خلفت سلسلة الانفجارات التي هزت يوم الاربعاء وسط مدينة حلب بشمال سوريا 40 قتيلا على الاقل واصابة نحو 90 اخرون وسط تاكيد المجتمع الدولي على ضرورة تفعيل العملية السياسية التي يخوضها مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية لسوريا الاخضر الابراهيمي ومواجهة الازمة الانسانية التي انتشرت عبر دول الجوار. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان نقلا عن مصادر طبية في حلب ان معظم القتلى والجرحى من القوات النظامية التى استهدفتها التفجيرات فى نادى الضباط وحواجز القوات النظامية. واضاف المرصد ان القتلى والجرحى سقطوا اثر انفجار اربع سيارات مفخخة بمدينة حلب ثلاثة منها انفجارات فى ساحة سعد الله الجابرى ومداخلها وسيارة رابعة انفجرت بالقرب من غرفة التجارة فى باب جنين. وقد بث التلفزيون السوري صورا عن الانفجارات التي وقعت في حلب اليوم حيث تعرضت المباني والمنشآت العامة والفنادق إلى أضرار مادية كبيرة. وكانت السلطات المحلية قد اشارت الى سقوط 27 قتيلا فى هذه الاعتداءات. وتشهد حلب منذ أكثر من شهرين اشتباكات متواصلة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة بهدف إعادة السيطرة على أحياء بحلب وسط تضارب الأنباء حول اي من الطرفين يسيطر على تلك الأحياء المهمة. من جهة اخرى افاد المرصد السوري لحقوق الإنسان وقوع اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامى السوري ومقاتلين من المعارضة المسلحة على طريق درعا دمشق الدولي بحي القدم. وذكرت مصادر سورية أن تعزيزات جديدة وصلت لدعم الجيش الذي يخوض عملياته في حلب في مواجهة المسلحين الذين تلقوا ضربات موجعة طوال الشهرين الماضيين وخسروا العديد من مواقعهم مؤكدة أن وحدات الجيش السوري عازمة على الإسراع في تطهير ما تبقى من أحياء حلب وخصوصا الشرقية منها في أسرع وقت ممكن. وكانت انباء قد أشارت أمس الثلاثاء الى مقتل 300 مسلح في بلدة قرب حمص بوسط سوريا وإعطاب 11 سيارة كانت محملة ببنادق آلية. وعلى الصعيد السياسي قال نائب الأمين العام للأمم المتحدة يان الياسون "امامنا الآن مساران يجب ان نتحرك فيهما الأول يتمثل في تفعيل العملية السياسية التي يخوضها الاخضر الإبراهيمي وفي التعامل الإنساني في سوريا وهي أزمة انتشرت الى دول الجوار". واضاف يان إلياسون ان الاخضر الابراهيمي سيعود الى المنطقة هذا الاسبوع لمحاولة خفض حدة القتال بسوريا تمهيدا لاجراء حوار سياسي. وخلف تصاعد العنف في سوريا وضعا انسانيا حرجا في سوريا امتد الى دول الجوار. وفي هذا الاطار قال مسؤول أممي امس الثلاثاء إن المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قدمت لجهات دولية "خطة احترازية" لمواجهة فصل الشتاء للنظر في المساعدة الإنسانية للاجئين السوريين في مخيم (الزعتري) في الأردن مع حلول هذا الفصل قارس البرودة في الصحراء. واعتبرأن التحدي الأكبر أمام المفوضية الآن هو الحصول على مساندة ودعم المجتمع الدولي لهذه الخطة عبر توفير دعم مادي للأردن و للمفوضية لتقديم هذه المساعدات قبل حلول الشتاء. يذكر أن مخيم (الزعتري) الذي يعد أول مخيم رسمي للاجئين السوريين في الأردن يتسع لأزيد من 130 ألف لاجىء افتتح أواخر جويلية الماضي لاستقبال الأعداد المتزايدة من هؤلاء اللاجئين وكذا أولئك الذين كانوا يقيمون في بيوت مؤقتة خاصة في مدينة الرمثا (شمال) المتاخمة للحدود السورية. وكانت الأممالمتحدة والجمعيات الأهلية قد قامت بتقديم الخطة الأولى الخاصة باللاجئين السوريين مع مناشدة جمع 84.1 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الانسانية لنحو 98 ألف لاجيء على مدار الستة أشهر القادمة وتم تعديل الخطة في جوان لجمع 193.2 مليون دولار لحوالي 185 ألف شخص.