خلافا للانتخابات الرئاسية في أغلبية بلدان العالم فان رئيس الولاياتالمتحدة لا ينتخب مباشرة من خلال الاقتراع العام المباشر بل من خلال " هيئة ناخبة" مكونة من مجموعة من المواطنين يدعون " كبار الناخبين". و عليه فان هذه الانتخابات تجرى على مرحلتين: الانتخابات العامة (في نوفمبر) و انتخاب كبار الناخبين (في ديسمبر). و خلال الانتخابات العامة التي تجرى كل أربع سنوات يوم أول ثلاثاء من شهر نوفمبر الذي يلي أول يوم اثنين من نفس الشهر أي يوم 6 نوفمبر الجاري لهذا الاقتراع فان الناخبين عبر كافة انحاء البلاد يصوتون لمرشحهم للرئاسيات غير أن اصواتهم ليست هي التي تنتخب الرئيس الجديد. و يقوم الناخبون بانتخاب " كبار الناخبين " الذين يتم اختيارهم بصفة عامة من بين الناخبين المحليين و قادة الحزبين الديمقراطي و الجمهوري و الأشخاص المقربين من المتر شح للرئاسيات. و للعلم فان هذا نمط الاقتراع غير المباشر و الذي اعتمد في سنة 1787 من طرف معدي الدستور الأمريكي يمكن تفسيره بنظام الحكومة الفيدرالية للولايات المتحدة و الذي يكمن في تزويد حكومة وطنية بالسلطات و هي حكومة تمثل ليس فقط مجموع السكان بل أيضا الولايات المشكلة للبلد. كما أن كل ولاية لها عدد محدد من كبار الناخبين فمثلا ولاية كاليفورنيا لها 45 ناخب و ولاية ويومينغ لها 3 فقط. و للإشارة فان عدد كبار الناخبين لكل ولاية نسبي مقارنة بعدد السكان الولاية المعنية. و يجب على المتر شح للرئاسات الذي يتوفر على هيئة ناخبة تتكون من 538 ناخب كبير أن يفوز للنجاح في هذه المنافسة بأصوات 270 ناخب كبير ( الأغلبية المطلقة). و يعادل عدد 538 ناخب كبير عدد الناخبين في الكونغرس الذي يتكون من 100 عضو و 435 ممثل (مجموع 535 ناخب) يضاف إليهم 3 ناخبين من مقاطعة كولوميبا (واشنطن). و تتمثل الخاصية الثانية للانتخابات الرئاسية الأمريكية في أن المترشح الذي يحصد أصواتا أكثر في ولاية ما فانه يحصل على مجموع أصوات كبار الناخبين بهذه الولاية. و هذا ما يعرف ب " الفائز يأخذ الكل" غير أن هذه القاعدة غير مطبقة استثنائيا في ولايتي نيبراسكا و دي مين. و خلال شهر ديسمبر المقبل يجتمع كبار الناخبين بعاصمة ولايتهم للتصويت ثم ترسل بعدها أوراق التصويت إلى واشنطن أين يتم فرزها في جانفي 2013 من طرف رئيس مجلس الشيوخ بحضور كل الاعضاء في المجلس و كل الممثلين. و سيتم يوم 13 يناير القادم الاعلان رسميا عن الرئيس الفائز في هذه الانتخابات. و في حالة عدم حصول أي من المترشحين إلى الرئاسيات على الاغلبية المطلقة من أصوات كبار الناخبين فان التعديل ال12 من الدستور ينص على أن الرئيس سيتم اختياره من طرف مجلس النواب. و في هذه الحالة ينتخب المجلس الرئيس بأغلبية أصوات الناخبين. و يقدر عدد الانتخابات الرئاسية التي لم يحصل فيها المترشح للرئاسيات على أغلبية الأصوات ب 17 كانت أولها انتخاب جون كوينسي أدامس في سنة 1824 و أخرها جورج بوش في سنة 2000 . و في 20 يناير التاريخ المحدد في سنة 1933 من خلال التعديل 20 للدستور يلقي الرئيس المنتخب خطابا للشعب الأمريكي.