شدد كاتب الدولة لدى وزير السياحة مكلف بالسياحة محمد أمين حاج سعيد يوم الخميس بالنعامة على أهمية تفعيل التنمية السياحية من خلال تشجيع الاستثمار وتحيين المسارات السياحية وتثمين الموارد الهائلة التي تزخر بها الجزائر. وأوضح حاج سعيد خلال اليوم الأول من زيارته لولاية النعامة أن ترقية وإنعاش قطاع السياحة يتطلب "شراكة بين مختلف الفاعلين الناشطين"في مجال السياحة و"تعبئة كل الطاقات والقطاعات المعنية" لإعداد برامج ومخططات إعلامية وتكوينية للنهوض بالمقصد السياحي وتنشيط السياحة الداخلية. وركز نفس المسؤول على نشاط "الترويج والعناية بالمهرجانات والأعياد المحلية" كالمواسم التراثية والوعدات الشعبية وترويجها لترقية السياحة مؤكدا دعم الدولة للاستثمار بمناطق الجنوب والهضاب العليا من أجل توفير هياكل استقبال ملائمة وتكوين اليد العاملة الناشطة في الميدان السياحي . وحضر كاتب الدولة لدى وزير السياحة مكلف بالسياحة ببلدية عسلة (58 كلم جنوب النعامة) جانبا من فعاليات الموسم الثقافي لوعدة "سيدي أحمد المجدوب" (1493م- 1571 م) وهو رجل دين وورع مشهور بالمنطقة . و زار الوزير الذي ذكر أم مثل هذه التظاهرات تساهم في السياحة ضريح الولي الصالح وزاويته الشهيرة التي أسسها أحفاده سنة 1875م وأسهمت في تخرج مئات الطلبة من حفظة القرآن ولا تزال إلى يومنا منبر علم وزهد وتصوف . كما تنقل الوفد الوزاري أيضا إلى المسجد العتيق لبلدية عسلة الذي يعود بنائه حسب الشروح المقدمة إلى 1220 م من طرف قبيلة "أولاد سيدي الحاج مولاي" والذي تدهورت حالة بناياته وهو في حاجة للترميم .كما تباع الوفد بعدها استعراضات الفنطازيا. وواصل الوفد زيارته بتفقد الحمام المعدني لقرية عين ورقة التي تستقطب الزوار للعلاج أين اطلع على عرض مفصل حول منطقة التوسع السياحي للمنطقة التي تتربع على مساحة 3422 هكتارا وعلى الدراسة التي أعدت لتأهيل وترقية النشاط السياحي بها وتوقعات بعث الاستثمار عبرها فضلا عن تقييم القدرات الهيدروجيولوجية التي توفرها ينابيعها الحارة. وبالمناسبة ألح كاتب الدولة على تسخير كل الإمكانيات للحفاظ على الموارد الطبيعية والثقافية والاهتمام بالسياحة الحموية التي تمثل إحدى ركائز السياحة المستدامة بتلك المناطق التي تحتاج إلى تنظيم وتكثيف الحملات الاشهارية ونشاطات الترويج . كما زار الوفد أيضا مركزا للراحة والاستجمام لشريحة المجاهدين بقرية "عين ورقة" يتوفر على كافة المرافق الخدماتية وقاعات وأحواض للتنشيط الحركي والتطبيب باستعمال المياه المعدنية الساخنة. وتفقد الوزير بعد ذلك وضعية القصر العتيق لبلدية تيوت الذي شيد في القرن 14 م من طرف قبيلة "أولاد رحمون الزناتة" وهو معلم سياحي وتاريخي استفاد من عدة عمليات للترميم ضمن برنامج قطاع الثقافة بين سنتي 2003 و2009 مست المسجد العتيق والدكاكين والحمام والأزقة والمساكن التي لا يزال بعضها آهلا بالسكان . وببلدية العين الصفراء عاين كاتب الدولة أشغال إعادة الاعتبار لفندق مكثر التابع للمؤسسة العمومية للتسيير السياحي للغرب والتي تبلغ تكلفتها 470 مليون دج والتي انطلقت مؤخرا وتشمل إعادة التأثيت والتهيئة الخارجية وصاينة ودعم تلك المنشأة الفندقية التي شيدت في 1973 بتجهيزات وترميمات تتماشى مع الطابع المحلي للعمارة القديمة لمناطق الجنوب . ويواصل كاتب الدولة لدى وزير السياحة المكلف بالسياحة زيارته في اليوم الأول بتفقد منطقة "رويس الجير" ببلدية صفيصيفة أين اكتشفت عبرها في نهاية أكتوبر 2001 بقايا مستحثات هامة وعظام ديناصور آكل للأعشاب من نوع الصوروبود والتي يحفظ البعض منها بمتحف شيد بالمنطقة . وسيواصل كاتبة الدولة غدا الجمعة زيارته بمعاينة منطقة حوض الدايرة ببلدية "عين بن خليل" التي صنفت كمنطقة رطبة محمية ضمن اتفاقية رامسار الدولية وببلدية مغرار بتفقد قلعة "الشيخ بوعمامة" ومتحف يضم مآثر وتحف قديمة لقائد المقاومة الشعبية بمنطقة الجنوب الغربي.