دقت السلطات التونسية ناقوس الخطر أمام التراجع "الهام" في أعداد السياح الذين توافدوا على البلاد منذ مطلع العام الحالي والذي بلغ عددهم نحو 4 ملايين سائح وذلك جراء الازمة السياسية التي تعصف بالبلاد وفق ما أبرزه مصدر رسمي. وأكد وزير السياحة التونسي جمال قمرة في تصريحات صحفية نشرت اليوم الجمعة أن الموسم السياحي سيبقى "مهددا" طالما تواصلت الأزمة السياسية التي تعيش على وقعها تونس منذ اغتيال نائب تونسي في اواخر شهر جويلية المنصرم. وبين ان عائدات القطاع السياحي من العملة الصعبة في الفترة ذاتها تجاوزت 1 مليار أورو مشيرا الى ان نسبة السياح الوافدين من السوق الأوروبية تقلصت بنسبة 7 ر 3 بالمائة مقارنة بالسنة الماضية . وبخصوص أفاق الموسم السياحي في بلاده ذكر قمرة بان التراجع في الانشطة السياحية سيتواصل اذا لم يتم التوصل الى" حلول تضع حدا" للازمة السياسية القائمة موضحا بانه وبعد اغتيال النائب بالمجلس التاسيسي محمد البراهمي فان "الكثير من الحجوزات قد تعطلت " وفق تعبيره. ومعلوم أن الحكومة التونسية الانتقالية تسعى خلال هذا الموسم الى جلب نحو 6 ملايين سائح قبل نهاية العام الجاري . ويأتي الاعلان عن نتائج هذا القطاع بعد ان نشر البنك المركزي التونسي امس الخميس بيانات أعرب فيها عن "عميق انشغاله" إزاء استمرار المخاطر التي تهدد سير الاقتصاد على خلفية " تواصل انعدام وضوح الرؤية" لدى المتعاملين الاقتصاديين وتداعياتها على قطاعات الإنتاج والتصدير مشددا على أن تفاقم الاحتقان على مستوى الساحة السياسية أصبح "يهدد سلامة ونسيج وأسس الاقتصاد التونسي اكثر من أي وقت مضى". للاشارة فان قطاع السياحة في تونس الذي يعد رئيسيا في الاقتصاد التونسي عرف تراجعا كبيرا منذ الاطاحة بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي في جانفي 2011 جراء تواصل الاضطرابات الاجتماعية والمظاهرات والاضرابات عن العمل مما قلص من اعداد السياح الوافدين واجبرت العديد من المرافق السياحية على غلق ابوابها وتسريح الاف العمال.