أعلنت تشكيلات سياسية تونسية يوم الثلاثاء تحالفها في اطار ما اسمته ب "الكتلة الدستورية" من اجل "تحديد" موقعها على الساحة السياسية قبيل الانتخابات العامة المقررة خلال الربيع المقبل. وحسب البيان المشترك الصادر في هذا الشان فان الاحزاب الستة التي اعلنت عن تحالفها هي حزب "اللقاء الدستوري" والحزب "الدستوري التونسي" و حزب" الوطن الحر" وحزب "المستقبل" وحزب "حركة الكرامة والديمقراطية" وحزب "المبادرة" . وبينت تلك التشكيلات السياسية ان هذا التكتل سيكون "حاملا" لفكر الرئيس السابق "ومؤسس الدولة التونسية الحديثة " الحبيب بورقيبة مؤكدة "ارادتها" في "إنجاح المسار الوسطي الإصلاحي الحداثي والتقدمي" وفق نص البيان . وشددت على ان هذه المبادرة" تأتي " في إطار السعي إلى "التوحد قبل موعد الانتخابات القادمة كون النجاح في كسب الاستحقاقات السياسية والاجتماعية والتنموية لن يتحقق الا من خلال توحيد الصفوف والبرامج لبناء تونس الديمقراطية" . ومعلوم ان تونس اعتمدت منذ سقوط نظام زين العابدين بن علي في 14 جانفي2011 زهاء 160 حزبا قامت بعضها بالانصهار ضمن حزب كبير على غرار الحزب الجمهوري في حين اختارت اخرى التحالف فيما بينها مع المحافظة على كياناتها مثل تحالف المسارالديمقراطي. وتعتزم أحزاب اخرى التكتل في جبهة موحدة على غرار "الجبهة الشعبية" التي سيعلن عن قيامها الاحد المقبل وستضم 12 حزبا من شيوعيين ويساريين وتقدميين وخضر وقوميين . بيد ان المراقبين يرون ان الخطوة التوحيدية للتكتل الدستوري الجديد جاءت "لقطع الطريق" امام حزب " نداء تونس" الذي يتراسه الوزير الاول السابق السيد الباجي قائد السبسي ( 86 سنة ) والذي اعلن نيته في توحيد صفوف " الدستوريين نسبة للحزب المنحل والحاكم سابقا بغية منافسة الائتلاف الحكومي الثلاثي الحاكم والذي تقوده حركة النهضة الاسلامية بالتحالف مع حزب "المؤتمر" وحزب " التكتل" . كما ينتظر المراقبون أن يتحول حزب "نداء تونس" إلى"أكبر منافس" لحركة "النهضة الإسلامية" خلال الاستحقاقات المقبلة بعد أن" نجح" في استقطاب عشرات الالاف من مختلف التيارات والمدارس السياسية والفكرية والإيديولوجية البورقيبية واليسارية والوسطية والحداثية والنقابية والدستورية.