تظل سياسة اسرائيل الممنهجة ضد الشعب الفلسطيني واصرارها على استكمال مشروعها الاستيطاني بالأراضي الفلسطينية حاضرة في كل مرة يحيي فيها الفلسطينيون ذكرى "يوم الارض" المريرة على غرار ما حدث أمس السبت حيث واجهتها اسرائيل بكل وسائل القمع وكل ماهو منافي لحقوق الانسان. فلايزال المشروع الاسرائيلي الذي ينفذه الاحتلال بالأراضي الفلسطينية خاصة القدس الشريف يقوم على النهب الارض الى جانب القتل والاعتقال اذي لم تغيره النداءات الفلسطينية ولا التحذيرات الدولية بضرورة ايقافها من اجل التوصل الى حل الدولتين. وغداة ذكرى يوم الارض باشرت الالة العسكرية الاسرائيلية في عمليات اقتحام ومداهمة للعديد من المدن بالضفة الغربيةوبالقدسالمحتلة . وكانت الحصيلة اعتقال قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم لتسعة فلسطينيين في عدد من مدن الضفة الغربية واعتقال عدد من المصلين والطلاب على إثر اقتحام مئات المستوطنين باحات المسجد الأقصى. وفي هذا الاطار قال المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى للوقف والتراث محمود أبو العطا أن "نحو 180 مستوطنا اقتحموا صباحا باحات الأقصى من جهة باب المغاربة وسط حراسة أمنية مشددة حيث قاموا بمهاجمة المصلين وطلاب العلم واعتقلت بعدها 10 طلاب" . ويجرى ذلك غداة احياء الشعب الفلسطيني بالداخل والخارج للذكرى السابعة والثلاثين ليوم الأرض وهو اليوم الذي هبت فيه الجماهير الفلسطينية عام 1976 داخل الأراضي المحتلة عام 1948 وخاصة في قرى عرابة وسخنين ودير حنا في الجليل احتجاجا على استيلاء سلطات الاحتلال الإسرائيلي على آلاف الهكتارات من أراضيهم. فقبل سبعة وثلاثين عاما قررت الجماهير الفلسطينية في أراضي 1948 إعلان الإضراب الشامل متحدية ولأول مرة بعد احتلال فلسطين عام 1948 السلطات الإسرائيلية. وكان الرد الإسرائيلي اقتحام قوات معززة بالدبابات القرى الفلسطينية وإعادة احتلالها ولدى تصدي الفلسطينيين لهذه القوات سقط ستة شهداء وعدد كبير من الجرحى. وفي هذه المناسبة عمت تظاهرات ومسيرات معظم أرجاء الضفة الغربيةوالقدسالمحتلة إحياء للذكرى قوبلت باطلاق للرصاص من قبل قوات الاحتلال مما أدى إلى إصابة عدد من المتظاهرين . -الاستيطان يضعف فرص حل الدولتين- وجددت الرئاسة الفلسطينية في ذكرى سلب الارض الفلسطينية بدون حق التحذير من الخطر الفادح للاستيطان والجدار وإرهاب المستوطنين ضد شعب وأرض فلسطين واعتبرته بمثابة "لغم يهدد المنطقة بأسرها". وقالت الرئاسة في بيان لها ان توقف عملية السلام بسبب تمسك الحكومة الإسرائيلية بسياستها الاستيطانية ستضعف فرص حل الدولتين, وسيدفع عاجلا ام آجلا الوضع برمته إلى الانفجار. - جرائم الاحتلال لاتنتهي ومعركة الاسرى متواصلة-. ويواصل الاسرى في سجون الاحتلال والتي لم تأبه اسرائيل حتى الان لمطالبهم المشروعة معركة الاستماتة حتى وقف الانتهاكات التعسفية بحقهم. فقد اعلن وزير شؤون الأسرى والمحررين الفلسطيني عيسى قراقع إن الأسرى في سجون الاحتلال الاسرائيلي بدأوا يعدون خطوات إستراتيجية وجماعية للدفاع عن حقوقهم وتحسين شروط الحياة الإنسانية والمعيشية لهم وذلك خلال الشهر المقبل تزامنا مع يوم الأسير الذي يصادف 17 أفريل . وقال قراقع في تصريحات اليوم إن نائب مدير السجون العامة بدأ لقاءات مع ممثلي الأسرى في السجون وإستمع إلى مطالبهم وتسلم رسائل لهم تهدد بإنفجار الوضع إن لم يتم وقف الانتهاكات التعسفية بحقهم. وحدد الأسرى مجموعة مطالب أساسية تشمل إنهاء عزل الأسيرين عوض الصعيدي وضرار أبو سيسي وإغلاق مستشفى الرملة ونقل المرضى إلى مستشفيات لائقة وتحسين العلاج الطبي ووقف سياسة المداهمات والتفتيشات اليومية . وفي ظل هذه المعاناة اعلن نادي الأسير الفلسطيني أمس إن إدارة سجن "ايشل" نقلت الأسير ميسرة أبو حمدية إلى مستشفى "سوروكا"وهو في حالة حرجة بعد ان تدهورت صحته. - ضرورة العمل الجدي والفوري لإنهاء الانقسام - وتبرز في هذا المقام اهمية تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية المنشودة والتي اقرت أطرافها بانها قطعت أشواط كبيرة وهي المسعى الذي يبني عليه الفلسطينيون الامال لمجابهة غطرسة المحتل من اجل انتزاع حق الشعب الفلسطيني في اقامة دولة مستقلة وعاصمتها القدس. وقال نمر حماد المستشار السياسى للرئيس الفلسطينى محمود عباس أن المصالحة الفلسطينية "قطعت أشواطا طويلة من خلال حوار الفصائل الوطنية الفلسطينية التى تمت برعاية مصر والياتها وتوقيت تنفيذها واضحة ومحددة وهى بحاجة للتنفيذ". الا أنه قال في تعقيبه على دعوة قطر لعقد قمة عربية مصغرة بالقاهرة بين السلطة الوطنية الفلسطينية وحركة حماس أن الدعوة الى أية قمة عربية مصغرة "يفترض بها تكريس وحدة التمثيل الفلسطيني" . وجاء موقف الرئاسة الفلسطينية تزامنا مع وصول وفدين من حركة حماس أحدهما برئاسة رئيس المكتب السياسى للحركة المقيم فى قطر خالد مشعل واخر برئاسة رئيس حكومة حماس المقالة فى قطاع غزة اسماعيل هنية الى القاهرة للقاء مسؤولين مصريين. وكان أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثانى اقترح خلال افتتاحه القمة العربية 24 فى الدوحة يوم الثلاثاء الماضى عقد قمة عربية مصغرة فى القاهرة لدفع المصالحة بين حركتي التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) . وقال حمد ان القمة المقترحة يجب أن تؤسس لخطوات عملية وجدول زمنى على أساس اتفاقى القاهرةوالدوحة بما يشمل تشكيل حكومة انتقالية. فيما انتقدت حركة "حماس" اليوم في بيان ما وصفته ب "المواقف المتباينة" التي تصدر عن حركة فتح فيما يتعلق بالقبول والرفض لعقد قمة مصغرة من أجل تطبيق بنود المصالحة الفلسطينية . وسبق أن توصلت فتح وحماس لاتفاقين للمصالحة الاول فى ماى 2011 برعاية مصرية والاخر فى فيفرى 2012 برعاية قطرية لتشكيل حكومة موحدة مستقلة تتولى التحضير للانتخابات الفلسطينية العامة.