قرر المجلس الاسلامي الأعلى إرسال وفد من بين أعضائه إلى ولاية غرداية سعيا منه إلى "إصلاح ذات البين لنشر السلم والتفاهم بين الإخوة في هذه المنطقة المعروفة بعلمائها ومثقفيها". ودعا المجلس في بيان أصدره اليوم الاحد بمناسبة انعقاد دورته العادية ال56 بالجزائر العاصمة سكان منطقة غرداية إلى التحلي ب "الحكمة والتعقل وروح المسؤولية العليا وتغليب مبادئ الحوار الأخوي التي يحث عليها الدين الاسلامي الحنيف من أجل تجنب الوقوع في مزالق لا تحمد عقباها". وشدد المجلس في هذا الإطار على "ضرورة العمل لانهاء الفتنة التي وقعت في المدة الاخيرة بولاية غرداية من خلال تمتين أواصر وحدة المجتمع وتماسكه". في سياق آخر, إستنكر المجلس "المجازر المبنية على العنصرية المقيتة التي يتعرض لها المسلمون في بعض الدول الافريقية والاسيوية من بينها افريقيا الوسطى وبورما". وفي هذا الإطار دعا المجلس الهيئات الدولية ومنظمات حقوق الانسان ومنظمة التعاون الاسلامي وهيئة الاممالمتحدة إلى "التصدي بحزم لهذه الإبادات الجماعية للمسلمين الابرياء ووضع حد لها". كما عبر المجلس عن "أسفه الشديد لما يتعرض له المسلمون في بعض البلدان الغربية من اضطهاد وتضييق على حرياتهم في ممارسة شعائرهم الدينية والتمسك بخصوصياتهم الثقافية وهويتهم الاسلامية" داعيا في هذا الإطار إلى "احترام المواثيق الدولية التي أقرتها المنظمات والهيئات الدولية لحقوق الانسان". وعبر المجلس ايضا عن "انشغاله الشديد بما يجرى في بعض البلدان الاسلامية بين ابناء الوطن الواحد, مما يؤدي إلى وقوع ضحايا في الارواح وتخريب اقتصاديات هذه البلدان ومساس بوحدة المجتمع". وأمام هذه الاوضاع المؤلمة, دعا المجلس في بيانه إلى "ترجيح قيم التسامح والوئام والحوار كحل اسلامي حضاري للخروج من هذه الازمة", مطالبا في نفس الوقت المنظمات الاسلامية الوطنية والدولية ب"التحرك لتغيير هذا الوضع وذلك باحترام المبادئ الاساسية لحقوق الانسان".