تحظى الرياضة القتالية، الكانغ فو "هونغار" الصينية الاصل بشعبية كبيرة بحيي المستقبل بالحناية ( على بعد 10 كلم غرب ولاية تلمسان) والتجمع السكاني الجديد ببوهناق المحاذي لجامعة ابو بكر بلقايد بنفس الولاية وأضحت بالرغم من حداثة نشأتها (2009)، ملاذ أعداد كبيرة من الشباب. وتفتقر هاتان المدينتان الى الفضاءات الترفيهية والتعليمية ( مكتبات ومقاهي الانترنت) وخاصة المنشآت الرياضية الكفيلة باخراجهم من الروتين والفراغ الذي يطبع يومياتهم، سيما بحي المستقبل (22 الف نسمة)الذي لملم جراحه بعد العشرية السوداء وغدا شبابه شغوفا بملأ فراغه عبر ممارسة الكانغ فو هونغار تحت إشراف المدرب فيلالي نعيمي الذي كان له الفضل في إدخال هذه الرياضة الى عاصمة الزيانيين ( 550 غرب الجزائر العاصمة). وتلمس لدى هذه الفئة على اختلاف اعمارها ومستوياتها التعليمية، حبها الشديد لهذا الاختصاص وتفانيها من اجل الوصول في الوقت المحدد للشروع في التدريبات المتميزة بالحركات الاستعراضية الذي يتفنن فيها هؤلاء على البساط قصد اتخادها وسيلة للدفاع عن النفس وكسر الروتين. وتزاول هذه الرياضة ب17 ولاية عب القطر مثل ولايات سيدي بلعباس و سعيدة ووهران والمسيلة، بجاية وغيرها تحت اشراف الرابطات الولائية للفنون القتالية باستثناء ولاية تلمسان التي تنعدم فيها هذه الرابطة لتأطير الاعداد الكبيرة للمنخرطين وتسيير الطلب المتزايد عليها. وقد وجد هؤلاء الشباب ضالتهم في هذا الاختصاص القتالي الجديد ببوهناق والمستقبل، حيث ينشط كفرع محلي تابع لنادي الجيل الصاعد المشرف على عدة رياضات على مستوى بلدية الحناية (43 الف و270 نسمة) الفلاحية . ويكافح الاستاذ فيلالي حاليا من اجل الارتقاء بهذا الفن القتالي وانشاء نادي للكانغ فو هونغار قد يشفع له الحصول على دعم مسؤولي الرياضة بالجهة، سيما الاستفادة من قاعات التدريب العمومية، مثلما أكده ل"واج". وتخلو ولاية تلمسان من رابطة ولائية للفنون القتالية تملي على الاختصاصين الوحيدين بالجهة: "الكانغ فو- هونغار" "والفوفينام فيات فوداو" سياستهما الرياضية ومخطط عملهما، في ظل تهافت الشباب من مختلف الاعمارو المستويات التعليمية على مزاولتهما وكذا نقص قاعات التدريب ذات المواصفات الدولية. والفنون القتالية، تشمل ثمانية (10) اختصاصات، تنشط 8 منها على شكل لجان ولائية ووطنية مستقلة، تحت إشراف رابطات ولائية تابعة للاتحادية المعنية، في انتظار أن " تنضم الى الصف قبل نهاية سنة 2013 اللجنة الوطنية للكانغ فو- أسلوب الهونغار"، برئاسة المدرب فيلالي نعيمي، كما صرح المعني. فباستثناء الفوفينام فيات فوداو (فيتنامي الاصل)، المعروف و الممارس على نطاق واسع في الجزائر، فإن الكانغ فو- أسلوب الهونغار (صيني: 1644-1911)، يعد اختصاصا قتاليا جديدا بالوطن وأول من أدخله وطبقه "بتقنياته الاصلية"، الاستاذ سعيد بلعابد (درجة 8) منذ سنة 2001 ،حيث تتلمذ على يد الاستاذ الصيني الدولي شيو- شي- لينغ (71 عاما ) صاحب الدرجة 10 (أعلى درجة ) ومعلم المقاتل السينامي المشهور، جاكي شان. وعكف السيد بلعابد على تكوين عدة مدربين جزائريين عبر القطر في فن الهونغار القتالي، من