أن تنجح جهود إقامة ممرات إنسانية لإيصال المساعدات وإنقاذ حياة الكثيرين فى ليبيا. وأشار الى أن بلاده على اتصال مستمر بالقذافى والمحيطين به ومن بينهم أبنائه لافتا إلى أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان أجرى عدة اتصالات هاتفية مع القذافى. في غضون ذلك استبعد الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف اليوم مشاركة بلاده في العمليات العسكرية الجارية في ليبيا لكنها ستنفذ قرارات مجلس الامن الدولي ذات الصلة. من جهته حذر سيرغي إيفانوف نائب رئيس الوزارء الروسي اليوم من خطر "تحويل ليبيا إلى صومال آخر أي انقسامها إلى عدة دويلات مع زيادة كبيرة في معدلات الجريمة وخاصة القرصنة البحرية" على حد قوله. كما اعرب الاتحاد الأوروبي اليوم عن استعداده للبدء في تنفيذ عملية عسكرية ذات طابع إنساني إذا ما تلقى طلبا في هذا الشأن من هيئة الإغاثة الإنسانية التابعة للأمم المتحدة. وقال المتحدث باسم المفوضية الاوروبية في بروكسل مايكل مان أن دول الاتحاد الأوروبي اعتمدت توصية قانونية منذ يوم الجمعة الماضية تسمح بإرساء عملية عسكرية للأغراض الإنسانية في ليبيا /يوفور ليبيا/. وأضاف إن مثل هذه العملية ستنطلق حالما تتقدم الأممالمتحدة بطلب في هذا الشأن.