قالت فدوى البرغوثي، زوجة مروان البرغوثي، القيادي في حركة فتح المعتقل في أحد سجون إسرائيل، إنه حمّلها رسالة إلى مؤتمر نصرة الأسرى المنعقد في العاصمة الجزائرية. وقالت السيدة البرغوثي في تصريح ل''الخبر'' على هامش المؤتمر إن زوجها يثمّن مواقف الجزائر وحرصها ''على عدم التدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني أو فرض قرار على القيادات الفلسطينية أو المزايدة بالقضية الفلسطينية أو محاولة استغلالها لأغراض سياسية''. قال البرغوثي إن الجزائر عملت دوما على ''لمّ الشمل الفلسطيني والوحدة الوطنية الفلسطينية، واحتضنت الحوار الوطني الفلسطيني في مراحل مختلفة من عمر الثورة، واحتضنت المجالس الوطنية الفلسطينية، وفيها أعلن الزعيم الراحل الشهيد ياسر عرفات قيام دولة فلسطين وإعلان الاستقلال''.. مشيرا إلى أن الجزائر استضافت فور الانتصار الأول مكتباً للثورة الفلسطينية عام 1963 قاده أمير الشهداء، خليل الوزير، أبو جهاد، وقدمت الجزائر دعماً لا محدودا للثورة الفلسطينية ولمنظمة التحرير وللشعب الفلسطيني، وتمسكت الجزائر بمبدأ رفعته دوما ''نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة''. ووجه القيادي في حركة فتح المعتقل في أحد سجون إسرائيل مروان البرغوثي نداء للقيادات الفلسطينية للفصائل، وبالذات لحركتي فتح وحماس، للعمل الفوري لإنهاء حالة الانقسام، والتمسك بوثيقة الأسرى للوفاق الوطني. ودعا البرغوثي حركتي فتح وحماس لتحقيق إنجاز المصالحة الوطنية، قائلا: ''من زنزانتي المظلمة، وباسم آلاف الأسرى والمعتقلين، ومن وسطهم، أدعوكم للعودة إلى الشعب عبر صناديق الاقتراع، وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية ولعضوية المجلس الوطني، والتعهد بتشكيل حكومة وحدة وطنية، مهما كانت نتائج هذه الانتخابات، بما يعكس التمثيل في المجلس التشريعي القادم، وكذلك تكريس الشراكة في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطيني، على أساس ديمقراطي وجبهوي، وبما يضمن مشاركة كافة الفصائل وكذلك حركتي حماس والجهاد الإسلامي''. وأكد القيادي المعتقل أن ''حالة الانقسام الفلسطيني أدمت القلوب وتضعف الجبهة الفلسطينية، وقد حان الوقت، للحوار الأخوي الناجح والمسؤول، والعودة للالتزام بوثيقة الأسرى للوفاق الوطني''. وأضاف ''لقد أكدنا دوما على مبدأ شركاء في الدم شركاء في القرار، منذ بداية انتفاضة الأقصى المباركة، ونؤكد أن الوحدة الوطنية هي قانون الانتصار، وأن الشراكة بين فتح وحماس، وباقي الفصائل، هي ضرورة وطنية، حتى نتمكن من مواجهة المخاطر، التي تهدد شعبنا الفلسطيني، وتهدد حقوقه ومصالحه الوطنية ومستقبله''. ودعا مروان البرغوثي الحكومات العربية إلى موقف حازم للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني وقال: ''لقد حان الوقت لوقفة عربية رسمية وشعبية إلى جانب الشعب الفلسطيني الصامد المرابط، وتقديم كل الدعم، لتعزيز نضاله ومقاومته، ولإنقاذ مدينة القدس، أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين، ودعم صمود أهلها.. وقال البرغوثي: ''إن شعبنا الفلسطيني يستحق من الأمة العربية والإسلامية دعما سياسيا قويا واضحا وصريحا، وكذلك دعما ماليا واقتصاديا وإعلاميا ومعنويا، لأن الشعب الفلسطيني العظيم يسجل صمودا أسطوريا، في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، ويقف في الخندق الأول دفاعا عن شرفه وكرامته ومقدساته''. وأكد البرغوثي أن إسرائيل لا تريد السلام، وهي تواصل سياسة العدوان والاحتلال،وتهويد مدينة القدس، وسياسة الحصار الظالم على قطاع غزة، ومصادرة الأراضي، وسرقة المياه الفلسطينية، ومواصلة الاقتحامات والاعتقالات، وبناء جدار الفصل العنصري الإرهابي. وذكر أن المؤتمر ينعقد ''في ظل فشل الجهود الدولية، لإجبار إسرائيل على وقف الاستيطان، وإنهاء الاحتلال''. وشدد البرغوثي على استمرار معاناة الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي ''إن إخوانكم وأخواتكم الأسرى في السجون الصهيونية يتسلحون بالإيمان والصبر والإرادة القوية، وما هانت عزيمتهم، ولن تهون، وهم مصممون على التمسك براية المقاومة، وبراية الوحدة الوطنية، وبراية الحرية والعودة والاستقلال''. وأضاف ''يتطلع الأسرى الفلسطينيون والعرب في معسكرات الاعتقال الصهيوني إلى مؤتمركم هذا في الجزائر''.