شهدت مصر أجواء احتفالية خلال اليوم الأول لعيد الفطر المبارك رغم القلق وجو الانقسام البادي في الشارع نتيجة استمرار الأزمة السياسية التي تشهدها البلاد والتي تدخل شهرها الثاني. وقد أدى المصريون لأول مرة صلاة العيد منقسمين حيث انفرد الإخوان وحلفائهم بساحات خاصة بهم وأخرى للمعارضين وغطى الخطاب السياسي ودعاء كل طرف من اجل "النصر لموقفه" على التكبير والتهليل فيما ساد جو مشحون في بعض المحافظات بين متظاهرين لأنصار الرئيس المعزول بعد الصلاة ومعارضين من الأهالي وهو ما يكشف حجم الاستقطاب في الشارع المصري الذي يسوده التخوف والتوجس من الأيام القادمة. وبالقاهرة وفي الوقت الذي شهد اعتصام مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي بميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة مظاهر احتفالية بمناسبة عيد الفطر كانت تجري على أطرافه مواصلة عمليات وضع تحصينات بأكياس الرمل تحسبا لفض الاعتصام في أي لحظة قادمة من طرف قوات الأمن بعد إعلان الرئاسة المصرية أمس فشل مفاوضات التهدئة التي جرت على مدى الأيام الماضية بوساطة أوروبية وأمريكية وخليجية محملة الإخوان مسؤولية هذا الفشل. ويرفض "التحالف الوطني لدعم الشرعية" الذي تتزعمه جماعة الإخوان المسلمين الاستجابة لنداءات الحكومة بفك اعتصام أنصار الرئيس المعزول الذي يستمر للأسبوع الخامس على التوالي بميداني رابعة العدوية والنهضة حيث شدد القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي في تصريح له اليوم على أن المحتجين "عازمون" على البقاء في الاعتصام وان التلويح بفض الاعتصام بالقوة لم يؤثر عليهم ما لم تتم الاستجابة لإجراء "محادثات واضحة عن عودة الشرعية". وعلى الجانب الآخر وفي ميدان التحرير أقيمت صلاة عيد الفطر لمئات من المعتصمين بالميدان ومن المؤيدين للنظام الجديد فيما كان الخطاب المروج من على المنصة هو لنصرة الجيش ورفض "الخروج الأمن" لقيادات الإخوان المسلمين ودعوة قوات الأمن والجيش لفض اعتصامات أنصار الرئيس المعزول. يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الولاياتالمتحدةالأمريكية والاتحاد الأوربي ضغوطهما من اجل حث الحكومة وجماعة الإخوان المسلمين على تقديم "تنازلات" من اجل التوصل إلى حوار لحل الأزمة في البلاد. وقد عبر وزير الخارجية الأمريكي جون كيري ومسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في بيان مشترك أمس عن" قلقهما وانزعاجهما لعدم توصل الأطراف في مصر إلى مخرج من الطريق المسدود" واعتبرا أن الوضع"لا يزال هشا للغاية و يهدد بمزيد من إراقة الدماء والاستقطاب". فيما قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية الليلة الماضية إن الوقت ما زال متاحا للحوار لحل الأزمة في مصر مشيرة إلى أن محادثات مبعوثي الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي وقطر والإمارات بالقاهرة وفرت "أساسا راسخا لخلق أجواء تتيح لمصر المضي قدما".