بدأت المعالم الأولى لما سيصبح عليه المركب المستقبلي للحديد و الصلب ببلارة (جيجل) تتحدد وتأخذ بعض أشكالها حسب ما علم يوم الأربعاء لدى مصالح الولاية. وتم مؤخرا خلال زيارة عمل قام بها وفد مكون من رئيس مجلس الإدارة و الرئيس المدير العام للمجموعة العمومية "سيدار" تناول و تحديد دقيق لكل الجوانب المرتبطة بالمركب المستقبلي المرتقب تشييده بالشراكة بين "سيدار" و مجموعة "قطر ستيل الدولية" وفق قاعدة 51/ 49 كما أفاد به نفس المصدر. وذكرت مصالح الولاية بأن دراسة السوق و الجدوى المنجزة من طرف مكتب دراسات انجليزي "أتكينز" قد تبعها عقد أربع جلسات عمل لمجلس مساهمات الدولة ليتم بعدها توقيع بروتوكول اتفاق بهذا الخصوص يوم 7 جانفي الماضي كما تم يوم 24 مارس المنصرم اعتماد عقد المساهمين في هذا المشروع الهام. وحدد أجل إنجاز المرحلة الأولى من المشروع ب30 شهرا انطلاقا من نهاية السنة الجارية حسب مسؤولي مجموعة "سيدار" الذين أوضحوا بالمناسبة بأن الكلفة الإجمالية للمركب قدرت ب 134 مليار دينار أي ما يعادل نحو 1,7 مليار دولار. وسينتج هذا المركب الذي سيدخل مرحلة النشاط برسم مرحلته الأولى سنة 2017 زهاء 2 مليون طن من الحديد و الصلب سنويا قبل أن يبلغ طاقته المقررة ب 4 مليون طنا سنة 2019 من أجل سد احتياجات السوق الوطنية في مجال حديد البناء. وفي مجال التشغيل تسمح المرحلة الأولى من المركب بخلق نحو 2000 منصب عمل مباشر حسب نفس المصادر التي أشارت من جهة أخرى إلى أن مشروع المركب سيكون مرفقا بمصنع لإنتاج الغاز الصناعي و آخر للجير كما سيكون المركب من جهة أخرى محور دراسة جدوى في مجال البيئة. وخلال هذا اللقاء الذي جمع مسؤولي مجموعة "سيدار" بالسلطات المحلية ذكر والي الولاية السيد علي بدريسي بأهمية المشاريع الهيكلية التي قررتها الدولة لصالح الولاية حول الأقطاب الإستراتيجية التي يشكلها ميناء جن جن ومركب الحديد والصلب لبلارة حسب ذات المصادر الولائية. ويتعلق الأمر خاصة بعدد من المشاريع الهامة منها عملية على وشك الانطلاق لجلب المياه نحو منطقة بلارة انطلاقا من سد بوسيابة بسعة 20 مليون متر مكعب سنويا إلى جانب محطة كهربائية عملاقة بقدرة 1600 ميغاواط داخل منطقة بلارة وكذا ازدواجية الطريق بين ميناء جن جن و المركب المستقبلي لبلارة. كما سيتم تحديث ميناء جن جن (الأشغال جارية حاليا) وإنجاز رصيف نهائي خاص بالحاويات و ازدواجية الطريق الوطني رقم 27 لغاية حدود الولاية و تشييد طريق اختراقي سيار من شأنه ربط ميناء جن جن بالطريق السيار شرق-غرب فضلا عن ازدواجية السكة الحديدية بين ميناء جن جن و مركب بلارة المستقبلي. ومن المرجح أن تسمح هذه المشاريع الهامة إلى جانب المركب الحديدي ذاته برفع هام لمستوى النمو الاقتصادي بولاية جيجل وباقي الولايات المجاورة إلى جانب إنشائها لمناصب شغل كما أضافت مصالح الولاية.