اعتبر الدكتور المحاضر بجامعة الجزائر محمد لحسن زغيدي اليوم الاثنين بسطيف أن رفع العلم الوطني خلال مظاهرات 8 ماي 1945 حمل "دلالات واضحة" على بداية نهاية الجزائر الفرنسية و بداية ميلاد جزائر وطنية. و أوضح الدكتور زغيدي خلال محاضرة ألقاها بدار الثقافة هواري بومدين بعنوان "الراية الجزائرية من مظاهرات ماي 1945 إلى مظاهرات ديسمبر 1960" في إطار الاحتفالات المخلدة للذكرى ال 50 لاسترجاع السيادة الوطنية و الذكرى ال 52 لمظاهرات 11 ديسمبر 1960 بأن فرنسا آنذاك "فهمت هذه الدلالة فما كان لها إلا أن وجهت البندقية نحو الشهيد سعال بوزيد". و يرى الدكتور زغيدي رفع الراية الجزائرية في هذه المظاهرات كان لها "تأثيرها النفسي" على فرنسا التي عملت بكل الطرق على جعل الجزائر "فرنسية" و قامت عبر 4 أجيال على جعل هذا المفهوم ثقافة "راسخة" في أذهان الجزائريين كما شكلت " أكبر عدو" للضباط الفرنسيين الذين كانت لديهم آنذاك "تعليمات لقتل كل من يحملها". و تطرق المحاضر بإسهاب إلى تاريخ العلم الجزائري ومختلف المراحل التي مر بها مرورا بمظاهرات 1934 حيث كان أول ظهور''شعبي'' له بملامحه الأولى حيث بدأ النضال يأخذ أبعادا أخرى لاسترجاع السيادة الوطنية و 5 أوت 1934 حين طلب مصالي الحاج رفع علم الجزائر لأول مرة و إلى غاية أبريل 1945 حيث تبنته الحركة الوطنية في صيغته النهائية . و أضاف بأن الراية الجزائرية "كانت طوال هذه الفترة رمزا من رموز القضية الجزائرية و جزءا من التحضير لثورة الفاتح من نوفمبر 1954 المجيدة " مشكلة بذلك "أداة" للكفاح في سبيل تحرير الجزائر اندلعت من أجلها واحدة من أعظم الثورات التحريرية عبر العالم. و برأي الدكتور محمد لحسن زغيدي فإن الراية الجزائرية تختلف عن نظيراتها فهي لم تولد كفكرة أو كإبداع و إنما ولدت من رحم المعاناة والنضال الطويل لشعب كافح لأكثر من قرن من الزمن من أجل استرجاع "الأنا" فكانت بذلك رمزا لميلاد جزائر حرة مستقلة. و دعا الشباب الحاضر في أشغال هذه الندوة التاريخية لضرورة معرفة تاريخ هذا العلم معتبرا أن الشباب الجزائري اليوم هو "نفسه شباب الثلاثينيات و الأربعينيات و الخمسينيات"و هو " ليس بحاجة إلى من يوصيه بالحفاظ على رمز سيادته الوطنية لأنه قد برهن و لأكثر من مرة بأنه يحمل رايته في صدره و كوشم في وجهه " . للإشارة فقد بادر بتنظيم هذه الندوة التاريخية التي جاءت تحت شعار" حتى لا تنطفئ شعلة نوفمبر" جمعية "مشعل الشهيد" و حضرها عدد من المجاهدين.