يتوجه رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة اليوم إلى شرم الشيخ بمصر للمشاركة في أشغال الدورة الحادية عشر العادية لقمة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي المقررة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين، حيث أفاد بيان لرئاسة الجمهورية أن المناقشات في هذه القمة ستتركز على كيفية تحقيق أهداف الألفية للتنمية بالنسبة لمياه الشرب والتطهير. يضم جدول أعمال قمة الاتحاد الإفريقي على نقاط أخرى مرتبطة بقضايا السلم والأمن في القارة الإفريقية، وسيشارك رئيس الجمهورية أيضا في ثلاثة اجتماعات على مستوى القمة تجري عشية افتتاح ندوة رؤساء دول وحكومات الإتحاد الإفريقي، ويتعلق الأمر باجتماع مجلس السلم والأمن للإتحاد بالإضافة إلى الدورة ال19 للجنة رؤساء الدول والحكومات المكلفة بتنفيذ مبادرة النيباد والدورة التاسعة لمنتدى البلدان المشاركة في الآلية الإفريقية للتقييم من قبل النظراء. من جهة أخرى رفع المندوبون الدائمون للدول الأعضاء في الاتحاد الإفريقي خلال اجتماعهم الأربعاء الفارط بشرم الشيخ للإعداد للقمة الإفريقية المقرر عقدها بعد غد عددا من المواضيع السياسية والاقتصادية والاجتماعية على وزراء خارجية الدول الإفريقية في اجتماعهم أمس، وتتعلق هذه المواضيع بالتعاون بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة خاصة في مجال دعم وتمويل عمليات حفظ السلام وتعزيز التنسيق والتشاور بين منظومة السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة من خلال تبادل المعلومات وسرعة إقرار الأنماط الملائمة والشروط الضرورية لاعتبار مهام حفظ السلام الإفريقية مهاما أممية وإتاحة التمويل اللازم من خلال المساهمات العادية لأعضاء الأممالمتحدة مع العلم أن آخر اجتماع بين مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي كان في أفريل الماضي تم التوقيع على برنامج الدعم العشري بين الاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة. كما تناول المجتمعون على مدى يومين التعاون العربي الإفريقي، حيث أكد المجتمعون على أهمية الإسراع بعقد مؤتمر القمة العربي الإفريقي الثاني وطرح آليات جديدة للتعاون بين الجانبين، وقد أكد المندوبون من جهة أخرى على وضع التنمية الزراعية على قمة الأولويات الإفريقية في الفترة القادمة باعتبارها تمثل أفضل السبل في التعامل الإفريقي مع كافة المشاكل والتحديات التي تواجهها القارة لما يمثله ذلك من دفع لعجلة الاقتصاديات الوطنية وزيادة قدرتها. وتناولوا كيفية التعامل مع ارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميا مطالبين في هذا السياق شركاء التنمية ومؤسسات التمويل الدولية بإيلاء اهتمام أكبر بتطوير قطاع الزراعة في القارة الإفريقية وعقد اجتماع رفيع المستوى بين إفريقيا وشركاء التنمية ومؤسسات التمويل لبحث سبل دعم الجهود الإفريقية للتعامل مع أزمة ارتفاع أسعار الغذاء العالمية. وأشار المندوبون إلى مختلف التدابير والخيارات للتعامل مع أزمة ارتفاع أسعار الغذاء عالميا منها قصيرة الأمد من خلال تقديم مساعدات غذائية أو نقدية عاجلة للدول المتضررة أو متوسطة وطويلة المدى من خلال بناء قدرات الدول الإفريقية لإنتاج محاصيل زراعية ذات كثافة إنتاجية عالية وتقليل الفاقد في الإنتاج الزراعي . ومن جهة أخرى صرح نائب رئيس المفوضية الإفريقية أرستوس موينشا في ندوة صحفية إن الموضوع الرئيسي للقمة الإفريقية التي ستفتتح بعد غد سيكون " تحقيق أهداف الألفية للتنمية بالنسبة للمياه والصرف الصحي، مشيرا إلى أن القمة ستركز على مسألة ارتفاع أسعار الغذاء الحالية والسلع الزراعية. وأضاف أن القمة الإفريقية ستبحث عددا من الموضوعات المقترحة من الدول الأعضاء ما في ذلك التعاون بين الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والتعاون العربي الإفريقي والتكامل بين التجمعات الاقتصادية الإقليمية في إفريقيا والأمن الغذائي، إضافة لبحث موضوع إصلاح المفوضية الإفريقية وتحقيق أهداف الألفية للتنمية. كما تناولت أشغال المندوبين عددا من المواضيع السياسية والتي لها علاقة بأزمات القارة خاصة الأوضاع في دارفور والمشاكل بين السودان وتشاد والتوترات بين جيبوتي واريتريا والوضع في الصومال إلى جانب مسألة تشكيل الحكومة الإفريقية واستكمال عملية التكامل والتنسيق بين الدول الأعضاء حسب ميثاق الاتحاد الذي حل محل منظمة الوحدة الإفريقية. وردا على سؤال حول مسألة إقامة حكومة الاتحاد الإفريقي ومدى الخلافات بين مواقف الدول الأعضاء منها قال نائب رئيس المفوضية الإفريقية أن هناك نقاشا حول هذا الموضوع لكن هذا لا يعنى أن هناك أي دولة افريقية تعارض هذه الفكرة، موضحا أن النقاش يدور حول المدى الزمني الذي يمكن خلاله إقامة حكومة الاتحاد الإفريقي.