شدد المشاركون يوم الثلاثاء في الملتقى الدولي حول موضوع "التصوف عند أهل العلم من عبد القادر الجيلاني إلى الأمير عبد القادر" الذي انطلقت أشغاله بمعسكر على دور الفكر الصوفي في تعزيز وحدة الأمة وتماسك المجتمع. وأوضح المتدخلون في اليوم الأول من هذا اللقاء الذي يدوم ثلاثة أيام أن منهج الطرق الصوفية هو الدعوة إلى وحدة الأمة والتعاون والتراحم ونبذ الخلاف والفرقة ورفض التكفير. وفي هذا الإطار تطرق الدكتور قدور ابراهيم المهاجي من جامعة وهران إلى دور الأمير عبد القادر الجزائري الذي كان صوفيا في وحدة الأمة ولم شملها لمواجهة المحتل الفرنسي. وقال المتدخل الذي قدم محاضرة بعنوان "الأمير عبد القادر الشاعر الصوفي" أن الأمير "إستطاع أن يجمع الأمة في جهاد عن الحق من خلال مقاومة شعبية اتسمت بالبعد الوطني والديني والقومي". وأشار أن الأمير عبد القادر الذي كان أيضا عالما ومحاربا وشاعرا ومفكرا "صنع للأمة طريق المجد ودواعي النصر وكان يحرض المواطنين على القتال فاندفعوا بعقيدة صادقة للدفاع عن الوطن". ومن جانبه أشار الدكتور محمد فاضل الجيلاني رئيس مركز البحوث الإسلامية باسطنبول (تركيا) إلى البعد الوطني في شخصية الأمير عبد القادر الجزائري. وأوضح المحاضر الذي قام بمقايسة بين شخصية الأمير عبد القادر وسيدي عبد القادر الجيلاني أن الأمير "استطاع في كفاحه أن يجمع الأمة على صف واحد وكان يصلح بين الناس فكان نموذجا في الصلح والوفاق". ولاحظ الباحث التركي الذي له عدة مؤلفات عن سيدي عبد القادر الجيلاني منها كتاب "نهر القادرية" أن الأمير عبد القادر وعبد القادر الجيلاني "جمع في تصوفهما بين العلم وبين الإلتزام العملي بقواعد الشريعة" مشيرا أن الجيلاني الذي كان عالما وإماما ومجاهدا "ترك أكثر من مائة مؤلف في 13 علما غير أن العامة لا تعرف عنه سوى الجانب الصوفي". وفي ذات السياق تطرق الدكتور محمد الشحومي الادريسي المرشد العام للرابطة العالمية للشرفاء الأدارسة بليبيا إلى "منهج الصوفية في الدعوة إلى الوحدة والاعتصام بحبل الله ونبذ الفرقة والتشتت". وأرجع المتدخل الفرقة التي يعاني منها حاليا العالم الإسلامي إلى "الابتعاد عن تعاليم الدين الإسلامي وسوء فهم أصول الفقه وإتباع مذاهب ليس لها علاقة بالدين". وانتقد الدكتور الشحومي من جهة أخرى "أولئك الذين إختصروا الجهاد في القتال" وقال "القتال ليس الجهاد وإنما القتال هو حالة من الجهاد ولن يكون إلا بإذن" مشيرا أن "الجهاد هو بذل أقصى الجهد لتنفيذ الأوامر الإلهية". وستتواصل اشغال هذا اللقاء غدا في يومها الثاني بتقديم سلسلة من المحاضرات تخص محوري "التصوف العملي في تاريخ الأمة الإسلامية" و"الطريقة القادرية والتقارب الصوفي العملي". ويحضر هذا الملتقى الذي ينظمه الاتحاد الوطني للزوايا الجزائرية مشاركون من 13 بلدا عربيا وإسلاميا وجامعيون من مختلف أنحاء الوطن وشيوخ زوايا ومريدوها.