عرف المشهد السياسي التونسي رسميا ميلاد حزب سياسي جديد تحت اسم (نداء تونس) بغية "احداث التوازن" في الخريطة السياسية للبلاد والدفاع على "المكاسب الحداثية" في الوقت الذي تواجه فيه حكومة حركة" النهضة الاسلامية "عدة" انتقادات" وفق ما اكده قياديو هذا الحزب الجديد . وينتظر المراقبون أن يتحول هذا الحزب الجديد - الذي اسسه الباجي قائد السبسي- إلى"أكبر منافس" لحركة "النهضة الإسلامية" خلال الاستحقاقات المقبلة بعد أن" نجح" في استقطاب عشرات الالاف من مختلف التيارات والمدارس السياسية والفكرية والإيديولوجية البورقيبية واليسارية والوسطية والحداثية والنقابية والدستورية. وحسب رضا بلحاج الناطق الرسمي باسم حركة "نداء تونس" فان العمل المستقبلي ينصب على "خلق توازن" على الساحة السياسية " و تجميع "القوى السياسية "المشتتة " وتمكين الأغلبية "الصامتة " من التعبير عن مواقفها ضمن هذا الهيكل السياسي الجديد . ويرى المتتبعون للشان التونسي ان هذا القطب السياسي الجديد جاء "لمواجهة" الائتلاف الثلاثي الحاكم (حركة" النهضة" وحزب" المؤتمر" وحزب "التكتل") لاسيما بعد "فشل " المعارضة اليسارية في "إيقاف زحف" التيارات الإسلامية على المشهد السياسي التونسي بعد ثورة 14 جانفي 2011 . وحسب القياديين في حزب "حركة نداء تونس" فانهم سيعملون خلال الفترة القادمة من اجل استقطاب احزاب المسار "الديمقراطي الاجتماعي" الذي تقوده حركة "التجديد" بزعامة أحمد إبراهيم وكذلك الحزب"الجمهوري" الذي يعتبر ائتلافا سياسيا يقوده الحزب "الديمقراطي التقدمي "بزعامة أحمد نجيب الشابي . وكان الوزير الاول السابق السيد الباجي قائد السبسي ( 86 سنة ) قد صرح في تجمع شعبي ان الغاية من تاسيس الحزب الجديد يمكن في " انشاء تيار سياسي ثالث الى جانب الائتلاف الثلاثي الحاكم بقيادة حركة النهضة الاسلامية والأحزاب اليسارية . ويسعى الباجي قائد السبسي الذي يراس التشكيلة السياسية الجديدة الى "توحيد" الأحزاب الديمقراطية والعلمانية وبالتالي"ضمان التوازن" في المشهد السياسي "الذي تطغى عليه حركة "النهضة الإسلامية" . وانتقد الحكومة المؤقتة الحالية مشددا على أن الأوضاع في البلاد "قد ساءت بشكل حاد وان الحريات تقلصت كثيرا" منذ أن فازت حركة النهضة الإسلامية في انتخابات المجلس التأسيسي في 23 أكتوبر داعيا إلى" إشراك" الجميع في إعادة الديناميكية الاقتصادية و "تكريس" الأمن والطمأنينة في ربوع البلاد. كما ان الاوضاع الاقتصادية "المتردية" التي تمر بها البلاد" وتزايد" أعمال العنف والشغب تعتبر من الأسباب التي جعلته يبادر بتأسيس حزبه الجديد. ولم يخف قياديو حزب (نداء تونس) "انفتاحهم على الدساترة والتجمعيين" في اشارة إلى المنتمين إلى حزب النظام السابق حيث انخرط العديد من مناضلي حزب "التجمع الدستوري الديموقراطي "المنحل والحاكم سابقا في صفوف حركة" نداء تونس". ولقد اثار ذلك تداعيات واسعة في بعض الاوساط السياسية التي رات في ذلك "عودة لاتباع " النظام البائد مطالبة ب"ضرورة "اقصائهم وحرمانهم من ممارسة العمل السياسي طالما ان التجمع الدستوري قد تم حله قضائيا . الا ان بعض الاطراف الاخرى دعت الى"ضرورة التعايش" مع هذه القوة السياسية "دون اهمال" عنصر المحاسبة القضائية التي"تشمل" كل من تثبت ضده قضايا الفساد او الرشوة او" ممارسة "عمليات التعذيب ابان عهد النظام البائد . ولئن كان الدستوريون انفسهم مختلفون في اساليب العمل والتوجهات المستقبلية والتصورات السياسية فان القاسم المشترك الذي يجمعهم يكمن في العودة من جديد الى الممارسة السياسية .