يعتبر الاخصائيون أن الخروج المبكر للمنتخب الجزائري من منافسة بطولة امم افريقيا لاقل من 20 سنة التي تحتضنها مدينتا وهران وعين تيموشنت بالغرب الجزائري هو إخفاق اخر يضاف لسلسلة النتائج السلبية لمنتخبات الفئات الصغرى في الرياضة الاكثر شعبية في الجزائر. باحتضان الجزائر للطبعة 18 من المنافسة القارية كان المشرفون على كرة القدم الجزائرية يعولون على الاستفادة من هذا العامل للعودة لاجواء كأس العالم لهاته الفئة بعد 34 سنة كاملة من الغياب حيث تعود أخر مشاركة ل "الخضر" في هذا الموعد العالمي لمونديال 1979 بطوكيو بفضل جيل ذهبي من اللاعبين أمثال مناد وياحي وبويش الذين نجحوا في المرور للدور الثاني قبل مغادرة المنافسة على يد المنتخب الارجنتيني بقيادة "الاسطورة" دييغو مارادونا. لكن شتان بين ذاك الجيل الموهوب ومنتخب 2013 حيث أصبح غياب الجزائر عن المواعيد الافريقية والعالمية الكبرى لدي الفئات الشابة أمرا اعتياديا. أمام هاته الاخفاقات المتوالية لم يجد القائمون على الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) خيارا أحسن من استضافة الطبعة 18 ل "الكان" على أمل الاستفادة من عاملي الملعب والجمهور للعودة الى اكبر موعد كروي عالمي من بوابة مونديال تركيا. هذا الهدف كان من الممكن بلوغه بالتأهل للدور نصف النهائي ضمن منافسات المجموعة الاولى التي احتضنها ملعب عمر اوسياف بعين تيموشنت ولم يكن التتويج باللقب القاري طموح أشبال المدرب جون مارك نوبيلو الذين قدموا صورة باهتة لكرة القدم الجزائرية بتعادل مع منتخب البنين المتواضع ثم هزيمتين أمام مصر (1-0) و غانا (2-0) منهيا الدورة في المرتبة الرابعة والاخيرة دون تسجيل أي هدف. أكاديميات الفاف وجدوى التعاقد مع تقنيين اجانب محل إنتقاد هذا الاخفاق الجديد الصعب تجرعه بإجماع المختصين الحاضرين بعين تيموشنت ووهران لمشاهدة مقابلات الدورة, يأتي بعد شهرين فقط من إقصاء المنتخب الاول في الدور الاول من كأس افريقيا للامم 2013 التي اقيمت بجنوب افريقيا بعد هزيمتين امام تونس (1-0) والطوغو (2-0) وتعادل ضد كوت ديفوار (2-2) وسبقتها خيبة منتخب أقل من 17 سنة الذي أقصي من الدور الاخير المؤهل لنهائيات كأس الامم الافريقية أمام فريق بوتسوانا المتواضع. سنة قبل ذلك لم يوفق المنتخب الجزائري الاولمبي في البطولة الافريقية لاقل من 23 سنة التي اقيمت بالمغرب محطما أمال عشاق الكرة المستديرة في الجزائر بالمشاركة في الالعاب الاولمبية 2012 بلندن وهو موعد تغيب عنه الجزائر منذ أولمبياد 1980 بموسكو. شبان المدرب أيت جودي خرجوا من المنافسة بعد حصدهم نقطة وحيدة في الدور الاول ليحذوا لاعبو المدرب الفرنسي جون مارك نوبيلو حذوهم بتقديمهم أداء يعكس حالة الكرة الجزائرية التي لم تعد تهيب المنافسين الافارقة كما كانت في السابق رغم الامكانيات الضخمة التي تقدمها الدولة لتصبح بالعكس لقمة سائغة أمام فرق كانت ترتبك بمجرد أن تضعها عملية القرعة في طريق "الخضر". بعد إنتخابه مؤخرا لعهدة جديدة على رأس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف), كان الرئيس محمد روراوة يعول على هذا الموعد القاري ليشرع في ولايته الثالثة بإنجاز يرفع رأس الرياضة الاكثر شعبية, لكن هذا لم يحدث فلا الاكاديميات ولا المدربين الاجانب اخرجوا الكرة الجزائرية من النفق. لقد آن الاوان لاعادة التفكير في سياسة تكوين اخرى والتكفل بالفئات الصغرى سواء على مستوى الاندية او المنتخبات.