نيويورك - دعت جبهة البوليزاريو المغرب إلى احترام التزاماته الدولية بخصوص مسألة الصحراء الغربية و الكف "عن استراتيجية الامر الواقع". و أوضح ممثل جبهة البوليزاريو في الاممالمتحدة احمد بوخاري لواج عشية الاجتماع غير الرسمي الثامن الذي سيجمع الجانبين يومي 20 و 21 جويلية بمنهاست (نيو يورك) "اننا لا زلنا نامل من المغرب العودة إلى التعقل و الالتزامات التي اقررناها معا امام المجتمع الدولي سنة 1991 و سنة 1997 قبل ان يعتمدها مجلس الامن الدولي". كما ذكر بان الهدف من تلك الالتزامات الدولية تتمثل "في الشروع في مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية و السماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه الثابت في تقرير المصير عبر استفتاء تنظمه الاممالمتحدة بالتعاون مع الاتحاد الافريقي". و تابع الممثل الصحراوي لدى الاممالمتحدة يقول ان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون كان قد اكد في تقريره الاخير حول الصحراء الغربية (أبريل 2011) على "الضرورة الملحة في احترام ذلك الحق المقدس المتمثل في تقرير المصير المعترف به منذ سنوات ال60 لجميع الشعوب على غرار شعبنا الذي يعانى من احتلال اجنبي". في هذا الصدد ابرز بوخاري ان جبهة البوليزاريو "تتعزز كل يوم بالدعم الدولي و مشروعية هذا السبيل المتمثل في حق تقرير المصير و ذلك كما يؤكده القرار التاريخي المتعلق باقامة علاقات دبلوماسية بين بلدنا و جمهورية جنوب السودان التي كان استقلالها نتاج مخطط للسلام مستوحى من المبادئ ذاتها لمخطط اخر اعده المبعوث الشخصي الاسبق للامين العام للامم المتحدة للصحراء الغربية (جيمس بيكر) و تبناه مجلس الامن الدولي سنة 2003 ". كما أشار إلى انه على الرغم من المحاولات المغربية لتاكيد العكس خلال السنوات الاخيرة "الا ان الوقائع تظهر مرة اخرى ان ممارسة هذا الحق من قبل الشعب الصحراوي يبقى السبيل الوحيد القابل للتنفيذ و القاسم المشترك الموجود بين الجانبين و الاممالمتحدة من اجل المضي قدما نحو سلام عادل و نهائي و يعود بالفائدة على الشعبين الشقيقين و الجارين" مضيفا "اننا نؤمن بذلك ايمانا راسخا". و تابع الممثل الصحراوي لدى الهيئة الاممية ان جبهة البوليزاريو و الشعب الصحراوي "لا يمكنهما الا ان يتاسفا مرة اخرى لاستمرار المغرب في استراتيجية الامر الواقع في الصحراء الغربية التي تتنافى مع الشرعية الدولية و بالتالي فهو لا يقوم الا باضافة عراقيل اخرى للجهود التي تبدلها الاممالمتحدة من اجل تحقيق سلام طالما تاقت اليه المنطقة و المجتمع الدولي برمته". و أكد بوخاري الذي أشار إلى أن إدراج الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية ضمن الاستفتاء الأخير حول تعديل الدستور في 1 جويلية بالمغرب لدليل حي على استراتيجية الأمر الواقع مضيفا أن هذا الوضع "بلغ بكل صراحة خط الابتزاز المجاني". و بالتالي اعتبر أن الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة و مجلس الأمن "مدعوان أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتهما من أجل حماية مسارالمفاوضات من الآثار المضرة لإستراتيجية تعرض للخطر الهدف الذي قامت من اجله". و للتذكير فقد حذر رئيس الجمهورية العربية الصحراوية محمد عبد العزيز في رسالة بعث بها إلى بان كي مون في شهر جوان المنصرم من تداعيات إدراج الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية في الاستفتاء حول إصلاح الدستور بالمغرب. و جاء في رسالة الرئيس الصحراوي "إن الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية" مشيرا إلى أنها مسجلة لدى الأممالمتحدة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار منذ أزيد من أربعين سنة. و طالب الرئيس الصحراوي الأممالمتحدة "باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لجعل المغرب يعدل عن هذا القرار الذي يمثل تعديا على الحدود الدولية المعترف بها دوليا و انتهاكا صريحا لميثاق و قرارات الأممالمتحدة و القانون الدولي". و ستجري الجولة الثامنة غير الرسمية بين جبهة البوليزاريو و المغرب تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية كريستوفر روس بحضور وفدين عن كلا الطرفين و ممثلين عن كلا البلدين الملاحظين و هما الجزائر و موريتانيا. و كان الطرفان قد باشرا في جوان 2007 مفاوضات مباشرة تحت رعاية الأممالمتحدة بأربع جولات جرت بمانهاست (الولاياتالمتحدة) و سبع اجتماعات غير رسمية بفيينا (النمسة) و لافاليت (مالطا) و مانهاست.