بينهم السيد فيلالي، حبا في نشره وتعليمه ومن ثمة تعزيز الحقل الرياضي في الجزائر وتخريج أبطال يشرفون بلادهم مستقبلا في المحافل الدولية اضافة الى الاستعانة بأحد أهم فروعه "اليوغا"، لمآرب طبية كونه رياضة ذهنية وروحية، كما افاد به المدرب فيلالي (درجة3) . ميلاد فن الهونغار بتلمسان: معوقات.. وشباب شغوف بممارسته ويبدو أن هذا الاسلوب القتالي "الفتي" هو في طور النشأة و البروز بعدة ولايات ومنها تلمسان التي توطن بها الهونغار سنة 2009 بفضل السيد فيلالي، حيث أسس الاخير فرعا في هذا الاختصاص، لكنه مازال بعيد المنال حتى يستفيد من دعم الهيئات العمومية المسؤولة عن الرياضة والمرافق العمومية المتوفرة بالجهة. ومع ذلك، بادر الاستاذ فيلالي بمساعدة الشاب، عماد حضري ،الى انشاء فرع محلي للكانغ فو- أسلوب هونغار . وحاليا ينشط رياضيو "الكانغ فو- هونغار"، المتشكلون من فئات عريضة من الشباب وحتى الكهول، تتراوح أعمارهم بين 4 سنوات و74 سنة ( كل الاصناف)، تحت وصاية النادي الهاوي - الجيل الصاعد - الذي يشرف على عدة رياضات ببلدية الحناية- الا انه "لا يستفيد ( الفرع) من دعم النادي المقدر بنسبة 3 بالمائة "، كما اجمع عليه مسؤولو الفرع . "فرع الهونغار ببوهناق والمستقبل، لهما كامل الحق قانونيا للاستفادة من دعم النادي المذكور الذي يتأتى له سواء، من البلدية اومديرية الشباب والرياضة و الصندوق الولائي بتلمسان و المحدد بنسبة 3 بالمائة، الا أننا ومنذ سنة 2010، لم نتلق ولا دينارا"، قال رئيس الفرع عبد الاله بلخثير متأسفا. وحاولت "واج" الاتصال برئيس النادي الهاوي الجيل الصاعد بالحناية مرارا وتكرارا لمعرفة رأيه في الموضوع وسبب عدم استفادة فرع الكانغ فو هونغار من دعم النادي (3 بالمائة)، الا انها لم تفلح في ذلك. وقام المدرب فيلالي و مساعده حضري عماد ورئيس الفرع وكذا مجموعة أشخاص من محبي هذا الفن القتالي ومن ذوي العزائم والارادة بكراء قاعتين بالمنطقتين المذكورتين سابقا، مقابل 12000 دج للشهر، لا لشيء سوى لترسيخ و نشر أسلوب الهونغار بتلمسان، فكان لهم ذلك وانطلقوا في العمل سنة 2009 والى يومنا هذا، " في انتظار تأسيس واعتماد لجنة وطنية للكانغ فو هونغار قبل نهاية سنة 2013". مكانة الهونغار تتعزز مع مرور الايام وغياب العنصر النسوي.. والملاحظ أن شباب حيي بوهناق والمستقبل بتلمسان، يحبون هذا الفن القتالي حبا جما، كما يكنون احتراما، قل نظيره لمدربهم ، فيلالي نعيمي الذي منحهم قسطا من وقته وتفرغ لتعليمهم أبجديات وتقنيات هذه الرياضة. "فئة عريضة من الشباب على اختلاف مستوياتها التعليمية وجدت ضالتها في هذه الرياضة. أمارسه معها بكثير من التشويق و الرفق و النصيحة، فأضحت على مر الايام متنفسها الوحيد لكسر الروتين وملجأها عند أوقات الفراغ "، كما ذكر المدرب فيلالي. وهكذا أصبح الكانغ فو- هونغار يحظى بشعبية كبيرة بعدما "نجح في لم شمل شتات شباب ضاقت بهم السبل في العثور على رياضة تناسب مرحلته العمرية التواقة لحب الاكتشاف وتمكنه من إفراغ طاقاته السلبية وشحنها بأخرى إيجابية مع رغبة جموحة في تعلم أساليب اكتساب الصحة البدنية و العقلية المثالية"، كما