الجزائر - يبحث أعضاء الإتحاد الإفريقي يوم التاسع أوت الجاري في مؤتمر بأديس أبابا السبل الكفيلة بتخفيف معاناة ضحايا أسوا جفاف تعرفه منطقة القرن الإفريقي منذ 60 عاما سيما الصومال والذي بات يهدد مناطق جديدة الأمر الذي إستدعى تعبئة دولية مكثفة لمساعدة المتضررين من هذه الازمة. ودعا نائب رئيس الإتحاد الافريقى اراستوس موينشا المشاركون في المؤتمر من رؤساء دول إفريقية ومنظمات إقتصادية إقليمية وشركاء دوليون "الى البحث بجدية عن كيفية المساهمة في تخفيف معاناة" ضحايا الجفاف. وأكد أن "الحاجة فورية لكن وضع الشعب الصومالي الحرج سيتفاقم بحسب جميع التقديرات الواردة ميدانيا" مشيرا الى أن الإتحاد الإفريقي أنفق حتى الآن 500 ألف دولار لمساعدة ضحايا الجفاف. وأمام تردي الأوضاع في المنطقة سيما في الصومال رفعت الاممالمتحدة الجمعة الماضى سقف قيمة المساعدات المطلوبة من 4ر1 إلى 2ر4 مليار دولار لمساعدة حوالي 12 مليون شخص يعانون من الجفاف فى المنطقة بكاملها موضحة أن وكالاتها وشركاءها تلقوا حتى الان مليار دولار من المانحين. وإستجابت المفوضية الاوروبية للدعوات الاممية وقررت تخصيص 8ر27 مليون يورو إضافية الى منطقة القرن الإفريقي مشيرة إلى أنها قدمت بالفعل 70 مليون يورو إلى المنطقة هذاالعام. وقالت كريستالينا جيورجيفا مفوضة الإتحاد الأوروبي لشؤون المساعدات الانسانية في بيان لها إن "هذه الازمة غير المسبوقة في منطقة القرن الإفريقي تتطلب استجابة غير مسبوقة" مشيرة إلى انه بالاضافة إلى التمويل الجديد الذي ستقدمه المفوضية والبالغ 8ر27 مليون يورو فإنها استهلت عملية لجمع 60 مليون يورو للتخفيف من معاناة الكثير من سكان المنطقة. و أشارت جيورجيفا في البيان إلى أن "إجمالي مساعدات المفوضية سيبلغ 158 مليون أورو" موضحة أن الاوروبيين "استجابوا بسخاء مع هذه الازمة" لكنها قالت "ان الموقف يزداد سوءا وخاصة في الصومال". وفى الصومال الذي يفتقد لحكومة مركزية منذ 1991 يعانى أزيد من 25 مليون طفل من الازمة وهم بحاجة ماسة لمساعدات فورية حسب ما أكده صندوق الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) اليوم. وتحت وطأة الجفاف وكذا المعارك التي تعيشها الصومال فقد سجل مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية للشرق الأوسط وشمال إفريقيا ووسط آسيا (أوتشا) فرار أزيد من 2300 شخص يوميا من البلاد إلى مخيمات اللاجئين التى باتت مكتظة في اثيوبيا وكينيا المجاورتين. وقال المكتب أن نحو 1300 صومالي يصلون يوميا إلى مخيمات اللاجئين التي خصصت لهم في كينيا وإثيوبيا بينما يصل نحو 1000 آخرين إلى العاصمة مقديشو فرارا من الجفاف والمجاعة من جهة وخوفا من الأوضاع الأمنية المتردية هناك من جهة أخرى. وذكر المصدر "إن النساء والأطفال يسيرون على أقدامهم لأيام تحت ظروف صعبة للوصول إلى مخيمات اللاجئين وهم في حالة إعياء ووضع صحي سيئ للغاية". ويفوق عدد اللاجئين الصوماليين الفارين من المجاعة والجفاف في كينيا 400 ألف لاجئا وضعوا في مخيمات بكينيا حسبما أفاد به برنامج الأغذية العالمي اليوم. وأكدت من جهتها المتحدثة باسم البرنامج تزايد عدد الوافدين يوميا على مخيمات اللاجئين بكينيا مشيرة إلى تدهور أوضاع هؤلاء. وتتوقع الهيئات الأممية تواصل الأزمة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر خاصة في الصومال أين يتوقع انتشارها في بقية أنحاء جنوب البلاد خلال شهر أو شهرين ما يتسبب في ارتفاع عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية بنحو 25 في المائة. وتشهد الصومال التي تعتبر واحدة من أخطر الاماكن في العالم من الناحية الامنية حالة فوضى وانفلاتا أمنيا وتعيش بدون حكومة مركزية فعالة منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد سياد بري في عام 1991. وتسيطر حركة "الشباب المجاهدين" المتمردة على مناطق كبيرة من العاصمة وأجزاء أخرى من البلاد وترفض أي تفاوض مع الحكومة فيما تسيطر الحكومة الانتقالية على أجزاء من العاصمة بمساعدة قوات حفظ السلام الإفريقية "أميصوم".