قرر المجلس العسكري في غينيا بيساو حل "كل المؤسسات" وتشكيل مجلس وطني انتقالي غذاة الانقلاب الثاني الذي تشهده البلاد في اقل من شهر فيما يرتقب وصول بعثة "ايكواس"في مسعى لإيجاد حل للازمة السياسية و استرجاع النظام الدستوري في البلاد. ودعا قادة الجيش امس الفاعلين السياسيين لبدء محادثات بهدف تشكيل حكومة انتقالية عقب الانقلاب العسكري الذي اطيح بالرئيس المؤقت رايموندو بيريرا الخميس الماضي و احتجازه هو و رئيس وزرائه كارلوس دومينغوس غوميز جينيور. وقال المتحدث باسم الاحزاب المشاركة في الاجتماع الذي دعا اليه القادة العسكريون ان تشكيلة المجلس الانتقالي المرتقب و عدد اعضائه و مدته "ستحدد خلال اجتماع الاحزاب السياسية المقرر اليوم الاثنين لتقدم فيه هذه الاحزاب مقتراحاتها للانقلابيين". وأكدت التقارير الواردة من العاصمة بيساو اجراء اجتماع الاحزاب السياسية الرئيسية بعد صدور اوامر من المجلس العسكري بإيجاد حل سلمي للازمة التي تعصف بالبلاد ومطالبته بتشكيل "حكومة وحدة انتقالية تتيح لهم السيطرة على وزارتي الدفاع و الداخلية. و رفض الحزب الرئيسي في البلاد "الحزب الافريقي لاستقلال غينيا-بيساو والرأس الأخضر" الذي يتزعمه رئيس الوزراء كارلوس غوميس جينيور اقتراح تشكيل الحكومة الانتقالية معلنا عدم قبوله لاي مقترحات "غير دستورية و ديمقراطية" و مطالبا بالافراج عن رئيسه الموقوف في حنين سعت احزاب المعارضة لمناقشة ترتيبات جديدة مطالبة العسكريين بالاحتفاظ بوزارتي الدفاع و الداخلية. وفي انتظار تأسيس المجلس الانتقالى تم تشكيل لجنتين احدهما مكلفة بالشؤون الدبلوماسية والثانية بالشؤون الاجتماعية. و من المقرر ان تلتقى اللجنة الدبلوماسية بوفد من المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا (ايكواس) الذبي ينتظر وصوله في وقت لاحق اليوم لبحث الوضع و المحاولة في عودة النظام الدستورى في غينيا بيساو ومواصلة العملية الانتخابية الرئاسية التي علقت نتيجة انقلاب الخميس الماضي . وكان قرار إرسال هذه البعثة الى بيساو قد اتخذ في ختام إجتماع وزاري غير عادي لمجلس وساطة وأمن المجموعة الاسبوع الماضي في أبيدجان /كوت ديفوار. و يذكر ان رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي جان بينغ دعا امس كل الاطراف المعنية في غينيا بيساو على اعلاء المصلحة العليا لبلادهم وعدم تقويض الجهود التي بذلت خلال السنوات الاخيرة لارساء استقرار دائم في البلاد مجددا رفض الاتحاد الافريقي لأي محاولات لتغيير الحكومات بأسلوب غير دستوري. وقال بينع في بيان أصدره بأديس أبابا اليوم إنه يجري مشاورات مستمرة مع زعماء التجمع الاقتصادي لدول غرب إفريقيا "الإيكواس" وكذلك مع شركاء الاتحاد الافريقي لتنسيق رد صارم مع التطورات الجارية في غينيا بيساو والتي تمثل تحديا للشرعية الدستورية. وبالتزامن مع هذه التطورات اعلن المجلس العسكري اغلاق كافة المعابر الحدودية و الجوية و البحرية ل"اجل غير محدد"بعد قرار البرتغال ارسال سفينتين و طائرة عسكرية لاجلاء رعاياها. واكد المتحدث باسم الانقلابيين الكولونيل دابا نا ولنا في هذا الصدد ان "جيش غينيا بيساو له مهمة الدفاع عن سلامة اراضيه" و من جهته قال لمتحدث باسم احزاب المعارضة فرناندو فاز ان"السفن البرتغالية لن تدخل مياهنا الاقليمية الا اذا سمح لها بذلك". وكانت البرتغال قد اعلنت عن انطلاق "قوة التدخل الفوري" التابعة في غينيا بيساو "في حالة ما اذا استدعى الامر اجلاء رعاياه و رعايا اجانب اخرين". في هذه الاثناء دعت ثلاثة نقابات بقطاع القضاء الى تنظيم اضراب لمدة 30 يوما قابلة للتجديد للمطالبة بتحسين ظروف العمل و الامنى فيما تشهد العاصمة بيساو فرار مئات المواطنين باتجاه المناطق الداخلية والدول المجاورة مثل السنغال. وقالت مصادر اعلامية ان فرار السكان جاء نتيجة شعورهم بانعدام الامن وذلك بعد أيام من إطاحة المجلس العسكري بالحكومة . وتأتي هذه الإضطرابات ضمن مناخ سياسي محتقن بغينيا بيساو مع دعوة 5 مرشحين من المعارضة الى مقاطعة الدور الثاني للإنتخابات الرئاسية ب"سبب عملية تزوير كبيرة يجري تنفيذها "لفائدة رئيس الوزراء المنتهية ولايته ومرشح الحزب الحاكم". وكان الرئيس السابق كومبا يالا و 4 مرشحين آخرين من المعارضة (مانويل سيريفو نهامادجو وانريك روزا وسيريفو بالدي وأفونصو تييست) قد رفضوا الأحد الماضي قرارا اتخذته المحكمة العليا ويقضي بقبول نتائج الدور الأول من الانتخابات الرئاسية ودعوا الى مقاطعة الدور الثاني المقرر إجراؤه في 19 أفريل الجاري. وتضع نتائج الدور الأول رئيس الوزراء السابق كارلوس كوميس جينيور في المقدمة ب 48,97 في المائة من الأصوات يليه منافسه في الدور الثاني كومبا يالا ب 23,26 في المائة من الأصوات. وكان من المقرر اجراء جولة ثانية للانتخابات الرئاسية بين رئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور ومنافسه" الاساسي" المعارض والرئيس الاسبق كومبا يالا فى 29 افريل الا ان هذا الاخير المدعوم من المرشحين الذين تم استبعادهم من الجولة الاولى فى 18 مارس الماضي قرر عدم المشاركة بعد تنديده بحصول تزوير فى هذه الجولة.