أفاد به مؤسس هذه الرياضة (درجة 3) بولاية تلمسان. والغائب الاكبر عن هذه الرياضة، هو العنصر النسوي، بحكم طابع وعادات المنطقة المحافظة وغياب القاعات الكفيلة باحتضانه لوحده، أضف الى ذلك، نقص المؤطرين. "لدي عدة طلبات لفتح فروع خاصة أيضا بالاناث وحاليا لا أستطيع أداء المهمة لوحدي كمدرب في الاختصاص، مع الذكور( 300 منخرط)، فما بالك اذا اضفنا اليه فئة الاناث و التفرغ للبحث عن كراء قاعة أخرى . لولا حبي لهذا الرياضة لتخليت عن التدريب كلية، قال السيد فيلالي . وأضاف " نظم فرعنا في أفريل سنة 2011 بدائرة الرمشي (20 كلم عن تلمسان) بطولة وطنية للكانغ فو وشوو كلفتنا فاتورة بحوالي مليونين (2) دج و تكاليفها دفعت من جيوبنا ولا أحد من السلطات المحلية ساعدنا في ذلك ماديا". المدربون بين مهمة التأطير والبحث عن قاعات التحضير .. وقال الاستاذ فيلالي بنبرة فيها الكثير من الحسرة " أرى أن الكانغ-فو هونغار، تمكن في ظرف وجيز من استقطاب فئات واسعة من الشباب وحتى الكهول وحاليا هناك طلب كبير عليه، لايمكن تلبيته بالنظر الى مستحقات كراء قاعات التدريب التي تدفع من أموالنا. ننشط حاليا في القاعتين المذكورتين وهما ضيقتان ولاتستوعبان العدد الكبير للرياضيين". والزائر لقاعتي التدريب (130 م مربع) ببوهناق والمستقبل يلاحظ الظروف التي يمارس فيها هؤلاء الشباب رياضتهم المفضلة ، فعوض استعمال البساط المعروف الذي يستجيب للمعايير الدولية ويقي الرياضيين من الصدمات والحوادث فان أرضيتهما مفروشة بالنجارة المغطاة بجلد سميك وأعمدتها الاسمنتية مكشوفة، زيادة الى انعدام الحمامات والبدلات الواقية (صدريات) الخاصة بالرياضات القتالية. "مهمة المدرب هي التأطير والتكوين ولايمكن أن يكون مشوشا بأمور هامشية أو يشغل فكره بضيق القاعة وانعدام وسائل الامن والسلامة بداخلها أو مستحقات الايجار وتضييع الوقت في البحث عن قاعة للتدريب قبل انتهاء عقد الكراء وغيرها من العوائق التي لاتشجعنا بتاتا على مواصلة العمل"، كما قال السيد فيلالي متحسرا. نداء لفتح المؤسسات الموصدة و المديرية الوصية تتعهد بتقديم الدعم.. واستغرب بعض الرياضيين بقاعة التحضير بالمستقبل (الحناية)، عند انتهائهم من التدريبات من تجاهل السلطات المحلية لمطلبهم بفتح سوق الفلاح القديم (900 م مربع) أو الكنيسة (250 م مربع) أو ديوان الحبوب سابقا (200م مربع) و ابوابها كلها موصدة في وجه الشباب الراغب في تنظيم أي نشاط رياضي او ترفيهي. مشاكل فرع الكانغ فو هونغار وانشغالات الرياضيين ومدربه طرحناها على الجهة الوصية، مدير الشباب والرياضة الذي بدا مترددا في الاجابة عنها وكلف رئيس مصلحة الرياضات بالمديرية السيد مصطفى عقبان بالإجابة عليها، حيث أكد أن هذا الاختصاص جديد ولا تمثله رابطة ولائية تشرف عليه وتتولى أموره و بالتالي ليس له الحق في الاستفادة من الدعم . وأضاف السيد عقبان ان هذه الرياضة ليست مهيكلة ومنظمة رسميا كنادي ومع ذلك ستتدعم قريبا بمجموعة من البساطات، كما سيمنح مدربها السيد فيلالي، دعما ماليا لاقتناء تجهيزات من الصين بمناسبة مشاركته في بطولة العالم بهون كونغ من 18 الى 29 جانفي المقبل.