ناشدت السلطة الفلسطينية المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات حازمة وفورية لوضع حد لانتهاكات إسرائيل بالأراضي الفلسطينية المحتلة وحملها على وقف أنشطتها الاستيطانية خاصة بالقدس وما تتعرض له من تهويد لطمس معالمها وهويتها مما يقوض من فرص السلام المتعثرة بالمنطقة. وفي هذا الصدد، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية المتكررة تجاه الشعب الفلسطيني خاصة تهويد مدينة القدس وهدم المنازل وبناء المستوطنات وإقامة جدار الفصل وهذا خلال استقباله لوزيرة الخارجية الاسبانية ترينيداد خمينيز في مدينة رام الله بالضفة الغربية. ودعا محمود عباس الى ضرورة وقف " الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة" تجاه الشعب الفلسطيني و إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على قطاع غزة منذ ثلاثة أعوام ونصف. وحث الرئيس الفلسطيني الاتحاد الأوروبي واسبانيا بصفتها عضوا فيه بلعب دور سياسي أكبر في عملية السلام إلى جانب دورها الاقتصادي الهام الذي تلعبه. من جهتها، أكدت وزيرة الخارجية الاسبانية على استمرار دعم بلادها السياسي والاقتصادي للسلطة الفلسطينية من أجل دعم بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية المستقبلية وتحفيز الإطراف من اجل العودة للمفاوضات. بدوره ناشد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية السيد مصطفى البرغوثي اليوم المجتمع الدولي فرض عقوبات على إسرائيل لحملها على تجميد الاستيطان بما في ذلك في القدس كمقدمة لانهاء الاحتلال. وخلال لقاء السيد البرغوثي مع المفوض الأوروبي العام السيد كريستيان بيرغر وكذا سفير روسيا لدى السلطة الوطنية السيد الكسندر رود اكوف كل قال البرغوثي ان الحكومة الاسرائيلية لا تريد السلام وتسعى الى استبدال فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة بحكم ذاتي تحت الاحتلال. وحذر خلال لقائه مع المفوض الاوروبي من مخاطر السياسة التوسعية الاسرائيلية في الاراضي الفلسطينية المحتلة وتنكرها للحقوق الوطنية وامعانها في انتهاك ابسط حقوق الانسان مما يبدد الامل بحل الدولتين. وأشار البرغوثي خلال لقائه سفير روسيا إلى أنه لا يمكن إحراز تقدم نحو السلام العادل بدون ممارسة ضغوط فاعلة على حكومة نتنياهو ولجم عدوانها على شعبنا وإدارتها الظهر لكل الدعوات الرامية الى وقف الاستيطان.مؤكدا على اهمية تفعيل الدور الروسي في المنطقة. ورغم النداءات الدولية المحذرة من التوسع الاستيطاني بالاراضي الفلسطينية وتداعياته السلبية على السلام في المنطقة غير ان الاحتلال ماضي في مخططاته التهويدية وانتهاكاته التي باتت شبه يومية خاصة بالقدس مما يعد انتهاكا صارخا وواضحا لابسط حقوق الانسان. وفي هذا الصدد افادت مصادر فلسطينية ان حوالي الف مستوطن وثلاثة من أعضاء الحكومة الإسرائيلية اقتحموا ما يدعون انها منطقة قبر يوسف عليه السلام شرق مدينة نابلس بالضفة الغربية وأدوا طقوسا دينية في المقام الذي شهد اخيرا أعمال ترميم. و ينفذ المستوطنون عمليات اقتحام أسبوعية للمقام الذي انسحبت منه قوات الاحتلال عام 2000 بعد مواجهات دامية مع المقاومة الفلسطينية وقعت في محيطه. كما داهمت قوات الاحتلال الاسرائيلية اليوم مسجدا في قرية "بيت دجن " شرق مدينة نابلس في الضفة الغربية. وقال رئيس المجلس القروي ببيت دجن نصر أبو جيش ان قوات الاحتلال داهمت فجرا مسجد القرية الاثري وشرعت بتصويره من الداخل والخارج اضافة الى عدد من المواقع الاثرية والبيوت القديمة ومقر المجلس القروي والنادي والمراكز الثقافية ومشاريع قيد الانشاء. وأضاف ان اجراءات تصوير تلك المناطق تركزت في وسط البلدة. مبينا انها تأتي في اطار اعتداءات الاحتلال ومستوطنيه على المقدسات الاسلامية من اجل مصادرتها وتهويدها وتدنيسها. كما أصدرت سلطات الاحتلال الاسرائيلية قرارا يقضي بالاستلاء على سطح عمارة فلسطينية بحي (بطن الهوى-الحارة الوسطى) ببلدة سلوان جنوب مسجد الأقصى المبارك. وكان الباحث المختص بشؤون الأسرى عبد الناصر فروانة ذكر امس إن قوات الاحتلال الإسرائيلي اعتقلت قرابة 850 مواطنة منذ بدء انتفاضة الأقصى سنة 2000 ولغاية اليوم منهن أمهات وفتيات وقاصرات وزوجات أسرى. وقال فروانة في بيان أن الاحتلال اعتقل قرابة 12 ألف مواطنة منذ بدء الاحتلال الإسرائيلي لباقي الأرض الفلسطينية عام 1967. وعن مخططات الاحتلال التهويدية أكد رئيس وحدة القدس فى الرئاسة الفلسطينية أحمد الرويضى أن نسبة 67 بالمائة من أهالى القدسالمحتلة يعيشون تحت خط الفقر فيما يوجد 9 آلاف طفل خارج مقاعد الدراسة،ونسبة 87 بالمائة من مساحة المدينة إما مصادرة أو محظورة بسبب مخططات الاحتلال التهويدية. ونقل مصدر صحفي اليوم عن الرويضى قوله "إن هناك خطة إستراتيجية للتنمية القطاعية فى القدسالمحتلة وضعتها وحدة القدس فى رئاسة السلطة الفلسطينية لمواجهة الظروف المعيشية الصعبة التى يعيشها المقدسيون والتحديات التى تواجههم والمشاريع الملحة التى تحتاجها المدينةالمحتلة".