بينما يتزايد عدد ضحايا المجاعة في الصومال وتدفق أفواج الجياع على دول الجوار بحثا عن ما يسد رمقهم، تدق الأممالمتحدة ومنظمات الإغاثة أجراس الخطر من استمرار الأزمة وشح المساعدات لاسيما بعد وفاة نحو 29 ألف طفل خلال 3 أشهر. رغم التحذيرات من تداعيات خطيرة وصور الأطفال المتضورين جوعا في المنطقة وخاصة الصومال التي تمزقها الحرب، لم يتحرك المجتمع الدولي بالسرعة الكافية لتقديم المساعدات اللازمة؛ إذ لاتزال المجاعة تعصف بالمنطقة وتهدد حياة الملايين، حيث أودت بحياة نحو 29 ألف طفل حتى الآن وفق تقديرات الأممالمتحدة، بينما يتواصل تدفق اللاجئين الصوماليين يوميا على مختلف المخيمات في دول الجوار، كينيا وأثيوبيا وجيبوتي، هربا من ويلات الحرب وبحثا عن المساعدات الغذائية، التي تمنع وصولها إليهم حركة الشباب الإسلامية المتشددة، وفق ما يؤكد برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة. وفي سياق متصل دعت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون هذه الحركة الخميس (إلى السماح بمرور المساعدات الغذائية، لافتة إلى أن أكثر من 3 ملايين نسمة بحاجة ماسة إليها. وقالت: "أناشد حركة الشباب أن تسمح بأن يتم تسليم المساعدات دون أي قيود على الإطلاق في أرجاء المنطقة التي تسيطر عليها حاليا حتى يمكن إنقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح." وتصف الأممالمتحدة الأزمة الحالية التي تمر بها الصومال بأنها "أسوأ أزمة إنسانية في العالم وأسوأ أزمة غذائية منذ المجاعة التي شهدتها الصومال في 1991-1992". وتقدر الأممالمتحدة أن أكثر من ثلاثة ملايين و200 ألف صومالي باتوا بحاجة إلى "مساعدات إنسانية فورية لإنقاذ حياتهم". كما أعربت الأممالمتحدة عن خشيتها من امتداد المجاعة إلى كل مناطق جنوب الصومال خلال الأسابيع الأربعة أو الستة المقبلة واستمرارها حتى ديسمبر 2011. يأتي ذلك بعد أن أعلنت قبل يومين حالة المجاعة في ثلاث مناطق جديدة جنوب الصومال. وتشمل هذه المناطق الجديدة موقعين تجمع فيهما مئات الآلاف من النازحين الصوماليين أملا في الحصول على الغذاء. من جهتها، أعلنت اللجنة الدولية للصليب الأحمر زيادة ميزانيتها لمساعدة الصومال، لكنها قالت إنها لن تستطيع المساعدة في توصيل معونات الأممالمتحدة الغذائية للصوماليين الجياع. وقال جاكوب كيلينبرغر، رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر، إن وكالته المستقلة تعزز عمليتها العاجلة لمساعدة 1.1 مليون شخص في الصومال وتطلب من المانحين 67 مليون فرنك سويسري (86 مليون دولار) إضافية في 2011. وذكر كيلينبرغر أن الصليب الأحمر يستطيع الوصول إلى جنوب الصومال الذي يسيطر متشددون إسلاميون على معظم أنحائه وذلك من خلال طريقين للإمدادات عبر مينائين صوماليين وطريق برية من كينيا لكن المنظمة الإنسانية تحتاج لمزيد من الإمدادات. ويتناقض ذلك مع ما يقول برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الذي يتوفر لديه الغذاء لكنه يقول إنه لا يستطيع الوصول إلى أكثر من مليوني صومالي في أكثر المناطق تضررا لأن حركة الشباب المتشددة منعت دخول معظم منظمات الإغاثة. وامتنع ديفيد أور المسؤول ببرنامج الأغذية العالمي في نيروبي عن التعليق على تصريحات كيلينبرغر مباشرة. وقال: "برنامج الأغذية العالمي يبحث جميع السبل مع كل الشركاء من أجل الوصول إلى المحتاجين الأكثر قربا من بؤرة المجاعة." Bildunterschrift:Großansicht des Bildes mit der Bildunterschrift: المنظمات الإنسانية تشكو شح المساعدات الدوليةولكن منظمات الإغاثة الدولية لا تشكو فقط من منعها إلى الوصول إلى المنكوبين من قبل حركة الشباب بل أيضا شح المساعدات الدولية، بحيث تؤكد الأممالمتحدة إنها بحاجة إلى مليار و400 مليون دولار إضافية لإنقاذ أرواح المنكوبين، وفق ما تقول رئيسة العمليات الإنسانية فاليري اموس. كما لم تكن الإشارة الصادرة عن الاتحاد الإفريقي مشجعة، إذ أنه أجل مؤتمر المقرر في 9 من الشهر الجاري إلى 25 من نفس الشهر والرامي إلى جمع الأموال بصورة عاجلة. وكان اجتماع دولي عاجل عقد الأسبوع الماضي في روما لجمع الأموال لكن المنظمات غير الحكومية انتقدت ضعف التزام المانحين. وتعاني بلدان القرن الإفريقي من جفاف يصل عدد المتضررين به إلى 12 مليون نسمة، فإلى جانب الصومال تعاني من تبعات الجفاف وتردي المحاصيل كل من كينيا وأثيوبيا وجيبوتي وشمال أوغندا وبعض مناطق اريتريا.