استمتع الجمهور الذي حضر بالمسرح الجهوي لقسنطينة ضمن فعاليات السهرة الثالثة للمهرجان الدولي للإنشاد في طبعته الثالثة الذي افتتح الأربعاء الماضي بأغاني الفلسطينية سناء موسى التي أمتعت وأبهرت الحاضرين بأدائها ألوانا مستمدة من التراث الخالص لشمال فلسطين. وزينت السهرة سناء موسى صاحبة الصوت العذب و التي بدت أنيقة بالقفطان التقليدي باللونين الأزرق و الفضي الذي ارتدته بأدائها مجموعة أغاني من التراث الفلسطيني "هادي يا بحر " و "وين" وواصلت سناء وصلتها بغوصها في رصيد الأولين من خلال أدائها ليلة أمس الجمعة أغنية "يما" المستمدة من التراث الخالص لشمال فلسطينالمحتلة لتنتقل إلى أغنية "موطني" و هي واحدة من أناشيد الثورة المسلحة التي تحمس الجمهور الجزائري ثم أعادت المطربة أداء أغنية "من جبالنا" كتكريم للجزائر و التي حياها الجمهور على أدائها مطولا. وتغني سناء موسى ضد المحاولات المتكررة لطمس تاريخ شعبها وتراث و حضارة بلدها و تحيي أيضا إصرار الفلسطينيين على الحفاظ على هويتهم من خلال إرادة المحافظة على الأغاني الشعبية لمختلف المناطق الفلسطينية وهذا باعتبار الأغنية شكلا من أشكال المقاومة بما تحمله من أغاني وطنية في طابع الإنشاد. وورثت الفنانة سناء وهي طالبة بالطب حب الغناء الأصيل عن والدها و هو مغني و موسيقي معروف في بلاده و في الوطن العربي و تسعى أن تكون وصية على الذاكرة و التراث من خلال عبورها العديد من المناطق و محاولتها تسجيل الأغاني التي تحكي "الحكايات القصيرة التي تصنع الحضارات العظيمة" مانحة صوتها لأولئك الذين لا يحق لهم الكلام . وأوضحت في هذا الصدد "كان مشروعا عزيزا على قلبي أن أغني لبلدي و لشعبي وتذكر إرادة البقاء مرتبطين بنفس الحضارة و الغناء لتأصل الفلاحين الذين أحبوا السماء بسبب حبهم للأرض و للأمهات اللواتي لا يزلن يأملن بعودة أبنائهن". وأفسحت المطربة سناء بعد ساعة من الغناء المجال للفرقة المحلية "روضة الحبيب" الحائزة على الجائزة الأولى في المهرجان الوطني للإنشاد بقالمة و التي أدت أغنية "بلادي" و التي أعدها شاعر الفرقة محمد شايطة خصيصا بمناسبة الاحتفال بخمسينية الاستقلال. وقد استهلت المجموعة الصوتية وصلتها بأداء سلسلة من المدائح "سبحان من صور حسنك" و "يا رسول الله" و "على ذكرك" والتي رافقتها أوركسترا المالوف لقسنطينة. وأدت المجموعة الصوتية بعد ذلك كل من أغنية "إلى المدينة" و "الليلة عيد" في أجواء مشرقية خالصة. للإشارة، تأسست فرقة "روضة الحبيب" عام 2002 و تضم 11 عضوا متأثرين بطابع الإنشاد. وحسب السيد أحمد علمي رئيس المجموعة فإن هذه الفرقة "تعمل على إحياء فن سامي و نبيل على أسس الموسيقى الأصيلة" و تأمل أيضا إعطاء فرصة للمواهب الشابة في مجال الإنشاد.