أعلنت منظمة العفو الدولية يوم الأربعاء أنها حصلت على صور جديدة ملتقطة بالأقمار الاصطناعية لمدينة حلب السورية تقدم أحدث دليل على الإنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ضد السكان المدنيين. وقالت المنظمة إن التحليل الذي أجرته الجمعية الأمريكية للعلوم المتقدمة بالتعاون مع برنامج العلوم من أجل حقوق الإنسان في العفو الدولية لصور الأقمار الإصطناعية يبين اتجاهات مثيرة للقلق عن الكيفية التي يتم من خلالها خوض الصراع في سوريا مع تجاهل تام لقواعد القانون الإنساني الدولي مما تسبب بوقوع دمار ووفيات وتهجير على نطاق واسع. وأضافت أن تحليل الصور الجديدة "يترك مقدارا ضئيلا من الشك حول أسباب التشريد المذهل لنصف سكان مدينة حلب وحملة القصف الجوي العشوائي من قبل القوات الحكومية والتي حولت مناطق بأكملها إلى ركام وقتلت وشوهت عددا لا يعد ولا يحصى من المدنيين". وقالت "إن تحليل 7 من صور الأقمار الاصطناعية الجديدة خلال فترة تسعة أشهر من أوائل سبتمبر 2012 وحتى أواخر ماي 2013 يمثل مشروع تقييم الأضرار المادية الأكثر شمولا في أكبر مدينة سورية حتى الآن ويوثق إلى جانب تدمير البنية التحتية الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمدينة القديمة في حلب والمصنفة كموقع تراثي من قبل منظمة التربية والعلوم والثقافة التابعة للأمم المتحدة مثل تدمير مئذنة الجامع الكبير والأضرار التي لحقت بسوق المدينة مع أن القانون الإنساني الدولي يلزم أطراف النزاع باحترام وصون الممتلكات الثقافية". وأضافت المنظمة أن تحليل صور الأقمار الاصطناعية خلال الفترة المحددة "وجد أن مئات المباني تضررت أو تدمرت وانتشار الحواجز على الطرقات والتي ظهر أكثر من ألف حاجز منها بشكل واضح في الصور الملتقطة أواخر ماي الماضي وحدد وتيرة ثابتة من التدمير شبه الممنهج للبنية التحتية في حلب بما في ذلك المرافق السكنية والمراكز الدينية والمنشآت الصناعية والتجارية مع ازدياد الضربات الجوية والهجمات الأخرى والتي أدت أيضا إلى ارتفاع عدد النازحين". وقالت كبيرة مستشاري الرد على الأزمات في منظمة العفو الدولية دوناتيلا روفيرا والتي عادت من زيارة إلى حلب الشهر الماضي إن المدينة "دمرت تماما ويفر سكانها في أعداد هائلة جراء القتال الدائر كما أن الخطر الذي تم التحذير منه في العام الماضي في ما يتعلق بالآثار المدمرة لتحولها من المدينة الأكثر اكتظاظا بالسكان في سوريا إلى ساحة معركة حقيقية أصبح حقيقة واقعة". وأضافت "أن حلب مدمرة الآن ويغادرها سكانها هربا من القصف بأعداد ضخمة فيما ظل العديد من السكان الآخرين عالقين في المدينة تحت النار والحصار وفي ظروف انسانية يائسة".