وهران -قال رئيس المجلس العالمي للطاقة بيار غادونيكس أن أحداث الربيع العربي أصبحت تتجلى كمعطى جديد بالنسبة للسوق العالمية للطاقة إلا أنها لن تؤثر على تطورها في المدى الطويل. و أوضح غادونيكس خلال ندوة صحفية نشطها بمعية الرئيس المدير العام لمجمع سونلغاز نور الدين بوطرفة أن "قناعتنا على مستوى المجلس العالمي للطاقة هي أن الرهانات في المجال الطاقوي تعد رهانات طويلة الأمد التي يمكن أن تمتد إلى 30 سنة و بالتالي فان تغيرات أسعار النفط التي رافقت الربيع العربي لا ينبغي أن تؤثر على تلك الآفاق على المدى الطويل". وتابع يقول أن الاستثمار في الطاقات الاحفورية أو النووية أو الطاقات المتجددة تعد مشاريع على المدى الطويل و لا يمكن أن تتأثر بعوامل جديدة. كما اعترف رئيس المجلس العالمي للطاقة بان السوق الطاقوية على العموم والنفطية بشكل خاص تواجه تأثيرات متعددة من بينها الربيع العربي. و أوصى في هذا الخصوص "بضرورة تبني سياسات عمومية تستجيب لانشغالات طويلة الأمد مع الأخذ بالحسبان العوامل الآنية". و أشار كذلك إلى أن السياسات العمومية في مجال الطاقة كفيلة لوحدها بإعطاء اشارات إيجابية و مطمئنة للمستثمرين الذين يريدون الاستثمار في مشاريع طاقوية. كما أضاف قائلا أن "السوق الطاقوية ليست قادرة حاليا على إعطاء تلك الإشارات" مؤكدا على أن أي سياسة في هذا الاتجاه يجب أن تستجيب لثلاثة أهداف تتمثل في تحقيق النمو و ضمان التموين و تسهيل الحصول على الطاقة. كما اعتبر غادونيكس ان "الجزائر تجسد بشكل جيد السياسات الطاقوية المستقبلية التي ستاخد بعين الاعتبار تعزيز الاحتياطات من المحروقات و الاستثمار في الطاقات البديلة". من جانبه اشار بوطرفة الى ان الجزائر التي تتوفرعلى امكانيات شمسية كبيرة قادرة على الذهاب الى نظام طاقوي هجين الذي يمكن تعزيزه كذلك باكتشافات هامة من الغاز النضيد. كما اضاف ان الجزائر التي تريد انجاح هذا الانتقال الطاقوي خلال السنوات ال30 المقبلة مطالبة بان تبدا مبكرا من خلال تسريع عملية الحصول على التكنولوجيا الضرورية لتطوير الطاقات المتجددة. اما بخصوص الحصول على الطاقة فقد اكد بوطرفة على ضرورة التوفيق بين المصالح المتضاربة للمستهلكين و المنتجين من اجل ضمان وفرة للطاقة و الحد من الفقر الطاقوي الذي يمس اكثر من 5ر1 مليار شخص عبر العالم. و تابع يقول ان الامر يتعلق "بمشاكل اخلاق و عدل و انصاف و هي مشاكل تتخطى عالم الاعمال". و خلص غادونيكس في الاخير الى ان الحوار بين البلدان المنتجة و المستهلكة ينبغي ان يستجيب للانشغال المتعلق بتبني نظرة طويلة الامد تسمح بتحفيز الاستثمارات الطاقوية التي يحتاجها العالم.