تنتهي اليوم، بمنتجع مانهاست بالقرب من مدينة نيويوركالأمريكية، الجولة الثامنة غير الرسمية من المفاوضات بين جبهة البوليزاريو والمغرب لتسوية قضية النزاع في الصحراء الغربية تحت إشراف الأممالمتحدة.وعشية انطلاق هذه الجولة، التي تدوم يومين، دعت جبهة البوليوزرايو المغرب إلى احترام التزاماته الدولية بخصوص مسألة الصحراء الغربية والكف ''عن إستراتيجية الأمر الواقع''، التي ما انفكت تنتهجها للتسويف وربح الوقت. وقال السيد أحمد بوخاري، ممثل جبهة البوليزاريو في الأممالمتحدة، ''أننا لا زلنا نأمل من المغرب أن يعتقل وأن يعود إلى التعقل والالتزامات التي أقررناها معا أمام المجتمع الدولي سنة 1991 وسنة 1997 قبل أن يعتمدها مجلس الأمن الدولي''. كما ذكر بأن الهدف من تلك الالتزامات الدولية يتمثل ''في الشروع في مسار تصفية الاستعمار من الصحراء الغربية والسماح للشعب الصحراوي بممارسة حقه الثابت في تقرير المصير عبر استفتاء تنظمه الأممالمتحدة بالتعاون مع الاتحاد الإفريقي''. وعاد المسؤول الصحراوي إلى تقرير الأمين العام الأممي الأخير حول الصحراء الغربية شهر أفريل الماضي والذي أكد مجددا على ''الضرورة الملحة لاحترام ذلك الحق المقدس، المتمثل في تقرير المصير المعترف به منذ ستينات القرن الماضي لجميع الشعوب على غرار شعبنا الذي يعاني من احتلال أجنبي''. وأكد بوخاري أن القضية الصحراوية تتعزز كل يوم بالدعم الدولي ومشروعية حق تقرير المصير، مستدلا في ذلك باعتراف دولة جنوب السودان الحديثة الولادة بجمهورية الصحراء الغربية. وهو ما جعله يتأسف لاستمرار المغرب في استراتيجية الأمر الواقع في الصحراء الغربية والتي تتنافى مع أدنى مبادئ الشرعية الدولية وقال أن إدراج الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية ضمن الاستفتاء الأخير حول تعديل الدستور بداية جويلية الجاري بالمغرب لدليل حي عن هذه الاستراتيجية، وهو ما يعني أن الوضع ''بلغ بكل صراحة خط الابتزاز المجاني''. واعتبر أن الأمين العام الأممي ومجلس الأمن الدولي ''مدعوان أكثر من أي وقت مضى إلى تحمل مسؤولياتهما من أجل حماية مسار المفاوضات من خطر الفشل المحتوم''. وكان الرئيس الصحراوي، محمد عبد العزيز، حذر، في رسالة بعث بها إلى بان كي مون شهر جوان الماضي، من تداعيات إدراج الأراضي المحتلة في الصحراء الغربية في الاستفتاء حول إصلاح الدستور بالمغرب. وجاء في الرسالة ''أن الصحراء الغربية ليست أرضا مغربية''، مشيرا إلى أنها مسجلة لدى الأممالمتحدة ضمن الأقاليم التي تنتظر تصفية الاستعمار منذ أزيد من أربعين سنة. وطالب الرئيس الصحراوي الأممالمتحدة ''باتخاذ كل الإجراءات اللازمة لجعل المغرب يعدل عن هذا القرار، الذي يمثل تعديا على الحدود الدولية المعترف بها وانتهاكا صريحا لميثاق وقرارات الأممالمتحدة والقانون الدولي''. للإشارة، فإن الجولة الثامنة غير الرسمية بين جبهة البوليزاريو والمغرب تعقد تحت إشراف المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة من أجل الصحراء الغربية كريستوفر روس بحضور وفدين عن الطرفين وممثلين عن البلدين الملاحظين الجزائر وموريتانيا. وكان الطرفان قد باشرا في جوان 2007 مفاوضات مباشرة تحت رعاية الأممالمتحدة بأربع جولات جرت بمانهاست بالولايات المتحدة وسبع اجتماعات غير رسمية بالعاصمة النمساوية فيينا ولافاليت بمالطا ومانهاست. وباءت هذه الاجتماعات جميعها بالفشل بسبب استمرار التعنت المغربي الرافض لأي تسوية، والمصر على مخططه للحكم الذاتي كقاعدة وحيدة للتفاوض على مصير الصحراء الغربية. وفي انتظار ما ستسفر عنه هذه الجولة الجديدة، أكد رئيس بلدية نابولي لويجي دي ماجيستريتس، الذي انتخب مؤخرا على رأس هذه البلدية، أنه يدعم نضال الشعب الصحراوي من أجل تقرير المصير. وقال عمر ميح، ممثل الدبلوماسية الصحراوية بايطاليا، إن رئيس بلدية نابولي ولدى استقباله مجموعة من الأطفال الصحراويين -يقضون عطلتهم بهذه المدينة- أكد دعمه كل مسارات النضال من أجل الحرية والحق في تقرير المصير. واعتبر لويجي دي ماجيستريتس أنه يتعين أن تكون ''نابولي مدينة للتضامن وأن تكون بمثابة مرجعية لشعوب منطقة حوض المتوسط، الذي يقلص المسافة بين أوروبا والعالم السائر في طريق النمو''. وبمناسبة قدوم الأطفال الصحراويين في زيارات استجمام وتبادل إلى ايطاليا، تنظم كل سنة تظاهرات للتضامن السياسي مع نضال الشعب الصحراوي من أجل ممارسة حقه في تقرير مصيره بكل حرية.