الجزائر - شن الحلف الاطلسي اعنف غارات جوية على منطقة العزيزية قرب طرابلس منذ بداية القصف على ليبيا في 19 مارس الماضي في الوقت الذي تنشط فيه عدة منظمات دولية واقليمية من أجل وقف اراقة الدماء وايجاد تسوية سلمية للصراع في هذا البلد. وفي هذا الاطار ستحتضن اديس ابابا (اثيوبيا) عذا قمة للجنة الافريقية رفيعة المستوى حول ليبيا لبحث تطورات الوضع في هذا البلد وتفاعلاتة على السياحة الدولية من أجل الإسراع في ايجاد حل لتسويته. وكان الاتحاد الافريقي قد عرض خطة طريق لتسوية سلمية للنزاع في ليبيا تقوم على وقف فوري لاطلاق النار والشروع في حوار من أجل ارساء السلام في البلاد ووقف اراقة الدماء والمحافظة وحدة التراب الليبيى وسلامة. وفي نفس الاطار ستحتضن العاصمة المصرية القاهرة اجتماعا تنسيقيا لكبارالمسؤولين في المنظمات الدولية والاقليمية يوم الاثنين المقبل لبحث تسوية سلمية للأزمة الليبية. وصرح مصدر مسؤول بالجامعة العربية ان الاجتماع الذي سيحضره كبار المسؤولين في الجامعة العربية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي ومنظمة المؤتمر الإسلامي يهدف إلى اعداد مشروع تسوية سلمية لمعالجة الأزمة في ليبيا. ورحبت روسيا التي تؤيد وجهة نظر الاتحاد الافريقي في حل النزاع في ليبيا باجتماع اديس ابابا للاتحاد الافريقي معربة عن أملها أن يشهد هذاالاجتماع تحديد خطوات لوقف إراقة الدماء في ليبيا. وأوضح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم في تصريح اوردته وكالة "نوفوستي" الروسية إن المجلس الوطني الانتقالي الذي شكله المتمردون شرق ليبيا "وضع خارطة الطريق للتسوية وستتم مناقشتها في هذا الاجتماع الأفريقي". وكان ممثل المجلس الانتقالي في ليبيا عبد الرحمن شلقم قد اعلن خلال لقائه بموسكو امس مع وزير الخارجية الروسي عن رفض المتمردين إجراء مفاوضات مع العقيد معمر القذافي. وقال "أنه طالما بقي القذافي في السلطة فلا يمكن الحديث عن بدء حوار وطني بين أطراف النزاع ". ومن جهة أخرى سينضم الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بالعاصمة الاثيوبية (اديس ابابا) إلى اجتماعات مشتركة حول الوضع فى ليبيا بين مجلس السلم والامن التابع للاتحاد الافريقى ومجلس الامن الدولى التابع للامم المتحدة. وقال بان كي مون أنه سيكون متحدثا رئيسيا اليوم في هذه الاجتماعات التى تشارك فيها 15 دولة افريقية عضوة فى مجلس السلم والامن. وعلى صعيد العمليات العسكرية تبرز التطورات خلال ال 24 ساعة الاخيرة ان قوات التحالف بقيادة الحلف الاطلسي تريد "حسما سريعا للحرب" في ليبيا قبل نهاية جويلية القادم حسب ما نقلته تقارير صحفية غربية عن متتبعين للملف الليبي. وكانت طرابلس قد شهدت ليلة الاثنين إلى الثلاثاء قصفا هو الاعنف منذ 19 مارس الماضي قامت به طائرات حلف "الناتو" التي نفذت حوالي 18 غارة في ظرف نصف ساعة على باب العزيزية مقر اقامة الزعيم الليبي معمر القذافي مما خلف 19 قتيلا 150 جريحا حسب مصادر حكومية ليبية. واعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الامريكية اليوم ان تكثيف الهجمات بهذه الطريقة وتركزها على منطقة باب العزيزية يكشف عن قرار الناتو بتصعيد وتيرة الحرب الجوية على العاصمة الليبية طرابلس وذلك في خطوة من شأنها الخروج من مأزق امتداد الحرب إلى اكثرمن ثلاثة اشهر على بدء العمليات العسكرية. وكانت بريطانيا وفرنسا قد قررتا في اطار ثكثيف العمليات العسكرية ايضا نشرمروحيات هجومية من طراز "أباتشي" في ليبيا "لكسر الجمود العسكري" الذي تشهده ساحة المعركة. ونقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية اليوم عن مصادر أمنية إن مروحيات "أباتشي" المتمركزة على ظهرحاملة الطائرات البريطانية (أوشين) ستنضم إلى المروحيات الفرنسية وذلك في تصعيد للحرب في ليبيا "يعكس عمق الإحباط " بين مسؤولي الدفاع في لندن وباريس حول عدم قدرة منظمة حلف شمال الأطلسي "ناتو" على الحسم العسكري. وحسب الصحيفة فأن بريطانيا وفرنسا تأملان أن يؤدي استخدام المروحيات إلى اعادة تحريك ساحة المعركة لصالح المتمردين الذين يطالبون "بعمل عسكري أكثر فعالية" من دول "الناتو" مشيرة إلى ان هذه الخطوة قد "تقرب الناتو من إرسال قوات برية" رغم اصراردول التحالف على غياب أي نية لمثل هذا التوجه. وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه أعلن امس أن بلاده أرسلت 12 مروحية هجومية لدعم "القوة الضاربة" لحملة "الناتو" العسكرية في ليبيا. وياتي هذا التصعيد بالموازاة مع تحرك في الكونغرس الامريكي من أجل تمرير مشروع قرار يدعم "استخداما محدودا" للقوة العسكرية من قبل الولاياتالمتحدة في ليبيا في إطارمهمة "الناتو". وتتزامن هذه الخطوة مع تقارب امريكي مع بنغازي معقل المتمردين التي يزورها منذ امس مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الاوسط جيفري فيلتمان الذي اعلن اليوم انه سلم المجلس الوطني الانتقالي دعوة رسمية لفتح مكتب تمثيلي له في واشنطن. وكان جيري فيلتمان وهو اعلى مسؤول امريكي يزور معقل المتمردين شرق ليبيا قد التقى امس باعضاء من المجلس الوطنى الانتقالي الذي شكله المتمردون الليبيون منهم رئيس المكتب التنفيذي للتنظيم محمود جبريل الذي زار واشنطن خلال الفترة من 10 الي 13 من الشهر الجارى.