يحيي الفلسطينيون اليوم الثلاثاء الذكرى ال 45 للنكسة رافعين راية التوحيد والاستماتة لغاية استعادة حقوقهم المشروعة في أرضهم التي يواصل الاحتلال في نسج مخططاته التوسعية الخطيرة بها ويستمر في ضرب صميم الامة الفلسطينية في أمنها واستقرارها وسيادتها. ويقف الفلسطينيون اليوم داخل فلسطين وفي الشتات على ما اقترفته أيادي المحتل الاسرائيلي من تهجير واستيلاء على مزيد من الاراضي الفلسطينية عبر مخططاتها الاستيطانية التي تعكس مشاريعه التوسعية وأطماعه الاستعمارية التي لم تتوقف منذ النكبة مرورا بالنكسة وحتى يومنا هذا. وبهذه المناسبة، أكد الدكتور مصطفى البرغوثي الأمين العام ل"حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية" انها "تمر والشعب الفلسطيني الفلسطيني يرزح تحت الاحتلال الساعي الى انهاء فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وتحويلها الى كانتونات وسجون". و اكد أن بقاء الاحتلال" قائما حتى يومنا هذا يمثل وصمة عار للإنسانية والمجتمع الدولي الذي يتبنى مفاهيم الحرية والديمقراطية والحق في تقرير المصير ويغض الطرف عن الظلم التاريخي والاضطهاد والقهر الذي لحق بالشعب الفلسطيني". وقال البرغوثي أن نضال الشعب الفلسطيني" سيتواصل حتى دحر الاحتلال وكنس الاستيطان وتحقيق حريته واستقلاله "ودعا المجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته الإنسانية والأخلاقية لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حقوقه المشروعة وفي مقدمتها اقامة دولته المستقلة على جميع الاراضي المحتلة عام 67 بما فيها القدس عاصمة العتيدة التي تتعرض لحملة تهويد خطيرة. ومن جانبهما اكدت حركتا المقاومة الإسلامية "حماس" والجهاد الإسلامي في فلسطين اليوم على أن المقاومة هي "خيار" الشعب الفلسطيني لاستعادة حقوقه وأراضيه المحتلة. وشددت حماس فى بيان لها فى الذكرى الخامسة والأربعين ل"نكسة جوان "على أن وحدة الشعب الفلسطيني" خطوة ضرورية على طريق التحرير واستعادة الحقوق الفلسطينية مؤكدة تمسكها بالمصالحة الفلسطينية وبذلها لكل الجهود لتطبيقها". كما اكدت حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين "ثالث اكبر الفصائل "تمسكها بالثوابت والحقوق واستمرار المقاومة حتى إنهاء الاحتلال الاسرائيلي "مهما كلفها ذلك من ثمن وتضحيات". وقالت انه" لا سبيل للتصدي للاحتلال وسياسته التعسفية إلا بدعم المقاومة وتعزيز قدراتها كخيار يكفل عدم السماح باستقرار العدو واستمرار حالة المواجهة والاشتباك مع جيشه ومستوطنيه". وفي الذكرى ال 45 للنكسة كشف خبير الخرائط والاستيطان خليل لتفكجي عن ان اسرائيل منذ احتلال عام 67 "وسعت مساحة القدس من ستة كيلومترات مربعة الى 72 كيلومترا مربعا ضمن سياسة مساحة اكبر وسكان اقل في اطار تهويد المدينة". وأشار الى ان هذه "السياسة ترافقت مع الاستيطان البشري فقد كان عدد اليهود في المدينة قبل النكسة يساوي صفرا ليرتفع اليوم الى مئتي الف يستوطنون في 15 مستوطنة اقامها الاحتلال و58 الف وحدة استيطانية". وتتزامن الذكرى اليوم مع تصريحات فلسطينية متفائلة من اقتراب نهاية عمر الانقسام الفلسطيني في ظل جدية كافة القوى والفصائل الوطنية والاسلامية في تطبيق ما ورد في اتفاق القاهرة واعلان الدوحة منها بدء عمل لجنة الانتخابات المركزية في تحديث السجل الانتخابي للمواطنين في المحافظات وانطلاق مشاورات تشكيل حكومة الانقاذ الوطني واجتماعات لجنة تفعيل المنظمة. وفي هذا الاطار قال ممثل الشخصيات الفلسطينية في الضفة الغربية خليل عساف ان اتفاق المصالحة الفلسطينية "يشهد تنفيذا يوميا لبنوده" ووصف اجتماع لجنة انتخابات المجلس الوطني في العاصمة الاردنية عمان امس الاثنين ب "المثمر والهام". و تجدر الاشارة هنا الى ان اجتماعا مرتقبا اليوم بين وفدي حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) في القاهرة لبدء مشاورات تشكيل حكومة التوافق الفلسطينية في لقاء هو الثالث بين الطرفين منذ اتفاقهما في العشرين من شهر ماي الماضي على تفاهمات لتنفيذ اتفاق (إعلان الدوحة) . ويصادف اليوم 5 جوان ذكرى النكسة في العام 1967 والتي احتلت وقتها اسرائيل الجولان واستولت على قطاع غزة والضفة العربية وسيناء . وكانت ذكرى النكسة مرت العام الماضي وسط اجواء متوترة بلغت حد استعمال الجيش الإسرائيلي للسلاح ضد المتظاهرين مما أدى الى إستشهاد ثلاثة منهم من بينهم طفل وإصابة تسعة آخرين بجروح أثناء محاولتهم الدخول إلى الجولان السوري المحتل خلال الاحتفال بالذكرى ال44 للنكسة. وفي مظاهرة مماثلة أصيب أكثر من 30 مواطنا فلسطينيا على حاجز قلنديا شمال القدسالمحتلة بحالات اختناق عقب إطلاق قوات الاحتلال الإسرائيلي قنابل الغاز المسيل للدموع على المسيرة السلمية المتجه نحو الحاجز العسكري.